الاثنين، 30 يوليو 2012

أمة لا تقرأ لا تفهم الجمل


مصيبة أمتنا أنها قضت عمرها كله في الصلاة

دون أن تصيح حيّ على العمل
أنها اعتقدت أن الله يسكن في السماء والمساجد فقط
ولا يسكن في النحل وفي العسل
أن الله لن يخرج لينصرها عن طريق الفلاة
وأنه سيأتيها كالنسر من أعلى الجبل
مصيبة أمتنا ليست في الشعوذة والدجل
ولا في الأشعار والغزل
مصيبة أمتنا أنها أمة تعودت على الكسل
أنها أمة لا تقرأ لا تفهم الجمل

كيف سبقني إليك

• حبيبي لست أعجب من شوقي إليك لكني أتعجب حقا كيف سبقني إليك !!


• حبيبي أرجوك لا ترأف بحالي لا تحبني على طريقة المساكين بل على طريقة السكاكين فالحب الذي لا يعرف كيف يذبح قلبي وينحر أشواقي ويعلم أرقي كيف يكتب الشعر ويوزع الخبز سيسقط سريعا تحت أقدام الثورة التي سيقوم بها المساكين في قلبي .


• كم أتمنى أن استبدل اصابعك التي أتعبتها الكتابة باصابعي لكني أخشى إن فعلتها أن لا أعرفك .


• رسول قلبي هل تعلم أني شربت قطرات دمك النازفة تماما كما فعل ابن الزبير


• حبيبي راودني طيفك البارحة عن نفسي .. لم استطع صبرا .. سامحني لقد خنتك معك .


• لا تجرح أشعار المحبين العاشقات لا تسقط نخيل الله في قلوب المؤمنات لا يفيض البحر في عيون الصابرات .. فلماذا يجرح شعرك قلبي وتموت نخيلك في دربي ويفيض بحرك في صبري ؟!!


• حبيبي البارحة لم أعش جيدا .. لم أتنفس جيدا ..دهستني الأرض وكرهتني السماء .. البارحة الظلام هاجم قرى قلبي واستباحها .. اطمئن .. لست آسفة على ما حدث .. ممتنة للظلام أنا لأنه خلصني من كل الأنوار إلا نورك .


• أحبك .. ليس على الأرض ما يكفي لأخبرك كم أحبك لكني سأترك السماوات تخبرك .


• حبيبي لن ينمو النخيل على الطريق لن يسرق النحل أسرار الرحيق لن تقوم الطبيعة بالدور المطلوب منها ما لم تقم طبيعتك بدورها في قلبي .







طيش النسور

تتمنى أن تكون عاصفة في الشتاء
وأتمنى أن تكون مطرا في المساء
تتمنى أن تكون جرادا في الحقول
وأتمنى أن تكون فكرا في العقول
كنت وهي .. نختلف كثيرا حول الفصول
نضحك كثيرا على الفضول
كنت أقول : سأطعم الحب وردا هذا المساء
كانت تقول : سأطعم الحب سماً هذا الشتاء
كنت وهي .. نطوف كثيرا حول القبور
نضحك كثيرا على الشعور
كنت أقول : أنا صخرة الوادي ، أنا ريش الطيور
كانت تقول : أنا شمس بلادي ، أنا طيش النسور






ربما خانتكم الشطارة




ربما خانتكم الشطارة
ولكن احترموا البراءة
احترموا من خطفت الكرامة من عينيها
من سرقت القبلة من شفتيها
من ماتت على الدرب
من باضت على القلب
من نهشها الضياع
ونبحها الكلب
احترموا من التصق الاسفلت بنهديها
من باعوها في سوق النخاسة
من اغتصبوها أصحاب الرئاسة
من أخذوها من قدميها
احترموا من قطعوا عنها الماء
من غسلوها بالدماء
من اجبروها على البغاء
من لعنوها في السماء
ربما خانتكم الشطارة
ولكن احترموا الطهارة
احترموا غضب الماء
احتقان الماء
شرف الماء
نقاء الماء
احترموا من في الارض
ليحترمكم من في السماء .

السبت، 28 يوليو 2012

شيء نؤمن به كالملائكة كالأنبياء



حبيبتي لا تحمل اسما

لا تحمل لونا ولا كحلا ولا شكلا
هي ليست اسما كباقي الأسماء
ولا تخفي إثما كباقي النساء
حبيبتي لا تملك ضفيرة شقراء
ولا عين زرقاء
لا تملك دبابيس ذهبية
أو قطة سوداء
حبيبتي أنا شفافة كالسماء
ونقية وعذبة كالماء
حبيبتي أنا أعظم من أن تحملها الأسماء
هي شيء لا يوصف لا يقال لا يكتب
هي شيء نشعر به كالصيف ِ كالشتاء
هي شيء لا يلعب لا يغضب لا يتعب
هي شيء نؤمن به كالملائكة كالأنبياء
حبيبتي أنا أعظم من أن تحملها الأشياء
أعظم من أن يحملها جسد
أو تحملها الأفياء
أعظم من أن يأكلها أسد
أو يأكلها الأحياء


ماذا أفعل يا ابنة خالي



يا ابنة خالي من شدة حبي له كرهته ، من شدة شوقي له قتلته ، لا أعلم يا ابنة خالي أن كنت أحبه، لكني أعلم أن ساعتي تتوقف خارج وقته ، يا ابنة خالي ، حالي غريب ، أراه أسخف الأشياء وأراه أعظم الأشياء ، أراه أسخف الأسماء وأراه أعظم الأسماء ، أراه نارا في كتاب الأشقياء ووحيا في سماء ِ الانبياء ، أراه ساقطا في فصول الأغبياء وملكا على عقول الأذكياء.



يا ابنة خالي بودي لو اقتله فعلا اشنقه أرشقه بالساطور والحذاء بودي لو أقتل في اسمه الأسماء وفي اشيائه الأشياء وفي انبيائه الأنبياء لكني أخاف أن تحترق السماء .

 يا ابنة خالي ارجوك لست بحاجة ٍ إلى الماء افهميني أنا لا أشعر بنفسي حين أراه لا أعلم أين وضعت اصابعي لا أدري أين نسيت ابتسامتي متى اضعت عطري كيف فقدت ضفائري كيف تخلّيت عن ظفري افهميني أريد أن اشفى من كل هذا العذاب وهذا الخراب من هذا الحب الذي افقدني الصواب لكني أخاف إن فعلتها أن أعبد السراب.

 افهميني أريد أن أهديه وردة وسماء وجنة عدن وسكين وساطور وقبر وكفن افهميني حبه كالسيوف وكالبساتين كالضيوف وكالبراكين  ، ماذا أفعل يا ابنة خالي لأرتاح من كل هذه العناوين وهذه الفساتين ؟




هاجمتني كاللبوات




فتشت في بحر الذكريات عن امرأة تغرق كي أنقذها

عن امرأة تجوع كي أطعمها
عن امرأة توقف تاريخي
وتوقف سحر الكلمات
امرأة تحتل مرّيخي
وتأسر جميع النجمات
امرأة تشتري وقتي
وتبيع جميع الساعات
امرأة تركب فرسي
وتقتل جميع البطلات
امرأة تدير ساقيتي
وتسقي جميع النخلات
امرأة تخطف قافلتي
وتخطف جميع الرحلات
لم أجد في بحر الذكريات امرأة تستحق أن أكتبها وأرسمها
إلا امرأة ..
هاجمتني كاللبوات
وأدهشتني كالغابات
ودخلتني كالنسمات


اخشى على الندى بعدك




أخشى على السماء بعدك يا حبيبتي

أن لا تحمل المطر
اخشى على الندى بعدك
أن لا يبلل الزهر
أخشى على المراكب ِ بعدك
أن يلعنها البحر
أخشى على النساء على العصافير على البشر
أخشى عليهم بعدك يا أميرتي
أن لا يجدوا ليلاً ولا قمر
ورداً ولا شجر
أخشى على الشعراء بعدك يا مليكتي
أن يهيموا في كل واد ٍ
بلا ماء ولا مطر
بلا أرق ولا سهر
أخشى على الأقلام بعدك يا حبيبتي
أن لا تجد حبرا ولا سطر
أن لا تجد سحرا ولا عطر


يأسرنا الوجه المليح





يأسرنا الوجه المليح ..

إذا أطل على قلوبنا التي تعطلت عن الحركة ..
تأسرنا نبوءات المسيح ..
إذا حطّت على صدورنا كما تحط البركة ..
يأسرنا الحب والإعجاز وتجلي الرب
كما الموت إذا أطلّ من مشاهد ٍ مرِحه ..
تأسرنا الجثث المكدسة فوق الرصيف
والروح التي لم تذق طعم الفرحه ..
يأسرنا الموّال إذا أطل من نافذة الحريق
كما الريح التي اغتالت أحلام الشمعه
يأسرنا الليل إذا الليل سجى
والنجم إذا النجم هوى
يأسرنا الشعر إذا الشعر بكى
والغيم إذا الغيم حكى
تأسرنا الأرض الملبدة بالهموم
والسماء المزينة بالنجوم
تأسرنا القبور .. يأسرنا المدى
تأسرنا القصور..يأسرنا الصدى
يأسرنا الحزن الذي لا نطيق فراقه
يأسرنا الغصن الذي بدد أحلام الندى

أكرهك


أكرهك ..

هل قلت أني امرأة ضرّها السحر وكيد النساء..
وأني حزينةُ مثل الحرائق ..
وقديمةُ مثل السماء ؟
أكرهك ..
هل قلت أني أحبكَ مثل تأويل الأحلام
ودمع الشتاء ..
مثل تحميض الأفلام ..
وحزن المساء ؟
أكرهك ..
هل قلت أني امرأة خانها السطر في كتاب ِ الأولياء
وأني نبية خانها الوحي في دماء الأنبياء
هل قلت أني أحبك َ مثل الثلج العالق
في قميصِ الشتاء ؟؟
أو مثل الكحل المارق
في عين ِ النساء ؟
...

أكرهك َ .. نعم .. أكرهك َ
.. لست امرأة ضرّها البحر
أو مسّها كيد النساء
أنا امرأة ضرّها الشعر
أو ضرّها كيد النداء
أنا امرأة ٌ حول مداها يحوم العشّاق
وفي هواها تذرف الأحداق
أنا امرأة حول أصابعها تعوم الأعماق
وفي حبها تكتب الأشواق
أنا امرأة لم تخنها المهارة
كي تموت مثل حزب خانته الإدارة
أو مثل ملكة خانتها الشطارة
ماتت دون أن تلبس.. تاج الإمارة .




لا تهواني كثيرا ً



لا تهواني كثيرا ً

فأنا امرأة لا تحب الشعر ولا الأحلام
لا الكلمات ولا الأقلام
امرأة لا تملك جسدا من ياقوت
أو غابات من توت
امرأة نهرها توقف عن الجريان
قلبها توقف عن الطيران
امرأة مشاعرها أصبحت حطبا ً
وصدرها أصبح نيران
امرأة احساسها أصبح حجراً
ونبضها أصبح جدران






حب لا يجيد القتال





الحب الذي لا يجيد القتال لا يستهويني
المرأة التي لا تعرف الدلال لا ترضيني
القصيدة التي لا تحمل الجبال لا تسبيني
السماء التي جافاها الهلال لا تشفيني
..
الحب الذي لا يستخدم السيوف
ويقطّع الكفوف ويمزّق الأنوف
حب فاشل لا ينتمي لعشيرة الفرسان
ولفلسفة الإنسان
الحب الذي يكره البواريد والخيام
والحروب والزحام
حب فاشل لا ينتمي لقبيلة الشجعان
ولبطولة المكان
...

الحب الذي لا يأمر أتباعه باعتقالي
و أوجاعه باغتيالي
و نيرانه باشتعالي
هو حب نزعت من أشواقه الرماح
وهرب من كفه ِ السلاح
هو حب ضعيف وجبان
لا يستحق أن نوقظ من أجله بركانا
أو نركب من أجله الرياح .



عانقتك في كل الزهور





أخبرتني السماء البارحة

أن قلبك طمر أشواق اليوم
وردم أحلام أمسه
أنك لم تعودي تبدلي ثيابك خلف النجوم خلسة
أو تباركي عاشقا ينتظر أن تبيض السماء قمرا في ليلة ِ عرسه
أخبرتني السماء البارحة
أن غضبك لم يطأ بلاد الشمال
لم يدخل بلاد الجنوب
لم يحارب الموت الذي نساك ِ
لكنه حارب نفسه .
اخبرتني السماء البارحة
عني ، عن اسمي الذي سيموت رغم أنفه
عني ، عن قلمي الذي سيجوع ويأكل نفسه
عن حبري، شعري، ابني
عن فمي الذي خان همسه .
اخبرتني السماء البارحة
أنك حية
فنامت الحرب على صدري
وعادت الطيور إلى شعري
استيقظت المساجد في سطري
وعاد المصلون إلى حبري
فتحت مطبخ القصائد
وأشعلت نار الشعور
ألبست حرفي قلائد
وأضأت ظلام القصور
صليتك في كل المعابد
وعانقتك في كل الزهور

الثلاثاء، 24 يوليو 2012

اشتقت لك


اشتقت لك ِ

نهاري بدونك كالجوارب المثقوبة
كالمدن المهجورة
كالأجساد المقبورة
نهاري بدونك كمفردات الكفر
كعارضات العهر
كراعيات الجبل
وانتشار السحر
اشتقت لك ِ
مسائي بدونك كالكتب القديمة
كالمكتبات الحزينة
كباريس التي نست عقلها في البارات
فتجرعت الهزيمة
اشتقت لك ِ
الدقائق في ساعتي بغيظة
الأثاث في غرفتي رهينة
الحدائق في غابتي قديمة
الأوراق في مكتبي سجينة
أشتقت لك ِ



لن تشتري بعد مزهرية




احملي الموت بين يديكِ

واطلقي على قلبي بندقية
صدقيني ..
ربّما سأشتعل قليلا
وربّما سأرفض الهدية
ربّما سأطلب الثأر طويلا
وربّما سأعانق الأذية
صدقيني ..
ربّما تقتلين بعدي القاضي
لكنك أبداً لن تقتلي القضية
ربّما تشترين بعدي شوكة
لكنك أبداً لن تشتري مزهرية



لست نبياً


لست نبياً

لكنّي فيه أرى ذاتي
أرى كتباً .. أرى وحياً
أرى سماوات كسماواتي
أرى دمعاً .. أرى ألماً
أرى مأساة كمأساتي
أرى يوسف في السجن ِ
يروي بعض حكاياتي
أرى يونس في البحر ِ
يصارع بعض موجاتي


لست نبياً ..
لكني فيه أرى ذاتي
أرى برقاً .. أرى رعداً
أرى دمعات كدمعاتي
أرى جورا .. أرى حربا
أرى غزوات كغزواتي
أرى الدنيا لا تبدأ
إلا إذا انتهت مسيراتي
أرى السماء لا تهدأ
إلا إذا ابتدأت نهاياتي


لا أخشى إلا سقوطي من عينيها



غريبُ أنا حتى في اعترافاتي ، في إعلانات توبتي ، في عرض ِ ممتلكاتي ، غريبٌ أنا حتى حين أريد أن أتطهر من إثمي وذنبي ، غيري يصلّي نادما مستغفراً على سجّادة الأرق وأنا أصلي نادما مستغفراً على سجّادة الورق .

غيري يعترف في جلسة ٍ خاصة وأنا أعترف أمام الملأ في جلسة ٍ علنية تحضرها ملائكة السماء وعفاريت الأرض ، غريبُ أنا حتى في وجعي ، غيري ينام مع وجعه على الأرض ووجعي لا يقبل إلا بفراش السماء .

غيري يخشى أن يسقط من أعين القرّاء ، وأنا لا أخشى إلا سقوطي من عينيها ، غيري يداري سوءاته وغلطاته بأمواج البحر وأنا أخرجها من الأمواج كما لو أنها سمكة ثم أشويها في عين الشمس أمام كل سكّان المدينة .

غيري يخاف أن يسقط اسمه ، أن يتلوث حرفه ، أن يتهم بالسواد ، أن يوصف بأنه كالجراد الذي سرق اللون الأخضر من حقول الطبيعة ، وأنا أقول فليسقط اسمي ، فليتلوث حرفي ، فليتهموني بالسواد ، فليصفوني بأنني كالجراد الذي سرق فصول الطبيعة .

غيري لا يكتب عن شرّه عن قبح ِ عمله عن إفكه عن كفره عن إلحاده برب الريح وإلحاده برب العباد ، وأنا أكتب عن كل شيء عن شرّي وقبحي وإفكي وكفري وإلحادي كما أكتب عن إيماني بهذي البلاد وهذا الفؤاد ، أكتب عن كل شيء دون أن أخدع أو أكذب على الملاك الواقف على كتفي الأيسر ، أو أتجمّل أمام كتف ملاكي الأيمن .

غيري يعشق الغموض وأنا غموضي شمس لا يأكلها المغيب ووضوحي صدق لا يغطيه العيب وعيبي رأس لم يواريه الشيب ، غيري متهم بالريب وأنا ريبي ثوب منزوع الجيب .

غيري لا يكتب كيف خان ومتى هان ، وأنا أشرح كل شيء وأكتب كل شيء حتى عن الدخان الذي اشتعل هاربا من تحت الباب ، عن الزمان عن العنوان الذي حاول أن يفر من نافذة المكان .

لماذا أفعل ذلك ؟ لا أعرف .. لكني أعرف أنني لا أستطيع بعد الآن أن أكذب على نفسي وعلى حبري وسطري أو أخون القلم الذي أعطاني الأمان .




حيث يسكن عتريس


يرميني ألق الضوء في عينيك ، يسرقني صوت الكمان الخارج من شفتيك ، أشعر بتشايكوفسكي يرتل النوتات على قفصي الصدري ، بموزارت يكتب موسيقاه على دمعي ، أشعر بالله في سماواته بالرسول بابتهالاته بالملائكة بحملة العرش بالفردوس بالحوريات بأنهار اللبن وأنهار الخمر بالأولياء بالموت باحتمالاته ، أشعر بكل شيء يحدث في صدري وبصري وسمعي حين تسافرين في دمي وتبحرين في ذكرياته .

اشتهي الإيقاع حين تحضرين ، اشتهي الرقص ، اشتهي حل الكلمات المتقاطعة ، اشتهي الرسم ، اشتهي الأكل ، اشتهي أن أكون مع الذين كانوا مع النبي تحت الشجرة وقت البيعة ، اشتهي أن أحكم شوارع لندن وأحارب أنوثة باريس ، اشتهي أن أكون رئيسا للويات المتحدة أو لا ، اشتهي أن أكون زعيما في شرق المتوسط على إناء ٍ لم يشرب منه إبليس .

اشتهي آشور حين تغنين ، اشتهي سميراميس، اشتهي أمها ربة السمك ، اشتهي قتل الملك نينوس وفك حصار بكترا ، اشتهي الزواج ببينيلوبي والمشاركة في حرب طروادة ، اشتهي معانقة الاهرامات ، اشتهي أن أصبح رمسيس واقبّل نفرتاري واحترق مع إيزيس .

اشتهي أثينا حين تتكلمين، أشتهي أن أكون انبادوقليس ، اشتهي أن أكون بطل الميثولوجيا الإغريقية أن أكون هيراقليس ، اشتهي روما حين تغضبين ، أشتهي أن أكون نيرون أو لا ..لا.. أكون ثأرا في الصعيد هناك حيث يسكن عتريس .



أقولها وأكتبها بعد أن أحبتتك



بحياتي لم أقتل رجلا من أجل رمش أنثوي

أو أطعن رجلا من أجل نهد بيضوي
بحياتي لم انتقم من لحية ٍ سرقت مني امرأة
أو اغتصب شاربا لعن فيني امرأة
بحياتي لم أقل أن النساء عندي أفضل من الرجال
أو الرمال عندي أفضل من الجبال
بحياتي لم أكتب أن الماء عندي أفضل من الخيال
أو الشعر عندي أفضل من المقال
لكني الآن أقولها وأكتبها
بعد أن أحببتك ِ .



قمر في سماء الخيال


سأحميك من شهريار

من الألف ليلة وليلة
من اجترار القصص وضبط الأعصاب
من خوف رقبتك من السيّاف
من مطر عينيك والأهداب
سأحميك ِ من جبروت الملوك
وهمجية الأعراب
من ظلم السلوك
والسجون الموصدة الأبواب
سأحميك من كل شيء
من هجمة الأسود
ونباح الكلاب
من وداعة الأرانب
ووحشية الذئاب
سأحمي أنوثتك من قانون الرجال
وأطرد من مدينتك طاعون الدجّال
سأعيدك كما كنت ِ عشبة في الوادي
وزهرة في أعالي الجبال
نجمة في السماء
ونخلة في أحضان الرمال
سأعيدك كما كنت ِ شمس في بلادي
وقمر في سماء الخيال
هلال في أعيادي
وإجابة لم يفهمها السؤال



أحبك صلاة أجهل كيف أصليها



أحبك سماء ضعت في مدائنها

وأرض الشوق يطويها
أحبك أوزان تهت في قصائدها
وقواف الأرق يحويها
أحبك مدينة لا أعرف عواصمها
ومبان لا زلت أجهل كيف أبنيها
أحبك امرأة لا أعرف كيف أكتبها
وطفلة لا زلت أجهل كيف أربّيها
أحبك دولة لا أعرف كيف أفتحها
وقلعة لا زلت أجهل كيف أرميها
أحبك لوحة لا أعرف كيف أرسمها
وقصة لا زلت أجهل كيف أحكيها
أحبك كنيسة لا أعرف كيف أوصلها
وصلاة لا زلت أجهل كيف أصلّيها
أحبك حديقة لا أعرف كيف أزرعها
وخلية لا زلت أجهل كيف أغذّيها
أحبك دمعة لا أعرف كيف أسكبها
وأحزان لا زلت أجهل كيف أخبّيها
أحبك ساعة لا أعرف كيف أضبطها
ومواعيد لا زلت أجهل كيف ألبيها
أحبك بدلة لا أعرف كيف ألبسها
وقمصان لا زلت أجهل كيف أشريها
أحبك رحلة لا أعرف كيف أحجزها
وإجازات لا زلت أجهل كيف أقضيها
أحبك أوجاع لا أعرف كيف أعالجها
وأسقام لا زلت أجهل كيف أدوايها
أحبك موجات لا أعرف كيف أصرعها
وبحار لا زلت أجهل كيف أعدّيها
أحبك نسمات لا أعرف كيف ألحقها
ورياح لا زلت أجهل كيف أسمّيها
أحبك أرواح لا أعرف كيف أكلمها
وأجساد لا زلت أجهل كيف أعزّيها
أحبك رماح لا أعرف كيف أحملها
ومعارك لا زلت أجهل كيف أرديها
أحبك جيوش لا أعرف كيف أهزمها
ودماء لا زلت أجهل كيف أفديها
أحبك رواية لا أعرف كيف أبدأها
وفصول لا زلت أجهل كيف أنهيها
أحبك زوجة لا أعرف كيف أتزوجها
وسبية لا زلت أجهل كيف أسبيها
أحبك سيجارة لا أعرف كيف أدخنها
ونار لا زلت أجهل كيف أطفيها
أحبك مغارة لا أعرف كيف أحرسها
وجريمة لا زلت أجهل كيف أنفيها
أحبك قصائد لا أعرف كيف أجمعها
وجرائد لا زلت أجهل كيف أطويها
أحبك طلاسم لا أعرف كيف أفسّرها
ورسومات لا زلت أجهل كيف أمحيها
أحبك وردة لا أعرف كيف أقطفها
وياسمينة لا زلت أجهل كيف أحميها
أحبك قضية لا أعرف كيف أحفظها
وتهمة لا زلت أجهل كيف أقصيها
أحبك امرأة لا أعرف كيف أخذها
وأنثى لا زلت أجهل كيف أعطيها
أحبك قطة لا أعرف كيف أدللها
وطفلة لا زلت أجهل كيف أغطيها
أحبك سماء ضعت في مدائنها
وأرض الشوق يطويها
أحبك أوزان تهت في قصائدها
وقواف الأرق يحويها


علمتني



علمتني كيف أتواجد خارج الإثم ، خارج عزة الاسم ، خارج الأشياء ، لأرى ما حولي بعين ٍ مجردة دون أسماء وأشكال مضافة ، دون استعارات الضيافة ، علمتني كيف أكون درويشا وبيدي إمارة الكلمة وكيف أكون متواضعاً وفي عقلي تاج المفردات ، علمتني التصالح مع الأشياء والأحياء مع ماء السماء وتربة الأرض ، علمتني كيف يرتفع سعر الحقيقة وكيف تنقص قيمة الكذب ثم نشرتني أمام شمس الله كما لو أنني صدق النبأ وعين اليقين .



علمتني الموسيقى ، العزف ، مصادقة الألحان ، التحليق فوق النزف ، علمتني كيف أخرج بكلماتي كما لو أنني سيمفونية لـ موزارت ، وكيف أرسم مفرداتي كما لو أنني دافنشي ، علّمتني كيف أطير في القلوب كيف أطرد منها متاحف الدمع كيف أهدم فيها تماثيل الشمع كيف أضع للعشاق فيها مقاعدا للسمع .


علمتني حتى وهي على مشارف الموت كيف يصبح الحب متكأ ، كيف تصبح الصدور رقيقة إذا غزاها الندى ، كيف تصبح القبور طيورا في السماء ، علمتني كيف أصبح أميرا على الفقر إذا الفقر لجأ ، علمتني وهي تعاني وعكة الطين كيف الطين لن يرحل عن تراب جثتي ، كيف سيحافظ على خصوبتي وما حولي صدأ .


علمتني ، كيف أصبح عملاقا وما حولي صدى ، كيف أصبح نبراسا ، إذا النبراس خبى ، علمتني كيف استغل احتراق القصائد في فصل الشتاء ، كيف أصنع من مخلفات الجرائد أقمار المساء ، كيف أخلق الشمس فوق دور المدينة ، كيف أحرق الليل في القلوب الحزينة ، كيف أخنق الموت في أمواج السفينة ، كيف أزرع التوت في العقول الحكيمة.


علمتني أن لا أتخلى عن نفسي ، أن لا أعتذر عن نفسي ، علمتني كيف ستكون لي سندا إذا خانتني الأرض واغتالتني الحياة، كيف ستدافع عني السماء ، كيف سأصبح ككليم الله .


علمتني كل شيء ، كل شيء ، فقط نست أن تعلمني إذا رحلت كيف سأعيش إذا الشوق أعياني وطلبت أن أراها واقفة أمامي كالحياة ، كيف أعيش إذا رفضت السماء طلبي ورمتني بعشرين جبل من جبال الموت كبني اسرائيل الذين طلبوا رؤية الله ؟





الأحد، 1 يوليو 2012

أبداً أبداً لن تسقطي من صدري



ليس كافياً أن يرحل علويا ويأتي علويا لتتغير أبجدية العشق ..على العشق إن أراد التغيير فعلاً أن يتعلّم مني أسرار الرفق ..أن يتعلم كيف يمشي على الريح كيف يركض على الماء كيف يشعر بالمسيح كيف يعيش فوق الدماء ، كيف حين أجيء تهرب الأسماء ، كيف حين أغضب يرحل الشتاء ، كيف حين أكتب تنزف السماء .

على العشق أن يتعلم مثلي كيف يقبض على سماوات اللحن كيف ينتزع منها نوتات النساء ، كيف يهبها أرواحا أخرى لا تبالي أن اتهموها بالكفر أو اتهموها بالغباء .

على العشق أن يتعلم مني قبل أن أرحل كيف يزعل بلا سبب ، كيف يرضى بلا سبب ، كيف يشعل النار في المنازل والخيام بلا سبب ، كيف يرضى ويضحك بلا سبب ، على العشق أن أراد أن يغزو هذه الأبجدية التي أملكها أن يفرّق بكلماتي البحر وأن يصبح موسى بلا معجزة ولا سبب .

أما أنت ِ يا حبيبتي ، يا هرقل الروم وشاه الفرس يا عرش بلقيس ودبكة العرس أنصحك أن تأخذي مني قبل أن أتركك وحيدة وأذهب الذهب الذي لبسته الأشعار في دفاتري ، الماس الذي لبسته الأفكار في مزارعي ، اللؤلؤ الذي خبأته الأمطار في محاجري ، أنصحك أيضا أن لا تبكي بعد ذلك أبداً فما دمت في حبري لا تبكي  حتى وإن لم أكن هنا  أبداً أبداً لن تسقطي من سطري.






احبك كل الناس تعرفها


يا أجمل شاعر في قلبي يكتب أشعاره

يا أحلى عازف في صدري يعزف قيثاره
يا عود الحب يا عطر الحب
يا زهر الحب وأشجاره
يا أروع من غسل أرضي بامطاره
يا أول من دخل صدري باخطاره
يا أجمل من سطّرني باسفاره
واغلى من رتّبني بافكاره
اًحبك السماء تعرفها
اهواكَ الارض تحكيها
اُحبكَ اللوحات ترسمها
اهواكَ القصص ترويها
احبك كل الناس تعرفها
تهمةٌ لا انفيك وانفيها
احبك كلَّ الاحساس ينطقها
حقيقةٌ لا اخفيك واخفيها
أحبك َ فوق الإيقاع أرقصُها
وفي الأشعار ِ والأسحار ِأُغنّيها
أحبكَ تحت الإبداع أكتبُها
وللشيبان والولدان أرويها

سأهرب من حربي


سأركب الليل جملا ً
وأهربُ من حربي
سأسوق النهار دابة ً
وأنّدس في قبري
لا تقلقوا لن أربط السماء في قدمي
لن أدخل الأرض إلى شعري
لن أقتل القمر
لن أنحر الشمس في سطري
كاللص ِ سأهرب بموتي بعيدا ً
وكالساحرِ سأخرج من عمري
لا تقلقوا سأنفي حرفي وحيداً
وأطرد الكلمات من حبري
لا تقلقوا ..
لن أزعج الأرق ..
لن استفز الورق
لن ألعن النفق..
لن أطلب الودق
لن أضيء الشموع في قبري
لا تقلقوا ..
لن أحفل بالعرس ِ والصديقات ِ والحبيباتِ
لن أحفل بالجميلات ِ في صدري ..
لن أحفل بالحروب ِ وأصوات الطبل ِ وأناشيد ِ النصر ِ
لن أحفل بالرقص ِ في قبري ..
لا تقلقوا ..
سأركب ُ الليل جملاً ..
وأهرب من حربي .

يا آرتميس



يا ربة البرتقال .. يا آرتميس. أطلبك أن تزرعيني من جديد ؟
يا ربة الربيع والزهور والكروم ..
يا فلورا.. ازرعيني كوردة ثم اطلبي من إله الرياح أن يأخذ عبقي إليها .
هل بدأت ثورة التمازج ؟ قال في نفسه .
لم أستطع قبول فكرة أن يغيب صوتها عني ولو لليلة واحدة ؟
لم تنقذني الفلسفة ، لم ينقذني ارسطو ، لم تنقذني كل النظريات والفلسفات التي عاثت وعاشت طويلا بعقلي.
لم ينقذني شيئا من اسطورتها لا التصدي لنذور الآلهة ولا قتال العماليق بداخلي .

ها هي ربة الحب والجمال فينوس تهزم سقراط بداخلي وتحطم قلاع افلاطون وتفتح باب الليل أمامي لترميني قربانا لليليت آلهة الليليين العائدة من منفاها لتجعلني أذوق الويلات والحسرات وأجر الآهات الليلية وأضيع في متاهات السماء وارثا كل أحزان وحرمان وأنات عشاق الأرض.

أين عقلي ؟ فكري ؟ الفلاسفة بداخلي ؟ مالي لا أراهم يأتون ليخرجوني من هذا الخيال الإسطوري ويخبروني أني أحلم وأن ما أراه لا يتعدى كونه فلسفة أشكال رمزية تحاول خداعي وإبعادي عن حجر الفلاسفة الذي أسعى خلفه؟

من هي سليني ؟ وما هو شكلها الآخر الذي لم أره ؟ هل هي أرض خصبة أم امرأة وقحة أم قصة أسطورية مضحكة مبنية على أنماط الترميز ؟ هل تقصد شيء يحاول أن يملي سيادته علىّ من الخارج أم شيء يسيطر علىّ من الداخل ، هل تشير إلى شيء حقيقي فعلا أم تحاول إيهامي بوجودها وتختلق لأجلها أحداثا وكلاما لأصدق أنها موجودة فعلا ؟ هل تقصد تلك الآلهة الأسطورية فعلا أم تقصد .. يا إلهي لقد فهمت .تلك الماكرة ما كان على أن أستهين بقدراتها

أين سأنعطف الآن .. وأمامي كل هذه المفترقات .

أين سأجر كل هذه الأبعاد الخرافية التي خلفتها في عقلي بعد فشل الفلاسفة في انقاذي هل أجرها ناحية الدين أم أكون إغريقيا واسوقها ناحية الخيال والعاطفة ؟

كيف استطاعت أن تحطم أسواري المنيعة وأن تزرع بداخلي تاريخا لاساطيرها وتجعلني منساقا خلف قصصها كما ينساق صانع الحكايات خلف خيالاته المتعددة .

شعر بالغضب . دون أن يعرف من الذي غضب بداخله فعلا الفلسفة أم العاطفة حين فكّر أن عليه أن يعود لقراءة مغامرات هيراقليس من جديد.