الجمعة، 23 يوليو 2010

العمانية أول جريدة عمانية إلكترونية تعمل على مدار الساعة


العمانية أول جريدة عمانية إلكترونية تعمل على مدار الـ 24 ساعة بتحديث متواصل لكل الأخبار المحلية والإقليمية والدولية .
شاركوها فكرها وابعثوا إليها بفكركم فالقائمون عليها يستحقون فعلا أن نشاركهم التعب والجهد والنجاح

نعم هكذا نحاكي الفكر العماني المستنير والنهضة العمانية الحديثة

كل عام وانت بخير يا وطني في عيدك المجيد

والنجاح كل النجاح بإذن الله للعمانية في مسيرتها الإعلامية الجديدة اتمنى ان تكون فاتحة خير على العمل الإعلامي الإلكتروني في السلطنة

موقع الجريدة :

http://www.alomaniyah.com/

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

الناس صنفان



الصنف الأول/ أصحاب المنطق الثنائي:


أي الاشخاص الذين لا يرون الأمور ويدركونها إلا من خلال تعريفين فقط لا ثالث لهما. ولشرح ذلك أطرح أمثلة: الأسود ومقابله الأبيض, الصديق ومقابله العدو. لذا فإن إشكالية هذا الفكر أنه لا يستطيع التعامل مع الامور بشمولية أكبر، فهو لا يرى أبعد من أنفه، ولا يقيس الأمور إلا على هذين النوعين: (يا أبيض يا أسود) و(يا قاتل يا مقتول)، حيث إنه لا يرى ألوان الطيف التي لا تعد ولا تحصى بين الاسود والابيض, بين الهجوم والدفاع, بين الخير والشر!


لذلك لا يستطيع هذا النوع من الفكر التعامل بشكل استراتيجي ومنفتح، حيث إنه لن يكون لديه إلا خياران فقط في أي شأن من الشؤون, وهذا ما يجعله ضيق الأفق، قليل التدبير، وقراءته سهلة جدا من قبل خصومه ومن ثم السيطرة عليه قبل الإقدام على أي عمل, بل قد يصل الحد الى التحكم بتصرفاته من قبل الخصوم بحيث يخلقون له الظروف الموضوعية ويسيرونه من خلالها بردود أفعاله, وذلك من دون علمه، بل يخيل إليه بأنه صاحب قرار ولكن في الحقيقة ما هو إلا صاحب خوار وردود أفعال يخيل إليه بأنها قرارات وهي في الحقيقة خوارات خالية من مكونات القرار.


ومع الأسف هكذا يتم السيطرة على هذا النوع وعلى هذه العقول البسيطة التي تعتقد أنها -وبكل سذاجة- تمتلك كمال الحقيقة من قبل أشخاص مرضى فكرياً، يسعون لمصالح خاصة دون مصلحة الأمة والبشرية.


الصنف الثاني/ -إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق- وهم أصحاب المنطق المتعدد:


مثل المخططين والمفكرين الاستراتيجيين والعقلائيين الذين يتعاملون بالمنطق المتعدد الذي يراعي جميع ألوان الطيف التي لا تعد ولا تحصى بين الاسود والابيض, مما يتيح لهم شمولية ورحابة في الخيارات المتاحة لهم، والتعامل معها بأوزان مختلفة وبالتوازي, مما يضاعف الاحتمالات ويجعل زمام المبادرة في أيديهم لا في أيدي الخصم.


هذه الفئة تفتح الأبواب لجميع الشخصيات في صناعة الأحداث والوقائع, إذ أنها تشارك الناس عقولها، ولا يكون عملها كالصنف الاول مجرد رد فعل, ومكمن القوة الحقيقية لهذا الصنف أنه يسيطر بالتداخل الفكري على جميع مخرجات القرار وليس بالقهر الجسدي والاستبداد الفكري, فهم يأسرون العقول ويستميلونها بالفكر النير المنفتح الذي يضفي عليهم مظهر قوة تكاملية برغبة كل من حولهم, بعكس الأسر الجسدي الذي يمارسه أصحاب المنطق الثنائي الذي ينتظر فرصة الانقضاض للخلاص.


الميزة الاخرى التي تحسب لصاحب المنطق المتعدد أنه يحظى بتعدد الخيارات, فهو يحرم الخصم من القدرة على قراءة الأمور بشكل واضح ومعلوم, كما أنه ولكثرة الاحتمالات المتاحة للعمل لديه يشتت إمكانات الخصم بشكل كبير وواسع، مما يساعده على صنع الكثير من الثغرات لدى خصمه التي تتيح لصاحب المنطق المتعدد النفوذ من خلالها بسهولة ويسر إلى خصمه الذي يتعامل بحسب ردود الافعال و(يا أبيض يا أسود)!


لذلك يبقى الصنف الثاني هو الأفضل لأنه الصنف العامل والمفكر والمبتكر, بيد أن الصنف الأول الذي يتعامل حسب ردود الأفعال وبالمنطق الثنائي لا تفتح أمامه خيارات أخرى ولا ألوان أخرى سوى الأبيض والأسود، وهذا ما يجعله يعتنق مبدأ ( كل من ليس معي فهو ضدي)، فيتخذ من كل من يخالفه الرأي عدواً له، أو تجده يلتزم الصمت وكأنه الحكمة، ويفضل الهروب وكأنه عين الصواب، لأنه أصلا لا يستطيع أن يقول شيئاً أو يضيف شيئاً أو يبتكر شيئاً، وبذلك تضرب على أصحاب المنطق الثنائي الذلة والمسكنة, لأنهم قد استهانوا بأنفسهم قبل أن يستهان بهم، فالهزيمة هنا فكرية قبل أن تكون ميدانية، و نفسية قبل أن تكون عملية