الأحد، 18 أبريل 2010

البحرُ هو الرجل الوحيد الذي يدهشني







البحرُ هو الرجل الوحيد الذي يدهشني يا حبيبتي ..

فالبحرُ ليس بحاجةٍ أن يجددَ إقامته مع حبيبته .. ولا أن يجدّد حبه .. ولا أن يجدّد عمره .. ولا أن يجددَ تصرفاته..البحرُ ليس بحاجةٍ لكل هذه العمليات التي نمارسها في الحب ِ ..البحرُ ليس بحاجةٍ أن يدخلَ في المنطقِ واللا منطق لترضى عليه حبيبته وليس بحاجةٍ أن يأتيها على طريقة روميو لكي تتحول من أجله لـ جولييت .. ؟!!

البحرُ رجل كان دائما هو بطباعه المفترسة والماجنة ..كان دائما هو بعبثه وبغبائه وبذكائه ..كان دائما هو على مر ِ العصور .. الرجل الذي تغرق فيه الأجسادُ والأرواحُ والسفنُ والأسماءُ والأخشاب ُ والأعشاب ُ والذهبُ .. دون أن يؤثر فيه مكان أو يهز شذوذه زمان .؟!!

كان دائما هو ذلك الرجل الغادر الذي لا تعرف متى يغدر بك ..وذلك الرجل الكافر الذي لا تعرف متى يكفر بك ..وذلك الرجل المؤمن الذي لا تعرف متى يؤمن بك ..
كان دائما هو ذلك الرجل الطلسم الأزرق وذلك اللغز الأعظم الأقدم كان دائما هو وكانت حبيبته دائما هي على مر ِ العصور تشاركه الزرقة والفرقة دون أن تحاول أن تحل اللغز ..؟ أو تحاول أن تكره الطلسمة ؟!!

سأنتهي للبحر ِ يا حبيبته لأني لا أفكر بتجديد حبي .. ولا بتجديد صراخي ولا بتجديد يأسي ولا بتجديد موتي .. ولا بتجديد حياتي ..سأنتهي إليه لأني لا أفكر بالانقلاب على شيء ٍ كنت قد بدأت أفكر في الانقلاب عليه ، سأنتهي إليه لأني قررت إعادة كل أصدافي المليئة باللؤلؤ إلى البحر ِ ، سأعود بالأشياء إلى البحر ِ ، فالبحر ُ لا يعرف أنصاف الحلول .. و لا يعرف أصناف الأفول ..و لا يعرف أن يعود كل مساءٍ إلى حبيبته وهو خائف أن يغرقها أو تغرقه .. فببساطة هما مزروعان في الغرق .!

البحر أعظم عاشق تحملته عشيقه والبحر أعظم عاشق مارس الحب مع حبيبته بملحه الذي لم يتغير منذ عصور وبزبده الذي لم يتغير منذ عصور ..وبعاداته التي لم تتغير منذ عصور ..و بجنونه و بعقله ..بهدوئه وبعاصفته ..التي لم تتغير منذ عصور ، البحر أقدم عاشق ظلت عشيقته تحبه دون هجر ٍ أو كره على مر ِ العصور ؟.!!



البحر ٌ أعظم عاشق ظلت عشيقته تحبه دائما رغم كل هذه الفوضى والهستيريا ..ظلت تحبه دون أن يحتاج أن يفعل كما يفعل العشاق مثلنا .. من عمليات ٍ معقدة ٍ لضرب الأعذار ِ و طلب ِ الأخبار ِ و استجداء ِ الأشجار من أجل موعد ٍ يظللهم مع عشيقاتهم ..البحر ُ لا يحتاج أن يفعل مثلنا حين يريد أن يكلم عشيقته لا يحتاج أن يذوب لها ألف قطعة سكر ....ولا أن يذرف لها ألف ألف باقة من باقات الشمع .. البحر ُ عاشق ٌ منذ أن خلقه الله وهو لا يكف عن شد ِ شعر حبيبته إلى أسفل ليغرقها وعشيقته منذ أن خلقها الله وهي لا تكف عن إرسال دمه الأزرق إلى السطح لتفضحه .؟. !!

تصوّري يا حبيبتي تصوري لا هو قد كرهها.. ولا هي قد كرهته ..؟!!


الخميس، 15 أبريل 2010

أنا بطلة على الورق فقط


دبّت حركة سريعة داخل نفسي تشير إلى حالة ٍ دائمة ٍ تنتابني بسبب الجراح التي لم أقدر على ردمها ، هذا حالي كل ليل ٍ وكل نهار ٍ ، كيف يمكنني أن اجتاز نوبات الجرح والألم وأصطاد البسمات والضحكات ولو للحظة ٍ واحدة ؟ كيف ؟

جافاني النوم ليلة أمس، وهذه الليلة، وليلة غد سيجافيني أيضا ، وكلما نصبت له فخاً هرب بخبثه المعتاد ، لم أدع حيلة إلا وقمت بها لكنه ما أن يحل على جفني حتى يرف بجناحيه هارباً بالخِدر الذي يسري بين مفاصلي ، ليدعني لأشجار الأرق أتسلقها وأعدّ أوراقها وفروعها دون جدوى .



لماذا أفعل هذا ؟ وما الداعي ؟ لماذا أنتحر صحواً ؟

تطوف ببالي إجابات عدة عن الحالة التي أمر بها ، ولكنها بلا شك ٍ لم تعطيني قناعة لجواب !

كيف أهرب من حالة البؤس هذه ؟ بل كيف أهرب من قبضته لأواصل حياتي كيفما أريد ؟ اه ٍ يا ربي أنا مصابة بالهم ِ والكرب وفي كل مرة ٍ أجده غائباً !

لماذا على الفتاة أن تنتظر ، تشتاق ، تسهر ، تبكي ، تفي ، تخلص ، تعطف ، تلد ، تربي ـ تتطلّق ، في الحين الذي فيه الرجل يحب فتاة ويتزوج أخرى ! ولا يحب ولا يشتاق ولا يبكي ولا يفي ولا يخلص مثلي أو مثل جميع النساء ، فقط يمنح لنفسه حقوقاً يشرّعها بنفسه يحب هذه ويتزوج تلك دون أن يجد حسيبا أو رقيبا ولو فعلناها نحن لقالوا سيئة السمعة راودت هذا وذاك عن نفسها ؟!!

اه ٍ يا قلبي ، حيكت حولي الحكايات من بعده ؟ لم يسلم اسمي من أحد حتى تلقفه الليل وبلعه ، أبدا لم أك ُ أتصور نفسي أن ألج إلى عالم الحزن والكرب بزفة ٍ كتلك التي حدثت .

يقول أنه حر ؟ نعم وما المانع في إن يقول ؟ ومن سيحد من قوله، الأب، الأم ، الناس ، الأعراف، التقاليد، أم المجتمع ؟ وكيف لا يقول والكل يعطيه سلطات أقوى من السلطة التي منحها إبليس لنفسه ! فالرجل لديهم ولدى أعرافهم لا يعيبه شيء على الإطلاق فهو حامل لعيبه ، ولا يضيره أن يلعب بهذه البرتقالة أو يدمر تلك أو يأكل واحدة أخرى ثم يرميها أرضا ففي شرع شرقنا المتخلف تعد جرائم وأخطاء الرجل تجاربا وتعد اخطائنا وتجاربنا جرائم ؟! فالمجتمع حرّم علينا ما أحلّه للرجل فنحن لا نحمل عيوبنا ولا تجاربنا ، أو كما قال يوسف بيك وهبي : الفتاة مثل عود الكبريت إذا ولع أحترق " ويا عيني يا ليلي أما الرجل لديهم فعوده لا يحترق مهما ولع ؟!!. أي هراء ٍ هذا وأي شرع ٍ سنّ هذا العبط إلا شرعكم ؟

الدين ساوى بيننا وبين الرجل في كل شيء ٍ حتى في العيوب ، نعم في كل شيء ٍ ، لست هضبة نائمة ولا مائلة، نعم خلقت من ضلع ٍ أعوج ، والضلع الأعوج هو الضلع الذي يحيط بالقلب وإن لم يكن أعوج لما حافظ على سلامته ، ولكن أي عقل ٍ سيفسره هكذا ، ثم َ أنني بالأمس فتحت القرآن الكريم وبحثت في الآيات التي تتحدث عن المرأة والرجل فلم أجد شيئا يميّز الرجل ، أو يجعله أحسن مني في شيء ٍ ؟ تصوروا ماذا وجدت ؟ وجدت في بحثي أن الرجل قوّامٌ علىّ بدرجة ! تصوروا درجة واحدة فقط ، وهو بتلك الدرجة يشحط وينطح ؟؟؟؟ ولعَمَر الله ليتهم يبحثون في ماذا وهبت تلك الدرجة ، هل في صرفهم المال على المرأة ؟ أم في طلاقها ؟ أم في تنفيذ طلباتها ؟ أم في ماذا ؟؟

اه ٍ يا قلبي اه ، ليته فكر في دينه ، ليستخلص منه مكانتي وأهميتي ، ولكنه بلا أذن ٍ تسمع ولا عين ٍ تدمع !







أنا أعلم تماماً أنني بطلة على ورق ٍ الآن ، وإن كاتبي هو من وهبني الأرق كما وهبني الجراح ، بيد أني أكاد متيقنة تمام الإيقان أنه خلقني على هذه البيضاء كنوع ٍ من النقم والثأر ، من ماذا لا أدري ؟ ولكني أكاد أكون جازمة من ذلك .

الآن أسمع تسارع دقات قلبه لربما ألبسني هذه المرة لباس العار أو الخيبة ؟


ربما ..!


****


خالد العلوي

من أوراقي القديمة

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

أوراق




اعذروني على مطيل غيابي .. ولكني كنت اجمع في غيابي أوراقي ... ورقة ورقة.. لأنقل لكم ما استطعت نقله من أوراق ..

الورقة الاولى :

مرت الافكار والخواطر في رأسي متزامنة مع هواجس الورق... واتذكر أن انوار الفجر تسللت الىّ وكنت لا ازال أفكر وأدخن وأهيم في أماكن بعيدة أما حين نمت فقد سد الافق أمامي تماما لأن الهواجس تحولت الى كوابيس ورقية وتمنيت في تلك الليلة لو أن النوم هجرني تماما لأن اليقظة بأي شكل من الأشكال ستكون أرحم الف مرة من هذا السيل المريع من الصراخ والعويل والبشر الهائم على وجه الورق.

الورقة الثانية :

هنالك بذرة ملعونة أو محمودة لست أعلم لكني أعلم أنها موجودة في كل واحد منا رغم ان كل واحد منا يختلف عن الاخر اختلاف الارض عن السماء ..... فمثلا أخي لا يشبهني .. ولا يشبه أختي .. وكذلك أبي لا يشبه اي فرد من أفراد العائلة وقس على ذلك والدتي أما أنا فلا أشبه حتى نفسي .. نحن مختلفون الى درجة تجعل المرء منّا يسأل في لحظات الصفاء والتأمل : كيف يستطيع الرجل منّا أن ينجب أبناء مختلفين عنه إلى هذا الحد ؟؟؟ !

الورقة الثالثة :

الافضل ان اترك التفسيرات السهلة في الحديث عما تخفيه أو تشعر به المخلوقات البشرية فهي تملك من التعقيد رصيدا هائلا يجعل أي قاعدة ثابتة للتفسير لا تنطبق عليها . فمثلا لماذا يحب الإنسان ولماذا يكره وماذا يحب وماذا يكرهه ؟ أو كيف تتولد مثل هذه الأحاسيس الخفية الغامضة ؟؟ كل محاولة لتفسير الحب أو الكراهية تجد في الجانب الآخر من يفندها ... من الافضل ان نستمر بالبحث والمحاولة دون ان نقطع برأي لعلنا في وقت من الأوقات نصل الى اكتشاف هذه القارة المجهولة .

الورقة الرابعة:

" من يأكل العصيّ ليس كمن يعدها ".. والذي يغوص في الشقاء والجوع ليس كمن يراقبه ؟! " بتصوري علينا أن نجرب معاناة المجتمعات البشرية من جديد لنستطيع أن نتعرف ونشعر بالألم الذي تحمله حياتها .