الاثنين، 30 ديسمبر 2013

ملعون أبو الجمهور على مزاجه


قلت لك مرة : أن من يرفض أن يقتنع في شرق المتوسط بفكرة روجتها الأنظمة فإن هناك من يقنعه . هل تذكرين: الإعلام والمخابرات .
نعم يا صغيرتي .. هنا الأفكار تساق بشكل مركز عن طريق إعلام الأنظمة فهو السيد الذي لا تعصى له فكرة وهو المزود الرئيس للثقافة والمعرفة بعد أن أصبح الكتاب وأصبح المثقف عملة نادرة مهددة بالانقراض .
 حتى أولئك الذين يسعون لتطوير مداركهم يا ابنتي عن طريق الدراسة وطلب العلم يخبرهم إعلام النظام بعد أن يفرغوا من علمهم أن عليهم أن يصدقوه وأن يتخرجوا أولاً من "جامعاته " لأنهم أخيراً  إن لم يفعلوا فهناك جامعة لـ " المخابرات " جاهزة لتعليمهم أن ينسوا كل ما تعلموه على أصول ٍ استخباراتية.
الأنظمة في شرقنا المتوسط يا ابنتي تخشى من الأظافر الطويلة وتخشى من المعرفة ومن الثقافة ومن الإطلاع ومن الفلسفة ومن المنطق ببساطة هي تخشى من الحقيقة وعليه فإن لديها في ذلك حلال وحرام ومحظور ومباح . وليس في المعرفةِ مباحٌ ومحظور يا ابنتي من يريد أن يتعلم عليه أن يقرأ  في كل شيء لكن الأنظمة لا تريد منا أن نتعلم كل شيء وأن نفهم كل شيء وأن نقرأ كل شيء وأن نحلل كل شيء لأنها تعلم أن الثقافة تصنع إنساناً كاملاً متزنا مفكراً مستعداً دقيقاً
هي تعلم أن مثل ذلك الإنسان قوة وخطر يهدد عرشها لذا فأن الجهل بالنسبة لها ضرورة كي تستقيم في مكانها ولا شيء أفضل لديها من ترويجه عن طريق تعدد الفضائيات والإذاعات والقنوات المختلفة وزيادة عدد ساعات البث الفضائي والإذاعي كي يزيد معدل الغباء والكسل والتخاذل والتخلف كي تكون في  مأمن من شر ارتفاع مستويات الإدراك والفهم  .
ستحتجين ربما يا صغيرتي وتقولين : الإعلام الغربي يفعل ذلك والأنظمة الغربية أيضاً تفعل ذلك ؟
حسنا يا صغيرتي ..قد تفعل ذلك .
نعم قد تكون أوربا ديفيد فروست وأميركا جون ستيوارت ولكن علينا  أن نعترف بالـ فرق الكبير بين إعلامنا وإعلامهم  فالإعلام الغربي يخاطب مجتمعات واعية متعلمة مثقفة مطلعة مدركة وعلى مستويات عالية من الذكاء والحنكة وعليه فإن معدل كذبه وشعوذته ودجله منخفض جداً حتى حين يكذب فإن المجتمع الغربي يعلم أن نظامه يكذب لأنه أعني المجتمع تعلم أن يقرأ ما بين السطور ، أما الإعلام العربي فيخاطب مجتمعات متخلفة مهلهلة لا تحق حقا ولا تبطل باطلا ولا تفهم إلا ما يفهمه إعلام النظام ولا تصدق إلا ما يصدقه ولا تكذّب إلا ما يكذّبه هي لا تجيد قراءة "الممحي" على رأي أخوتنا في العراق .
الـمجتمعات هنا لا يعد لها الإعلام برامج مدروسة ومخططة سوى تلك المدروسة والمخططة والمفصّلة على  أفكار النظام وإن أعد فذلك من باب " إبراء الذمة" لا أكثر أو من باب "التفاخر والتباهي" أنه فعل .
 في الغرب جميع البرامج موجهة ومدروسة وحتى الهزلية منها تهدف في الأخير لزيادة معدل وعي الأفراد بالإضافة إلى الترويح عنهم كما يراعي الإعلام الغربي  أوقات مناسبة لعرض برامجه دون إسقاط مزاج الجمهور والمتلقي ومستواه العلمي والثقافي أما لدينا أعني لدى الإعلام العربي فملعون أبو الجمهور على مزاجه على أوقات البث على زيادة معدل الوعي والمعرفة فما يهم الإعلام العربي في المقام الأول هو مزاج ووعي ووقت الأنظمة .
 الإعلام الغربي يهدف إلى التطوير يا صغيرتي والإعلام العربي يهدف إلى التخدير ، الإعلام الغربي يهدف إلى خلق وصنع المعرفة والإعلام  العربي يهدف إلى صنع الخرافة والشعوذة والكذب، الإعلام الغربي يهدف إلى خلق مساحات أخرى للتفكير والإبداع والإعلام العربي يهدف إلى صنع مساحات لا نهائية من اللهو والعبث لخنق الإبداع لمنع أي فنان وأي مثقف وأي مبدع من إطلاق وعيه كي لا يصبح أدبُه وفنه وإبداعه صادقا يستحق للحياة.

لماذا يا صغيرتي ؟ لأننا في هذا الشرق الميت لا زلنا أداة في قبضة الأنظمة والأنظمة لا تريد  إلا أن تكون الأداة محكمة القبضة ، حتى لا تهرب وتستغني عن المشغّل وتفكر بنفسها وتتخذ قراراتها عن اقتناعٍ وفهم وإدراك .
هنا الإعلام أقوى أداة للسيطرة على الجمهور وعلى عقله لضمان عدم هروبه وتطرفه وانقلابه على أفكار السلطة ، هنا الأنظمة تدفع المليارات من أجل زيادة دعم إعلامها بجميع وسائله وأشكاله .
أن الأمية تزداد في عالمنا العربي يا صغيرتي كلما ازدادت  قنوات "العبث" والصحف الصفراء والبرامج الإذاعية الهابطة .
ستقولين : أين دور المثقف ؟
يؤسفني أن أصرح بهذا لكنها الحقيقة : الإعلام يقبض على الجماهير أكثر مما يقبض عليهم المثقف أو يقبض عليهم كتاب ولا ثقافة يا عزيزتي بدون كتاب ناهيك أن كل الكمية المعطاة من الحرية عن طريق أنظمة شرق المتوسط تالله أنها لا تكفي مثقفا وحراً واحدا .

صدقيني يا صغيرتي من تستعبد الأنظمة عن طريق إعلامها روحه وعقله وقلبه لن يستطيع أن يكون حراً حتى في اختيار ملابسه وعاداته وتقاليده .

 لماذا يا صغيرتي : لأن ثقافة المرء هي التي تحدد سلوكه. انظري حولك وشاهدي من أين يستقون الثقافة ومن أين يأخذون السلوك؟ ليس العقل في شرقنا المتوسط من يقود حياتنا ويحدد سلوكنا وثقافتنا بل العادة يا صغيرتي "العادة" التي صنعتها الأوهام. 

يقولون : الإنسان حيوان عاقل ، أصدقك القول يا ابنتي  رأيت الحيوان لكني لم أر الإنسان بعد ولم أر العقل إلا فيما ندر . أيضا ليس كافيا -كما يقول ديكارت- أن تمتلك عقلا جيدا، المهم أن تعرف كيف تستخدمه جيدا

حسنا ..الأسئلة كثيرة يا ابنتي  بإمكانك أن تسألي مثلاً: هل هناك ميزانيات رصدتها الأنظمة العربية لرفع المستوى العلمي والثقافي ودعم المبدعين وتبني أفكارهم ؟ وإن كانت. هل الأموال التي تنفق على تطوير الفرد وزيادة وعيه ووعي المجتمع كما الأموال التي تنفق على قنوات النظام ومهرجاناته وحفلاته وندواته ومؤتمراته وسهراته وبهرجاته التي لا تنتهي ؟
لن أقول شيئا فقد قام المثقف بدوره على قدر الممكن لكنه لم يتجاوز "ممكن " الأنظمة العربية بعد ليستطيع أن يتجاوز مستحيلها .
 إن أردت أن أختصر عليك المشهد كاملا يا ابنتي وأجيبك لماذا لا يعيش المثقف الحقيقي الصادق والنزيه والشريف طويلا  في عالمنا الشرق أوسطي فـ اسألي جهاز " المخابرات" .

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

بطلة لا تشبه المسلسلات

لم أفكر ذات يوم أن ارتبط بحبيبةٍ  أو زوجة  أو بطلة تشبه تلك الموجودة في الروايات والمسلسلات والأفلام ، حيث تكون المرأة شخصية خارقة لا مثيل لها يتهافت عليها جميع الرجال حتى تأتي الحلقة الأخيرة لتزوجها بالفارس الذي لا يشق له غبار الذي تمكن من الظفر بها بعد أن أراق من أجلها الدماء وقدم في سبيلها التضحيات.

لم أفكر في ذلك لسببٍ وجيه يا صغيرتي . فـ المرأة عندي ليست مكافأة وليست هدية وليست فيلماً وليست حلقة أخيرة ناهيك عن أني لست بطلا مغواراً لا يشق له غبار.

 أنا هو أنا بمنتهى البساطة دون معجزات وبطولات تتجلى في مشاهد خيالي الواقعي جدا وتتألق .

لست مضطراً كما يفعل العشاق في الأفلام أن أستحضر جميع الشخصيات البطولية من التاريخ حتى ألفت انتباه امرأة ، وليست مضطرة أن تجعل من نفسها في الحب آلهة إغريقية كي أعبدها .

لست مضطرا لكل ذلك الضباب العاطفي المحيط بذاكرة وبقلوب وبعقول الآخرين .

لست مضطرا أن أخلق مسرحا لا يناسب مشاعري وقدرتي  وبطولتي الفردية المتواضعة ، وبطلتي ليست مضطرة أن تخلق مسرحا لا يتناسب مع مشاعرها وقدرتها وبطولتها المتواضعة كما تصنع الأفلام العاطفية في المخيلة الشعبية .

وإذا تسنى لأحد الأبطال  أن يعيش مثل هذه القصص والأفلام فإن امرأته لن تكون أكثر من بطلة صدى وبطلة ورق وبطلة مكافأة وبطلة انتدبها الخيال والمثال لتكون الفريدة من نوعها في صدر الوهم المركزي .

في مسيرة حياتي تعرفت على العديد من الشخصيات العادية والمميزة كما تعرفت على تلك الموجودة في القصص والأفلام أعني النسوية منها ورأيت الكم الهائل من الجهد الذي تبذله المرأة من أجل أن تلعب دور البطولة أمام رجل مثلي أو مثل غيري لتظفر بقلبه .

رأيت المعاناة والمشقة ، ورأيت المنافسة وهي تحتدم بين اثنتين وأحيانا أكثر كل واحدة منهن تحاول صنع المعجزات لتكون الفريدة من نوعها أمام بطلها الخرافي .

أكثر ما احترمته في هذه المشاهد يا ابنتي هو نضال المرأة . نعم يا صغيرتي نضالها في الوصول إلى هدفها بغض النظر عن استحقاق الرجل لها أو استحقاقها له وبعيدا عن كونها واقعية أو خيالية كانت المرأة في تلك القصص تخترع العديد من المسوغات التي تمكنها من لعب دور البطولة .

أما بالنسبة لي يا صغيرتي .. فإن تلك المسوغات لم تك ركيزة أبني عليها علاقة جادة مع أية امرأة ، كما أن إبراز المفاتن واستعراض الجمال الأنثوي لا يشكل لعيني ولقلبي حافزا كي أعشقها فالبطولة أعني بطولة المرأة عندي تقوم على أشياء ثانوية قد لا تكون ظاهرة ولا يعطيها الرجل أي اهتمام ربما لكنها عندي تشكل الركيزة الأولى .

دوما كنت أقف مبهوراً أمام البطلة التي لا تتصنع المشاهد ولا الأدوار تلك التي تتميز بأعظم قدرة وأعظم موهبة في الحفاظ على طينها إنسانا ًنبيلاً ونقياً يحزن لقطع الأشجار ويفرح حين تغني العصافير ويغضب حين يرى بطلاً متكبراً وطاغياً يلاحق بستاناً ليسلب منه نخلة .

مادة البطولة يا ابنتي تشبه سمكة صغيرة تسبح بداخلنا  ، بطبيعة الحال هي ليست سمكة طاردها صياد "الشيخ والبحر" كما هي عند هيمنغواي ، هي سمكة أصيلة يا ابنتي لا تتغير إلا نحو الأفضل ولا تسبح إلا نحو الأجمل ، لا تهزمها اسماك القرش ولا تغيرها طبيعة البحر ولا يدنسها الملح .

تعرّفت ذات يوم على سمكة ٍ أصيلة يا ابنتي ظلت تسألني يوما بعد يوم : لماذا فضّلتني واصطفيتني ؟  كنت أجيبها دوما بإجابة عادية كي لا يتمكن منها الغرور أو يدفعها حمق البطلات بأن تلعب أدوارا لا تناسبها .

لكنها مع هذا كسرت خياشيم السمكة وسبحت نحو المجهول وهي تحسب أنها لن تهزم . والآن هي ربما تلعب دوراً لم يخلق لها ولم تخلق له . لقد غيرها البحر يا ابنتي وتمكن منها الملح .

لكن  يا ابنتي تبقى في حياة كل رجل منا بطلة واحدة و سمكة واحدة لم يغيرها البحر ولم يتمكن منها الملح سبحت بداخلنا وغيرت تفاصيل موجنا إلى الأبد كما غيرت تفاحة نيوتن مصير الإنسان .

إذا جاز لي هنا أن أقول أن البطلة الحقيقية في قلبي هي ( أمك) وفي قلب الرجل هي تلك التي لا تضطر أن تقف طويلا أمامه كي تجلد عينه وتضطره للكلام ، هي تلك التي تستدعيه للتوقف التي تعطيه قيمة ومعنى بعيدا عن الركض وراء السراب ومحاربة طواحين الهواء ، هي تلك التي تقوم بأكبر بطولة في حياتها حين تخلق واقعيتها بيئة مناسبة ومسرحا مناسبا يجمعها بالبطل دون أن تطعن الجماهير والنقاد بشوكة أو سكين .

هي تلك التي حين يسدل ستار المسرح يصفق لها الجميع لأنها استطاعت أن تضيء في قلبٍ مظلم عالم بأكمله .

http://www.alomaniyah.com/authArticle.cfm?id=30909&author&catid=14

السبت، 21 ديسمبر 2013

قصة برميل !







يحكى أن برميلاً متخماً بالذهب الأسود سكن الشرق المتوسط ، برميل نفط مثقوب لا يرى لا يسمع لكنه يتكلم .. ( فقط يتكلم ) .. كان البرميل يحلم بالزعامة بل أنه من أجل هذا الحلم تحديدا لا يكف عن إهدار ما تبقى من الذهب الأسود في بئره من أجل أن يصبح قائد ضرورة على بقية البراميل التي تعيش على نفس الآبار المجاورة لبئره.


في حقيقة الأمر بقية البراميل كانت تدرك أهدافه ولأنها تخشى سواد نفطه كانت ترضخ وتجامل وأحيانا تحتال باستثناء برميل واحد كان برميلا بسيطاً طيباً لكنه لم يك يخشى ولا يجامل ولا يحتال .


كان إذا ضرب أوجع من باب : إذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة . ولأنه كان يعلم أن "ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد" ولأنه كان يعلم أنه مهما فعل لن يسلم من الانتقاد بأي حال فعل الصحيح كما يفعل دوماً ، أي نعم أن البرميل ليس في بطنه ما في بطن بقية البراميل من الذهب الأسود لكنه كان يحمل بداخله حرّة تجوع ولا تأكل بثدييها .


كان يحمل ما هو أعز وأثمن وأغلى من اللون الأسود كان يحمل لون الكرامة والعلياء في همة نفسه ومن أجلها كل ما يلقاه محبب وعليه لم يرضخ لأهداف وأطماع المتخم بالذهب الأسود.


العلياء ؟!! الكرامة ؟ هكذا صرخ البرميل المثقوب ! ماذا تعني الكرامة ؟


ولأن المثقوب لم يكن يعلم ماذا تعني الكرامة وماذا تعني العلياء استشاط غضباً من برميل الكرامة : لماذا لا يرضخ .. لماذا لا ينصاع .. لماذا لا يكون تابعا له وهو الذي إن أغلق فوهة برميله توقف العالم .


لم يتوقف غضب البرميل عند هذا الحد بل أطلق من ثقبه أوامر للتابعين بأن يهاجموا برميل الكرامة أن يتهموه بالشذوذ بالعنصرية بالطائفية بتمزيق وحدة البراميل بالعمل من أجل مصلحة براميل أخرى تحاول أن تأخذ قوته في سوق "المجتمع الدولي " وتأثيره في محيط الآبار الزمني . وقد كان .


ولأن برميل الكرامة كان مؤمناً بقدراته كان أكيداً أن القطرات القليلة قد تصنع جدولا ولأنه يرى بأول رأيه آخر الأمور ولأن نفسه كبيرة وطبعا -إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام -علم أن صراخ المثقوب على قدر الألم ، وبينه وبين نفسه تذكر قصة تحكى عن برميل ٍ أعرج وأعور لا يرى إلا بعين ٍ واحدة .. تذكره حين طلب من الرسامين في بئره وفي الآبار التي تواليه أن يرسموه دون عيوب ودون ثقوب وأن ينشروا صورته أمام العالم أجمع بشكل أقرب للكمال والكمال لله.


تذكر رفض بعض الرسامين الشرفاء في تلك الآبار لطلبه فكيف يرسموه دون عيوب وهو أعرج وأعور وفوق هذا كله مثقوب .

تذكر بيت شعر يقول : " لو كان العلم دون التقى شرف ... لكان اشرف خلق الله إبليس" .


عموماً قيل في الأثر : للذهب ثمن ... لكن الحكمة ليس لها ثمن)) لذا لم يوافق أحد على رسمه سوى رسام واحد أي نعم أظهره دون عيوب ودون ثقوب بعد أن قبض الثمن ورسم لوحة جميلة ومعبرة ونادرة لكن الرسام نسى والبرميل من خلفه نسى أن لا شيء في الدنيا يخفي نقص القادرين على التمام وأن الصورة لا يمكنها أن تجعل من يرى البرميل يغني" جميل جمال " وأن الملامح المزيفة والألوان المزيفة لا يمكنها أن تخفي الحقيقة وأن كل من نظر إليها كان يعلم في أعماقه أن تحت ملامحها وألوانها برميل أعرج وأعور ومثقوب .


http://www.alomaniyah.com/detail.cfm?id=30460&catId=14

الأحد، 15 ديسمبر 2013

نعم نحن شعب ' سايلنت '


أتابع منذ فترة التعليقات التي تكتب عنّا كعمانيين على مواقع التواصل الاجتماعي ، أتابع منذ فترة السخرية بكافة أشكالها من بعض السفهاء فذوو النفس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء فتارة يصفونا بشعبٍ أشبه بالنقال الذي وضع على "السايلنت" وتارة يصفونا بأننا شعب ميت لا تدب الحياة فيه على محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي إلا في المناسبات الوطنية .ووو .. 

حسناً الذي ولد ليزحف حتماً لن يستطيع أن يطير . 

لذا شكراً لأشواككم فقد علمتنا الكثير .. واعلموا أن محبتنا للشوك لا تعني أننا نخاف من الوخز واحترامنا للشوك لا يعني أننا نخشاه وتقديرنا للشوك لا يعني أن يتجاوز معنا حدود الأدب . فقط تذكروا أن الأزهار الجميلة والطيّبة أيضاً لها أشواك . 

واعلموا أن السنابل حين تكبر تنحني والعالم حين يكبر ويتعمق ويتعملق في علمه يتواضع . 

في حقيقة ِ الأمر على الشوكة أن تتذكر أيضاً أننا نحترمها ونقدرها ونجلّها من باب "الجيرة" فقط أعني لأننا نعيش في نفس البستان وننمو على نفس التربة . 


أقولها لكم صراحة : نعم نحن شعب " سايلنت "فالفم المقفول لا يدخله الذباب، لسنا من هواة الحديث والثرثرة لأنه إذا تم العقل نقص الكلام والمرء يوزن بقوله ويقوّم بفعله ونحن قوم نطرد الفراغ بالعمل . 

نحن قوم نقول لنفعل ونعيش لنعمل ونعمل لنعيش ولأننا لا نؤمن بالعمل المستحيل لا نكف عن التفكير بالعمل وقديماً قيل : من يتكلم يزرع ومن يصمت يحصد )) وعليه فإن الكلام ليس لنا هو للذي لا يحسن العمل للذي قوله أكثر من فعله وعمله أقصر من ثوبه والناس رجلان : رجل عقله في عينه وأخر عينه في عقله. 

نحن شعب "سايلنت" نعم لأننا نترفع عن الكلمات الحرام لا نقول لا نفعل إلا الطيّب الحلال ، نحن شعب "سايلنت" لأن تاريخنا الموغل في القدم علّمنا أن الرجولة أفعال لا أقوال وأن الأنوثة شروق لا زوال وأن التاريخ سيبقى فاتحا ذراعيه للمتواضع الحكيم العاقل من النساء والرجال وأنه سيغلق ذراعيه عن المغرور والمتعجرف والمتكبر والمختال والمحتال. 

نحن شعب "سايلنت" لأننا ندرك أننا إن لم نزد للحياة شيئا ً سنكون زائدين عليها وأننا إن لم نضف للحياةِ شيئا سنكون مضافين عليها . 

ولأن الشعب "السايلنت" الذي منه تسخرون يدرك قيمة الوقت يعمل في صمت وروية وحكمة وبأمن واطمئنان في ظل قيادة حكيمة ورشيدة يقودها رجل تعجز بعض شواربكم الساخرة عن إنجاب شارب مثله وتعجز بعض أنظمتكم البعيدة عن شعبها عن الإتيان بقريبٍ من شعبه مثله . 

نحن شعب"سايلنت" نعم ففي الوقت الذي تثرثرون فيه عن سوءاتكم وتنفثون أحقادكم وتنشرون غسيلكم وتحملون السلاح لتقاتلون بعضكم البعض بالكلمات وباللعنات وبالطائفية وبالقبلية وبالعنصرية أمام الملأ نكون نحن على الجانب الآخر بمنتهى الـ"سايلنت" وبعيدا عن الملأ كل من مكانه وموقعه نعمل ونصنع ونبتكر ونطوّر ونكتب ونتعلم ونبني عمان المستقبل ونغيّر التاريخ بأمجادٍ تضاف لسجلات أمجادنا الزاخرة وبانجازات تضاف لانجازات سلطنتنا الساحرة . 

أخيراً : الحشرة قد تلسع جواداً أصيلاً لكنها تبقى حشرة والجواد يبقى أصيل . 

http://www.alomaniyah.com/detail.cfm?id=29841&catId=14

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

'محمد آل الشيخ' نعم نحن ضد الاتحاد الخليجي وضدكم


ما أن أعلنت السلطنة على لسان الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أنها لا تؤيد الاتحاد الخليجي في الوقت الراهن وأنها لن تكون جزءا منه إن أصرت عليه منظومة دول مجلس التعاون حتى تكالبت الاتهامات عليها من كل فج ٍ عميق من مسئولين حكوميين خليجيين ومن كتاب ومن مغردين ومن حاقدين حتى وصل الأمر بهم أن يقولوا عنها ما لم يقله مالك في الخمر . 

ونسوا أو تناسوا من هي السلطنة .. ومن هو قابوس . ونسوا الشواهد التاريخية على ما فعلته السلطنة قديما وحديثا ودورها في إرساء ركائز السلام ونشر المحبة والألفة . 


نسوا (أن القَصَّاب لا تهوله كثرة الغنم ) .. لست هنا لأعرض الشواهد التاريخية لكني هنا لأرد على أخر الشتائم للسلطنة ولرمزها وهي طرفة الموسم الشتوي بالمناسبة خرجت من كاتب ٍ ومغردٍ سعودي يدعى محمد آل الشيخ الذي أساء سمعا فأساء إجابة والذي قال : (( عمان هي المتضررة من الخروج من مجلس التعاون لا بقية دول الخليج وأنه لولا مليارات الخليج التي انقذت قابوس لكان عندنا لاجئ )) 

إيه وربي .. صدق اينشتاين: يستطيع أي أحمقٍ جَعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد، لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك . 

يا آل شيخ أما أنك لا تقرأ الكلام جيدا وأما أنك لا تفهم .. فالوزير المسئول عن الشؤون الخارجية في السلطنة قالها صراحة وبالحرف الواحد بعد استفزازات وزيركم وغمزه ولمزه :أن هناك ترتيبات جديدة جاءت نتيجة للظروف الأخيرة والتطورات في المنطقة التي حتما لا السلطنة ولا نحن كشعب خليجي لنا ناقة فيها ولا جمل .. وأشار الوزير بن علوي أن على الجميع النأي عن الصراعات الإقليمية والدولية في داخل مجلس التعاون وخارجه وأن القوة لا تعني بالضرورة أن يتعسكر الناس من أجل الدخول في صراعات ونحن غير مستعدين للدخول في صراعات ولا علاقة لنا بالمواجهات ولسنا ذاهبين للصراعات على الإطلاق لا شرقا ولا غربا وأن التركيز على أهم مرتكزات مجلس التعاون أهم من الاتحاد " 

هل قرأت هذا الكلام جيدا؟ لأنك بدوت لنا كحاف ٍ يسخر من ناعل ! 
ما الذي لا تفهمه بالضبط يا آل شيخ فحتى الأعمى يدرك أن مجلس التعاون حتى هذه اللحظة هو مجلس حكام لا مجلس شعوب ومجلس قادة لا مجلس قيادة وأننا طيلة الـ 30 عاما الماضية كنا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا فما بالك بالاتحاد الخليجي ؟ هل سيمثل الشعب الخليجي فعلا أم أنه سيمثل القادة ؟ هل سنشهد أفعالا تصب في صالح المواطن الخليجي أم أننا سنشهد أفعالا تصب في صالح الحكام بعيدا عن قناعات شعبهم ومطالبه ؟ 

أكثر من ثلاثين عاما يا آل شيخ ونحن نحلم بأبسط الأشياء عملة موحدة حتى استيقظ النائم من حلمه ولم نستيقظ .. وحين استيقظنا لم نجد في أيدينا من التعاون المزعوم إلا كلام وخطابات وشعارات وبطاقة مدنية نتنقل بها بين دول المجلس .. يا له من إنجاز خليجي عظيم ! 

ربما يكون أمثالك يؤمنون بنظرية القفز على الواقع .. ويؤمنون بالذي ولد ليزحف أعني ذاك الذي حتماً لن يستطيع أن يطير .. أليس كذلك ..؟ 

لكننا ولدنا لنطير . وموقفنا من الاتحاد الخليجي .. وبغض النظر عن موقف المملكة الرسمي وموقف بقية دول الخليج ثابت وراسخ ناهيك عن أنه موقف ليس جديد فقد سبق وأن صرحت السلطنة أكثر من مرة بهذا الأمر وسبق وأن أعلنت أن علينا العمل على التكامل الخليجي قبل القفز إلى الاتحاد الخليجي ناهيك عن أن السلطنة ليست عبدا ولا تابعا ولا إمعة هي حرة وستبقى حرة في أن تفعل ما تشاء وبتاريخها كله لم تنعق كما يفعل غيرها خلف كل ناعق . 

نعم يا آل شيخ طيلة تاريخنا كإمبراطورية وكسلطنة كنا ولا زلنا أحرارا وأصحاب قرار لا نقبل أن يملي علينا غربا أو شرقا ما نفعل وما نختار . 

نعم نحن لا نتدخل كما يفعل غيرنا في الدول الأخرى ولا نسعى كما يفعل غيرنا للفرقة وللشتات وللإرهاب في الدول الأخرى ولا نسارع كما يفعل غيرنا للعمل في الظلام وعقد مؤامرات مع الشيطان من أجل أن تستمر شلالات الدم في أماكن مختلفة من العالم. 

نحن إن ركضنا .. ركضنا نحو السلام .. وإن لهثنا لهثنا من أجل السلام . 

نحن سلطنة حرّة ومستقلة تفعل ما يناسب مصالحها ومصالح شعبها ومعروف عنها استقلالية القرار ومعروف عنها الوسطية والاعتدال وأنها لا تصنع عدو بل تصنع أصدقاء في كل مكان . 

نعم يا آل شيخ صناعة العدو ليست صناعتنا وآلة الحرب ليست آلتنا وهي حتما آلة وصناعة لها روادها في بلدان ودول معظم قراراتها قائمة على ردة الفعل وعلى الطائفية والمذهبية والعنصرية وعلى أحلام برميل النفط الأسود . 

من يصنع الحرب يا آل شيخ ومن يسعى إلى الفتنة و الشتات والفرقة هو من يشعل فتيلها في كل مكان ، من يسعى إلى تقويض الوحدة هو من لا يملك بصرا ولا بصيرة هو من لا يضرب ببصره أقصى القوم هو من لا يحسب حساب التاريخ لا يقرأه ولا يحلله ولا يفهمه واسأل التاريخ وستعرف جيدا من تفاصيله من كان سيدا للسلام ومن كان سيدا وخادما للحرب . اسأل التاريخ والشواهد كثيرة من هي السلطنة في القديم البعيد ومن هي في الحاضر القريب . واسأل حاضرك الآن عنك وعن عواهن اتحادك الخليجي ولماذا أطل برأسه مجددا في هذا الوقت تحديدا ؟ 

هل من أجل الوحدة الخليجية فعلا أم أنه جاء كردة فعل على القراءات السياسية والتطورات الدبلوماسية الأخيرة من الاتفاق التاريخي بين إيران ( عدوك المزعوم الذي صنعتموه صنعا أو صنعه الغرب لكم صنعا) والقوى الست الكبرى ؟ 

أم أنك تخشى من الجارة إيران أن تمارس حقها الطبيعي وتستعرض عضلاتها السياسية والدبلوماسية بعيدا عن تقسيماتكم الطائفية البغيضة في رعاية مصالحها ومصالح شعبها كما تفعل بقية دول العالم وكما تفعلون أنتم ؟ 

لا أستغرب قولك ولا فعلك .. نعم إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وَصَدَّقَ ما يعتاده من توهم وأنت صدقت الوهم الذي خلقوه وآمنت بعدو صنعوه وهذا أمر يقودني لسؤال مهم: 

كيف تحدد الصديق من العدو؟ هل تحددونه أنتم فعلا أم أن الغرب من يحدده لكم ؟ هل هي السياسية أم الطائفية ؟ أم الأهواء والمزاج ؟ قل لنا أي شيء قل لنا الشيطان لكن إياك أن تقول أن من يحدده هو الحق فالحق والحق أقول جانبكم كثيرا ً فإذا كنتم مع الحق وتطلبونه مثلا في سورية فلماذا لا تطلبونه في دولة أخرى حاكمها يفعل ما يفعله بشار بشعبه دون أن ينبس أحدكم ببنت شفة ؟ 

حسنا لماذا لا تسلحون المعارضة في تلك الدولة ؟ لماذا عينكم ترى المعارضة في سورية فقط ولا تراها في أماكن أخرى مطالبها مستحقة ؟ 

حسناً.. لماذا لا تسلحون المقاومة في فلسطين وحتى اللحظة وعلى الرغم من كل الاتهامات التي توجه لإيران هي من تقوم بتمويل حماس ودعمها ودعم بعض الفصائل الفلسطينية المسلحة فيها ؟ 

إذا ً المسألة ليست مسألة حق هي مسألة سنة وعلوية وسنة وشيعة وخليجي وعربي وعربي وفارسي بالمختصر المسألة برمتها تعتمد لديكم على التقسيم الطائفي والعقائدي والعنصري والعرقي وليس لها علاقة بالحق ولا بالفضيلة ولا بالله ولا برسوله لا من بعيد ولا من قريب . 

نحن يا آل شيخ لسنا مثلكم ولن نكون مثلكم فعمان مر عليها زعماء والتاريخ يشهد على حكمتهم ونظرتهم الثاقبة والمتزنة في تسيير أمور الدولة أخرهم سلطاننا قابوس المعظم الذي يعمل من أجل مصلحة شعبه بعيدا عن الطائفية والاصطفاف العنصري والعرقي البغيض فليس لدينا هنا إرهاب نصدره للعالم عن طريق أسامة بن لادن وليس لدينا هنا مؤسسة تعاني من حالة سيكوباتية من الدرجة الرابعة تعمل وصية على عقول الناس وتصادر ابسط حقوقهم في الحرية والتعبير وليس لدينا هنا وكلاء عن الله يوزعون كوبونات جهنم على الملأ فقط لأنهم لم يؤمنوا بعقيدتهم وبملتهم . 

نعم يا آل شيخ في السلطنة لن تجد إلا المحبة والرحمة والتآلف بين كافة شرائح وأطياف المجتمع . 

أما عن علاقتنا بإيران فيشرفنا أن نعلنها صراحة بأنها علاقة تاريخية بل موغلة القدم وتنبع من الداخل العماني ولم تفرض علينا بفرمان أميركي ولا أوربي ولن يقطعها لغوكم ولا اتحادكم الذي خرج علينا مثل المثل القائل : ما جاء بسرعة سيذهب بسرعة )) نعم نحن نقول ما قاله سلطاننا وما قاله وزير خارجيتنا : سننسحب بكل بساطة . 
أي اتحاد هذا الذي سيقوم دون دراسة و تخطيط وخطط سأصدقك القول اتحاد مثل هذا سيشبه حتما لقيطا نسبوه إلى قبيلة . 



أخيراً .. يا آل شيخ .. ماذا لديك لتفخر به ؟ وماذا في يديك أصلا كي ترمي بكل جهل عمان التاريخ والحضارة ؟ ماذا في عقلك حتى تسيء لقابوس المعظم ؟ ماذا لديك وغيرك يأكل الدجاج وأنت والتاريخ يشهد لا زلت في السياج ! 

يحق لي يا آل شيخ وأنا مواطن عماني أن أدافع عن سلطاني وقائدي وأبي الذي لولا ملياراتك الخليجية كما تدعي لأصبح لاجئا لديكم . 

وبما أنك من هواة القفز دعني أسألك أولاً أيها الملياردير: 

ماذا تريد ؟ .. 

هل تريد حربا تشعل المنطقة بأسرها ؟ هل تريد أن تشتري بملياراتك سلام وأمن الشعوب الخليجية إرضاء لمصالح ضيقة وخاصة تعنيكم أنتم ولا تعني غيركم فقط لأنكم تنظرون إلى الآخرين بنظرة أحادية وبمنطق أعرج وأعوج ؟ 

هل تحب القفز إلى المجهول .. حسنا افعلها ونحن نعلم تماما أنك ستفعلها "لا حبا في معاوية ولكن كرها في علي" لأنكم دربتم وعلمتم أن أخوتكم في الدين الذين يخالفونكم في المعتقد أشد خطرا من إسرائيل كما قال أميركم المترف ؟ أم أنك تعتقد أن سلطنة المجد ستحركها مليارات الآخرين كما حرّكت ملياراتكم غيرها ؟ 

خذها مني : "السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانا" . 
هذه حقيقة عليك أن تعيها .سأساعدك لتعي وتفهم قبل أن ترمي غيرك بالطوب وبيتك من زجاج . 

إليك ما يلي : 

هل تعلم جنابك أن إسرائيل تحتل جزراً وممرات بحرية سعودية منذ عام 67 وأن غالبية شعبك لا يعرف أن إسرائيل " الحلوة والصديقة والرقيقة " تحتل صنافير وتيران . 

ومن ثم يأتي أميرك المترف ليدافع عنها ويقول كما تقول شريحة كبيرة من أمثالك أن إسرائيل ليست عدو وأن الخطر الأكبر متجسدا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ؟!! 
تصور يا آل شيخ .. 

نعم تصور هذا العار وهذا الخزي ثم قل لنفسك ولأميرك المترف الذي تحدث عن إسرائيل كصديقة في مقابلته الشهيرة مع الصحافي الإسرائيلي مؤخرا أن هذه الصديقة تضع أصابعها على جزيرتين لهما موقعا استراتيجيا عظيما لأنهما تحرسان منفذ إسرائيل الوحيد في البحر الأحمر . 

قل له ولنفسك أن الصديقة إسرائيل تضع حاليا في الجزيرتين محطة إنذار مبكر تحميها من أي سوء وأن الساسة في بلدك قالوا عن الجزيرتين : (( جزر مرجانية غير مهمة )) وهذا كلام منافي للواقع وللحقيقة فالجزيرتان غاية في الأهمية خصوصا أن الجزيرتين تمكن من يحكم السيطرة عليهما من التحكم ببوابة خليج العقبة وإيلات الإسرائيلية . 

ألم أقل لك أن "السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانا" 

الآن قل لي: لماذا لا تطالبون بجزركم المحتلة ؟ 
هل سمعت صوتا سعوديا رسميا واحدا ينادي بها ؟ 
هل رميت إسرائيل بسوء قبل أن تتجرأ وترمي السلطنة وترمي رمزها ؟ 
ثم قل لي: كيف تحولت بقدرة قادر إيران إلى عدو وتحولت إسرائيل إلى صديق ؟ 
كيف تحولت دولة جارة ومسلمة ربها ربك ورسولها رسولك وقبلتها قبلتك إلى وحش مفترس في حين تحول الوحش الصهيوني الذي فتك بفلسطين وبجزرك المحتلة إلى حملٍ وديع ؟ 

ببساطة مواقفكم تستطيع أن تقول عنها .. ((كالإبرة تكسي غيرها وهي عريانة)) 


اسمعها مني يا آل شيخ قديما قالوا : " زمار الحي لا يطرب" خصوصا إذا كان مزماره لا يبعث ألحانا تجعل "الحي" يسلطن ويهتف قائلا : " أحسنت يا زمّار" وهناك صنف من الزمارين لا تنبعث من مزاميرهم إلا الألحان الفاسدة التي تجعل كثير من سكان الحي حين يسمعوها يبحثون عن أي شيء (بيض- طماطم – كرسي-أكياس قمامة" ليلقوه على المزمار وصاحبه . 

ليس لأن ألحان "الزمار" ستفسد ذائقتهم أو ستلوث آذانهم فحسب وإنما لأن مثل هذه الألحان قد تؤثر على أصالة "الحي" وعلى مكانته. 

دعني أبسط لك الأمر : 

نحن قوم جبلنا على الطيب وعلى قول الطيب لكن أيضا علمنا قائدنا بحكمته إن رمانا أحد بحجر أن نرد الحجر من حيث جاء ولهذا أرد عليك الحجر قائلا : 
إذا رأيت رجلا يبيع الماء في حارة السقاءين فأعلم أن البائع فاشل وأنه لا يملك من الماء حتى ذاك الذي قد يجعله طاهرا وتيقن حينها أنه جاهل يحاول أن يقنع الجميع لقصورٍ في نفسه بأنه حكيم زمانه وأنه أشرف وأصدق من (مؤمن بني إسرائيل) لكنه في حقيقة الأمر نسخة كربونية من "سالومي". 


إنها السلطنة يا ابن المملكة .. وإنه السلطان يا ابن الملك .. 
فأحفظ لسانك .. 

ربما نعذرك لأننا نعلم تمام العلم أنه ليس على الأعرج حرج وليس على المريض حرج وليس على الأزميل المعوج حرج لأنه حتما لن يكون مستقيما أبداً كما نعلم أيضا أن الـطبال لن يكون إمام مسجد أبدأ فالأشياء يا آل شيخ تحافظ على كينونتها وما خلقه الله ليطير سيظل يطير وما خلقه ليزحف سيظل يزحف وعليه نحن لا نتصور أبدا أن تمساحا سيطير أو أن نسرا سيزحف . 

لا شيء أفضل من الرد على الجاهلين بأمور السياسة من السياسة التي تجعلهم يلقون عصيّهم دون أن تتحول واحدة منها إلى "أفعى " لا شيء أفضل لهم من المساحات الواسعة ليرعوا فيها إبل غبائهم وماشية حماقاتهم حتى تستزيد من الرغاء العديم القيمة السياسية والأدبية . 

نعم سندعك تعبث بريش الشيطان وتلبس أجنحته وتزحف فربما هكذا قدّر الله لك أن لا تكون ملاكا ولا طيراً أبداً . 

http://www.alomaniyah.com/detail.cfm?id=29238&catId=14

الخميس، 24 أكتوبر 2013

قتلت ِ القصيدة وقتلت ِ الكلمات



ربما كنت ِ شيئاً جميلاً في حياتي
ربما كنت ِ أغلى الكائنات
لكنك لم تعودي كذلك في حياتي
منذ أن خنت ِ القصيدة
وخنت ِ المفردات
منذ أن قتلت ِ القصيدة
وقتلت ِ الكلمات
**
ربما كنت ِ نهراً من الياقوت
يجري بين يدي 
ربما كنت ِ  حقلاً  من التوت
ينمو على فمي
لكنك اليوم لم تعودي كذلك
منذ أن شربت ِ دمي
**
ربما كنت ِ يوماً شجرة
تثمر ذهباً وحرير
ربما كنت ِ يوماً معجزة
تتفجر ماء وخرير
لكنك لم تعودي كذلك
منذ أن انتصر الصرير
**
ربما كنت ِ شاطئ أمان
وكنت ِ نبياً وكنت ِ إنسان
لكنك لم تعودي كذلك
منذ أن خنت ِ الدين
وخنت ِ الإيمان
**

لم أحبك


ربما أحببت الخير فيك ِ
لكني لم أحبك
ربما أحببت حسن الظن فيك ِ
لكني لم أحبك
ربما أحببت أفكاري فيك ِ
لكني لم أحبك
**
ربما أحببت فكرة أنك خيالية
شهية  لذيذة  ذكية
لكني لم أحبك
ربما أحببت فكرة أنك بدائية
جامحة ، قوية، بدوية 
لكني لم أحبك





حبك أقوى من أشعاري

حبك أقوى من أشعاري
من اشتعال النار بأشجاري
من إعصاري
من طوفان الإنس في عقلي
من غليان الجن في أفكاري
من أطواري
من إيماني بملائكتي
من إيماني بشيطاني  
من أسراري
من ثقتي بأقدامي
من ثقتي بمشواري
من أنواري
من دخول الشمس إلى صبحي

من خروج الليل من أقماري

كأن ولعي مزامير



تعثر الموج حين رآنا معاً واختفى البحر خلف الصخور ، فرحت السماء حين رأتنا معاً وضحكت في أعشاشها الطيور ، أهداني الوحي قليلا من الشعر ِ فدخلت إلى معانيك ، وأهدتني الملائكة قليلا من العصمةِ فعشت نبياً في أراضيك ، حبيبتي سأرحل بك خلف الأرض هناك حين اقتلعت شجرة تشبهك وزرعت أخرى تشبهنا معا ً ،هناك حيث خلقت سمكا من سحرك  ومن عطرك صيادين ، حيث اخترعت من خدك أزهارا ومن أنفاسك عاشقين ،حيث خلقت من حزنك بحرا ومن فرحك مسافرين

هناك حيث اخترعت من أجل حبا جديدا لا يعرف الموت ولا حزن الرعاة ولا ألم الميتين،هناك حيث خلقت من ثغرك فجرا ومن قبلاتك مهاجرين . أحبك كلا ، أنا أعبدك ،فافترشي صدري كأنه أرض وكأن نبضي عصافير ، كأن شعري سماء وكأن حرفي نوافير ،كأن شوقي مساء وكأن ولعي مزامير



وصلنا إلى نقطة الصفر يا عزيزتي



تريد لحبنا أن يصبح  بطلا ً
 كخالد بن الوليد
 ليقتل من أجلها مالك بن نويرة
تريد لحبنا أن يصبح فارساً
كالظاهر بيبرس .. كقطز ْ
لتحرر من سجنها جلنار الأميرة
تريد لحبنا أن يصبح قمراً
من أقمار المساء
وشمساً من شموس الظهيرة
تريد لحبنا أن يصبح سيفا ً
يقاتل البحر على الجزيرة
  ويقاتل الحرب على الذخيرة
 **
وصلنا إلى نقطة الصفر يا عزيزتي
وصلنا لنقطة الصفر 
فحبنا فقد عبيره
وسحرنا فقد أثيره
لا تطلبي مني شيئاً
فضميرنا خسر ضميره
وعبيرنا خسر عبيره
وصلنا إلى نقطة الصفر
لستُ خالد بن الوليد
ولستِ حسناء مالك بن نويرة
لستُ الظاهر بيبرس .. لست قطز
ولست ِ جلنار الأميرة
وصلنا إلى نقطة الصفر يا عزيزتي
وصلنا لنقطة الصفر
فارحلي .. ارحلي قبل أن أعلن
 انتهاء المسيرة