الأحد، 29 أبريل 2012

ومع هذا تشربيني!



أنت ِ لا تريدي أن تحبيني ..



ومع هذا تحبيني ..


ولا تريدي أن تزوريني ..


ومع هذا تزوريني ..


ولا تريدي ان تشربيني ..


ومع هذا تشربيني ..

قولي لي ما الشيء الذي لا تريدينه .. لكي افعله ؟.!!!


حوار مع أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

حوار : خالد العلوي



 


المشتركات تتجاوز أكثر من 90% اذن هل من الصحيح ان يتجاهل الإنسان هذه النسبة ويتمسك بالعشرة بالمئة .فليتمسك لكن الاختلاف في الرأي يجب أن لا يجرنا إلى الاختلاف في العمل والعداء فالاختلاف ليس عداء الاختلاف امر طبيعي وموجود ولم نر عالما ولم نشاهد محققا او دارسا يقول لنا ان الاختلاف هو سبب العداء .

 جاء ذلك في اللقاء الذي اجريته مع مستشار أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية سماحة الشيخ د. محمد مهدي التسخيري  . وفيما يلي نص اللقاء :



ما هي أهداف المجمع ؟

- من ضمن الأهداف تقريب الآراء من مختلف الجهات من الجوانب العلمية نبحث عن المشتركات وفي الأصول نبحث عن المشتركات وفي العقائد نبحث عنها ونقوي ما هو مقبول ونبتعد عن ما هو غير مقبول نحن عندما نراجع علماء الإسلام في مختلف المذاهب يقولون ان المشتركات تتجاوز أكثر من 90% اذن هل من الصحيح ان الانسان ان يتجاهل هذه النسبة ويتمسك بالعشرة فليتمسك لكن الاختلاف في الرأي يجب أن لا يجرنا إلى الاختلاف في العمل والعداء فالاختلاف ليس عداء الاختلاف امر طبيعي وموجود ولم نرى عالما ولم نشاهد محققا او دارسا يقول لنا ان الاختلاف هو سبب العداء بل القرآن يصرح ان الاختلاف رحمة والنبي يقول اختلاف امتي رحمة فهذا الاختلاف هو الذي يولد الابداع والافكار الجديدة اذا لم نختلف ونتحاور اذا لم تنتقدني وانتقدك لن يتطور الفكر فنحن نؤكد أننا نقوم برصد المشتركات وتأليفها في الكتب وتبيانها في المؤتمرات المختلفة وفي المجمع عندما نتحدث عن التقريب لا نقصد به أن نخضع مذهب لمذهب او نوفق بين مذهب ومذهب لنولد مذهبا جديدا او نذوب مذهب في مذهب نحن نقول ان التقريب هو في الواقع كشف حقائق المذاهب امام المذاهب الاخرى لكي نكون على وضوح في التعامل مع الاخرين ايضا هدفنا عندما يحصل هذا التقريب فيما بيننا أن يمهد للوحدة الاسلامية ووحدة الأمة هي اساس النصر وهي اساس العزة والكرامة وما يتحمله المجتمع الاسلامي في عالمنا المعاصر من ويلات وهزائم كله ناتج من التشرذم والتشتت والتفرق .



رأيك في حتمية صدام الحضارات كما نظر لها هنتغتون وفوكوياما ؟

- اعتقد أن هنتغتون نفسه قد تراجع عن كثير من هذه الاراء وما نلاحظه في مقابلاته الاخيرة وحتى فوكوياما عندما تحدث عن نهاية التاريخ واشترك اخيرا في مؤتمر حول العالم الاسلامي وايضا في بعض المقابلات التي اجريت معه تراجع كثيرا كان يقول نحن نرى ونقرأ الواقع الموجود وليس هذا رأينا العلمي تحولت القضية اذن لكن عندما يتحدث عن تصادم الحضارات هو يقول هناك حتمية او جبرية جديدة كما جاءت في زمان الحكم الاموي أي المذهب الجبري الجديد حتى لو اردت ان تفرض الحرية بالقوة هذه الحرية لا قيمة لها لان الوجود لا يفرض بالعدم والحق لا يفرض بآلة باطلة عندما تفكر في ان تفرض شيئا ما فهذا يعني أنك اسقطته فهولاء ارادوا ان يفرضوا لكنهم وصلوا لمرحلة تراجعوا فيها وجدوا ان افضل شيء في الحياة هي هذه الحياة الديمقراطية التي يعيشها البشر فلابد ان نعمم هذا الشيء على العالم الانساني



لماذا ينتقد المستشرقون على الدوام العالم الإسلامي ؟

- بالنسبة للعالم الاسلامي كانوا يقولون ان العالم الاسلامي فرض الاسلام بالقوة وبالسيف وهذا اتهام لا نقبله لأننا لم نشاهد في زمن رسول الله أي غزوة بدأها رسول الله بل كانت غزواته دفاعية ولو درسنا التاريخ نجد ان الفتوحات كانت دفاعية ايضا ولو فرضنا صحة كلامه ما الذي يقوم به الان العالم المستكبر والمتسلط اما جاءوا الى العراق لفرض الديمقراطية بالقوة والحديث عن اسلحة الدمار الشامل الكل يعلم ان هذه اكذوبة ثم أنهم الى يومنا هذا يقولون جئنا للدفاع عن حقوق الانسان ونشر الديمقراطية وتقديم نموذج حكم ديمقراطي يقوم على اسس شعبية ، حسنا عندما تأتي بنظام ديمقراطي بالقوة تريد ان تفرضه ما معنى هذا الشي وهذا لا يتحقق وبعد مرور هذه السنوات هناك مئات الآلاف من القتلى في العراق وافغانستان ولم يحققوا مبتغاهم وفي الواقع هذا يقودنا أيضا إلى أن مسألة صدام الحضارات اكذوبة ايضا فالحضارات يغذي بعضها البعض الاخر يعني الحضارة الاسلامية استفادت من الحضارة اليونانية واستفادت من الحضارة الرومانية الحضارات تكاملت واستفادت من بعضها البعض والى يومنا هذا الحضارة الغربية ايضا استفادت من الحضارة الاسلامية من علمائها وافكارها وفلاسفتها واليوم بعد أن استفادوا من الحضارة الاسلامية وصلوا إلى ما هم عليه فلا يمكن ان نفرص نظرية الصدام بين الحضارات نعم يمكن الفرض بصدام بين السلطات السياسية التي تحكم في بعض البلدان التي تنتشر بها حضارة ما هذه السلطات يمكن ان تتصادم مع منطقة اخرى ليس فيها نظام سياسي قوي لكن الحضارات لا صدام بينها الصدام بين الانظمة السياسية وصدام الحضارات ليس لها فرضية من الواقع .



هناك من يقول ان حوار الحضارات اصبح مظلة يستحل تحتها مالا يستحل ؟

- قد يهدف البعض من وراء هذا الشي أن يفسح مجال للمتسلط سياسيا واعلاميا لكي يسيطر على العالم لكن اصل العبارة هي عبارة في حد ذاتها جيدة لكن كيف يستخدمها المستخدمون فحتى في لفظ الديمقراطية الم يقولوا ان الديمقراطية بمعنى انها حكم الشعب الم يقولوا ذلك هل الديمقراطية في كل العالم الغربي شكل واحد هل هؤلاء يدعمون انظمة مستندة الى شعوبها في منطقتها ابدا فهناك استخدام بعض الالفاظ نعم البعض يبحث عندما يدعو عن حوار الحضارات يرى ان الامن بيده والقوة العسكرية بيده والاعلام بيده فيستخدم قواه لكي يفرض ثقافته كما يقول فوكوياما في نهاية التاريخ لكي يحقق السلطة الثقافية في العالم لكن الواقع ليس كذلك فعندما ندعو الى حوار الحضارات ندعو الى حوار العالم الإنساني من أي دين ومن أي مذهب اخر لابد ان تتحاور لكي تصل الى الحقيقة الرسول صلوات الله واله عليه يقول إما وأياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين مع انه الرسول لا يشك في علمه ونيته وعمله لكن على مستوى الحوار يقول لهم تعالوا قد اكون انا مخطئ وأنتم مصيبون فيجب ان ندخل في هذا المبدأ ونحن نعتقد ان من يحمل التراث الثقافي العريق الذي يقوم على اسس انسانية فطرية تهتم بكل العالم الاسلامي هذه الحضارة هي التي تتفوق نعم قد يكون في الجانب الانساني قد تكون في الجانب العقائدي قد تكون في الجانب الايدولوجي لدينا قضايا قوية ويمكن الاستفادة منها وتطورات ثقافية في الغرب نستطيع ان نستفيد منها فالحضارة مكونة من افكار واعمال وانتاج فكري لسائر الامم ولا يختص بحضارة واحدة لا يمكن ان تحصر حضارة الاسلام بالاسلام وحضارة الغرب في الغرب فقط اذا ارادوا للانسانية ان تستمر .



لكن الغربيون يؤمنون بنظرية الشرق شرق والغرب غرب ؟

- ربما تكون لديهم اراء فمثلا نيتشه كان يرى الشرقي يوجد على دماغه قشرة معينة بحيث لا تجعله يستوعب كالغربي هذه قضايا العلم اثبت فشلها وليس لها وجود اعطي الشرقي الحرية الموجودة في الغرب واعطه حرأية الرأي واحترام الرأي والامكانات الموجودة في الغرب وستراه أفضل منهم بكثير عندما تدخل الى امريكا ترى اكبر مفكريها هم من اصول شرقية الذين هاجروا الى هناك من الذين وفروا لهم الارضية للتطور الفكري والعلمي ووصلوا وخدموا المجتمع الامريكي



كيف تعالجون التشنجات من قبل المتطرفين فكريا من خلال عملكم في المجمع ؟

عندما تطرح الوسطية وعندما تطرح مبادئ الوسطية وعندما تذكر محاسن الوسطية وعندما تذكر مساوئ التشدد والتطرف وما جر به التطرف وما مزق المجتمع الاسلامي نحن لسنا بحاجة الى مآسي اضافية فهؤلاء بدل ان يصبوا غضبهم على اعداء الامة الاسلامية يصبوه على بني جلدتهم لكن الانتقام ليس بالعنف فقط الانسان الذي يريد ان يخدم مجتمعه يجب ان يطوره علميا اقتصاديا وحضاريا لكي يستطيع ان يصنع من هذا العالم الاسلامي مصدر قوة فالقران يقول فاعدوا لهم ما استطعتوا من قوة يطالب بالقوة وهذه القوة في جميع المجالات وليست فقط في الجانب العسكري القوة في الاقتصاد والامن والمعرفة والمجالات المتعددة التي تقوي الشخصية الاسلامية التعبير القراني يقول ترهبون به عدو الله وعدوكم وهذا لا يعني الاعتداء عليهم هذا يعني عندما يراك عدوك قويا لن يفكر بمهاجمتك ولن يطمح في اغتصاب حقوقك وثرواتك وتذليلك وتهجيرك لكن عندما تكون في مرحلة من الضعف بحيث ما ان يعطيك صرخة واحدة تركع له وتخضع وترفع يديك كما نلاحظ اليوم في عالمنا بعض الانظمة تخضع بمجرد صيحة بمجرد ان قالوا المدمرة كول وصلت الى لبنان رفعت ايديها مما تخافون انا اتذكر ان المرحوم السيد حسن المدرسي عندما كان في المجلس النيابي واراد البريطانيون والروس ان يقتسموا ايران فاراد المجلس ان يصوت على التقسيم فقال يا جماعة اذا هم يريدون ان يسلبونا ويقسموننا لماذا نخضع ونقول اذبحونا على الاقل دعونا نموت بشرف وكرامة مع الاسف اليوم نرى بمجرد ان تصدر صيحة او قرار دولي ترى الرؤوس خافضة ترى الانظمة والسلطات وحتى مع الاسف بعض المفكرين الذين هم يعتبرون انفسهم احرارا يتخوفون عوض أن يدافعون عن عزتهم وعزة اوطانهم .



ما رأيك بمن يقول أن إيران دولة الأربعة جيوش جيش بالداخل وثلاثة بالخارج ؟

يعني ما يقال عن ايران كثير لكن الواقع ان الغير متوقع لدى الغرب ان تقدم ايران هذا النموذج من الدولة كانوا يتوقعون سوف تأتي مجموعة من الملالي بعقول متحجرة وبدائية تريد ان تحكم بعقل يعود الى اربعة عشر قرن الى الوراء وبدل ان يصعدوا السيارات سوف يركبون البغال لكن لاحظوا العكس رأوا ان ايران متطورة فنيا وعلميا ووصلت الان في المنطقة يحق لنا ان نقول بملء فينا انها من الدول المتقدمة علميا وتعتبر من الدول الفريدة في منطقتها للاستفادة من الطاقة النووية السلمية ولديها علماء في مختلف المجالات وفي ايران الآن التطور الزراعي والتنمية لا تقاس مع كل العراقيل وكل الحصار الذي فرض والحرب المفروضة ثمان سنوات وتخويف العالم الاسلامي منها والعالم الغربي لكن ايران استطاعت بفضل وجود قيادة حكيمة ومجتمع متكاتف متآلف ان تقدم صورة حضارية للدولة الاسلامية لا نقول لا توجد سلبيات هذا كلام باطل لان هذه تجربة بشرية شئت ام ابيت تقع الاخطاء المشكلة اولا اعلنوا انها دولة الملائكة ثم صوروها انها دولة الشياطين وايران اتهمت في كثير من القضايا في كل مكان عندما يحصل شيء يتهمون ايران لكن الانسان عندما يذكر الاتهامات عليه ان يذكر دليل فبعض المحللين السياسيين وانا اذكر هذا الشي وقد طرح على في مقابلة تلفزيونية ان ايران تشتري اسلحة من اسرائيل ثم بعد أكثر من سؤال سألني أنتم تمولون حزب الله بالأسلحة فأجبت السائل بالمنطق هل يعقل أن نشتري اسلحة من اسرائيل لنعطيه لحزب الله ليضرب به اسرائيل يجب على الانسان ان يكون منطقيا في بعض الامور حرص ايران هو الدفاع عن حقوق المسلمين في كل بلد حرصنا في لبنان ان نوحد بين الموالاة والمعارضة ولم ينطق منا احد بأي تدخل في الشأن اللبناني الداخلي حتى في العراق كأن المحتل في العراق هو ايران وليس المائة والخمسين الف من الامريكان المتواجدون هناك . 



ما سبب خنوع بعض الأنظمة في عالم اليوم ؟

- ربما يعود السبب إلى أن بعض الأنظمة ليست مستقلة بذاتها فهي تنفذ مشروع ومخطط يعني من يريد أن يحقق مشروع اسرائيل الكبرى هل اسرائيل لوحدها من يريد ان يساعد في تمزيق الدول الاسلامية ؟ هل الشعوب المسلمة من يريد ذلك طبعا لا فالشعوب المسلمة عندما تصدر بعض الرسوم الكاريتيرية ضد الرسول تجد كل الشعوب تخرج وتهتف بصوت واحد دفاعا عن رسول الله الامة الاسلامية لم تتحرك في مجال الاختلاف والتشتت هناك اليد السياسية والقوة السياسية التي تسعى لتمزق هذه الامة لكي تكون هي متسلطة على رقاب الناس لانها لا تستمد شرعيتها من الشعوب هذه هي المشكلة وهكذا عندما يدفع عنها ويخفض عن ديونها وعندما تدعم سياسيا وامنيا عندما تحذف حركة بكاملها عندما وصلت الى السلطة ماذا تكون النتيجة تكون النتيجية انظمة جاءت بالقوة من انظمة تدعي انها تدافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان انظمة تحكم بالقوة بدعم من حكومات تدعي انها تعارض الحكم .



قديما كانوا يقولون أن الشعب هو الحاكم الآن أصبح الحاكم هو الشعب ما رأيك بهذه المقولة ؟

- بالفعل يعني الان الحاكم هو الذي يقنن هو الذي يقوم بكل شيء نرى رئيسا ما يتنازل عن الرئاسة وبعد يومين يتراجع نلاحظ ان هناك في المجتمعات الاسلامية هناك حكام يحكمون لفترة اكثر من الملوك والامراء ويدعون انهم منتخبون من قبل الشعوب هذا كلام مكشوف للساحة العامة الاسلامية واذا لم نحترم اراء شعوبنا واراء مثقفينا واراء علمائنا ونخبنا الفكرية لن تتحقق الكثير من الاهداف التي نصبو اليها فلا بد لنا ان نتصالح مع شعوبنا ان نتعاون مع شعوبنا ويجب على الشعوب ان تتفهم الاوضاع ليتعاونوا مع حكامها ليدعموا الاوضاع واما بالنسبة الوضع السياسي السائد نلاحظ ان الانظمة لا تنظر لهذا الوضع بنظرة ايجابية ولا تساعد وقضية فلسطين خير شاهد على ذلك هذه المذابح التي تحصل يوما بعد يوم ولا يمر علينا دون مذبحة ويصرح العدو بهولوكوست والعالم يحرم من يشكك بهولوكوست اليهود انها وهمية وفرضية ويسكت أمام هولوكوست عينية ومصرح بها على رؤوس الاشهاد .



الحضارة من وجهة نظرك ؟



الحضارة هي في الواقع جهد انساني يستقيه الانسان من الفطرة الانسانية المودعة من قبل الله تعالى في وجوده بارتباط واسع بين ابنائه البشرية وهي تتواصل من آدم الى يومنا هذا ولا يمكن الفصل بين حضارة واخرى إلا بكونها تتعلق بزمن معين او بجغرافيا معنية لكنها من حيث المجموع هي تصب في خانة واحدة لصالح الانسانية يعني الثقافات الأعمال الانتاجات الفنية التكنولوجية الادب الشعر كل هذه الاشياء تصب في مورد الإنسانية .



 النهار الكويتية/ 2008

ملكت نوق النعمان وتزوجت ليلى




لست ُ عنتر ..



وقيس ليس من بقيّة أهلي ..


لكن حين تكوني معي ..


أشعر أني ملكت ُ نوق النعمان ..


وتزوجت ُ ليلى ..!!


أنا يا سيّدتي ..


لم أطلب من جنودي أن يرفعوا الرايات البيضاء لأي امرأة ..


ولم ألعب بوعودي كما يلعب الساحر بالأرانب البيضاء ..


في أي قبعة ...


أنا لم أزعم أني كسرى ..


ولم أتوهّم أني قيصر ..


ولم أرتدِ ثياب التمثيل الخاصة بعادل إمام ..


فقط " لأنك معي " شعرت ُ أني كسرى ...


ولأنك معي .. شعرت أني قيصر ..


ولأنك معي .. شعرت أني عادل إمام ...!!



أريد أن أحبكِ أكثر



فصّلي ليّ قلبا ً آخرَ ..



أريد أن أحبكِ أكثر ..


مدّدي شراييني ... وسّعي وعائي الدموي , أريد أن أضُخّك بشكل ٍ أوفر ..


باعدي بين أعضائي .. ليكون حجم الإحساس بكِ أكبرَ ..


ثمَّ آخي بيْني وبين الأشياءِ كلَّ الأشياء..


لأعلّمها كيف تخضع لكِ أكثر ...!


الفرق بين معركة الخليج ومعركتي




في الوقت الذي أقتحم فيه صدّام الكويت ..



اقتحمتِ قلبي ..


وفي الوقت الذي نشرت فيه دول التحالف قواتها في المنطقة..


انتشرتِ في صدري ...


الفرق بين معركة الخليج ومعركتي ..


أن الكويت قد تحرّرت .................. وأنا لا ...؟!!


أكثر من الانتحار من فوق البنايات




أحبك ِ يا قصيدتي التي لا تنتهي ..ويا سطري الذي لا ينتحي ولا ينحني ولا يستحي من أن يحملك وطنا ً ينام في عراءِ نبضي الموثّق بالحب ِ .. والناهضين .

أيتها الصبيةُ الكثيرة .. أيتُها المرأة ُ المستحيلة ..أيتُها الجامعة ُ الأنثى ضمّيني تحت لوائك قائدا ً بطولته أنكِ أنثاه ، فارساً جواده أنوثتك .

أيتها المرأة المستديرة .. مختلفة ٌ أنت ِ عن البقية .. مختلفة .. ومميّزة .. وشهيّة كقصيدةٍ كلما كتبتها حاصرتني لذتها من الجهات الأربع لكي أسترسل فيها إلى ما له أنوثة ..



حبيبتي ... لشفتيك ضحكة يلعب فيها كل لعاب الصباح ، وفي عينيك ِ نظرة تنام فيها كل مدائن السحر المباح ، ولخدّك ِ نعومة بهيّة وصافية تشبه بهاء وصفاء الفضيلة فوق خرير المياه .



حبيبتي .. على شفتيك ِ قبلة تركتها يوم آويت إلى فمك ِ لأغتسل من درن الخطيئة ، وعلى عنقك ِ حديقة زرعتها يوم آمنت أن الياسمينات مثلكِ ومثلي بريئة .



زهرة ٌ أنت ِ حبيبتي زهرة في رحيقها أمان الصالحين ، وفي نشيجها نشيج العابدين ، وفي نشيدها نشيد الصادقين ،زهرة تحوم حولها كل فراشات الهوى ، زهرة ٌمثلك يا مأوى قلبي ونبضي الطيّبين الطاهرين .



يا تاريخ عمري ، يا أول امتداد سطوري ، يا أخر نهايات شعوري ، يا أول بدايات شعوري ، يا شهقة الجرح ، ويا ضحكة الفرح ، ويا طلعة الصبح ، ويا ثقتي بنفسي ، ويا مدينتي العريقة الممنوعة المباحة الواضحة السرّية المجنونة العاقلة ، يا قصري المشرف على البحر ، يا حديقتي المطلّة على القمر ، يا ضوئي أنا أُحبك ِ كثيرا ً أكثر من ذكائي ، من دهائي ، من كتابي ، من شعاري ، من نهاري ، من صغاري ، من كباري ، من يميني وشمالي ، أُحبك ِ أكثر من الجنّة لأنك ِ الفردوس ، وأُحبك ِ أكثر من الدُنيا لأنك السماء ، أُحبك ِ أكثر منّي لأنك ِ منّي ، أُحبك ِ كثيرا ً أكثر من سخطي ، أكثر من رضاي ، أكثر من غضبي وهدوئي ، أكثر من عقلي وجنوني ، أكثر ُ من الربح ، وأكثر من النصر ، وأكثر من مطامعي ومطالبي ، أكثر ُ من المحّار لأنك ِ اللؤلؤة ، أكثر من الغوص ِ لأنك البحر ، يا لؤلؤتي وبحري أُحبك ِ كثيرا كثيرا ً .







حبيبتي .. أنا أول الذكور الراحلين إليك ِ بأرواحهم وقلوبهم وأمانيهم ، أنا أول القادمين إليك بفرسانهم ورجالهم وخيامهم وقبائلهم ومساعيهم ، أنا أول المنبوذين والساخطين فيك ِ وأنا أول المباركين والراضين عنّك وفيك ِ ، أنا أول خيوط النهار التي عاهدتك على الضوء أنك الضوء .. وأنا أول خيوط الليل التي عاهدتك على القمر ِ أنك ِ القمر ، أنا أول الداخلين إلى قلبك ِ مؤمنا ً بأنك ِ ملهمتي ، ومسلّما بأنك امرأتي ، أنا أول الآمنين الذين أمنوا العقاب لأنهم لم يسيئوا الأدب ولم يجترحوا العتب ولم يقتلوا العجب على بوابتك الدهشة .





أناملك عشرة أعواد من التوت ، ودموعك حبتان من المطر ، وجفناك رجلان يسبّحان باسم رب الحب ، وروحك ِ أرضٌ عشبها قصائد لشاعر ٍ قافيته ُ أنت ِ .





حبيبتي أيتها الثلجيّة النارية ، لا تخلعي عن عيني معطف وجهك ، ولا تبعدي عن ذراعي فستان خصرك ، ولا تزيحي عن أناملي ميقات ملّمسك الحرير ، أيتُها الناعمة الجميلة لا تتكلّمي دعيني فقط دعيني أرى أجمل لوحة من لوحات الثغر الصامت المحيّر أُريد أن أطفئ نبض حيرتي بقبلة ٍ تجعلني أطمئن أنني في حالة دوار ٍ وإغماء .



.. يا مطاري الكبير الذي أسافر منه بجميع طائراتي إلى دول العذاب الحبيب والسعد العجيب والبلدان التي شوارعها تتقاطع مع سماواتٍ تحملّها غيمة ، ومع كواكب ترفعها نظراتك وتسقطها نظراتك .



أيتُها الريحانة ُ النامية ُ على نوافذ فمي وعلى جوانب دمي ، قلّبيني ، قلّبي صفحات وجهي ، قلّبي صفحات عمري ، قلّبي صفحات نفسي ستجديني هناك حبيبتي هناك في ذلك السطر الذي تذكرين ْ ..

يا وجه ُ البراءة الذي تأوي إليه ضحكة الأطفال ، وشقاوة الأطفال ، وقبلة الأطفال ، وخصومات الأطفال ، يا وجه البراءة ُ الذي يخاف من المساء الحزين ، ومن قصص الجن ِ ومن أفلام الرعب ِ ومن عيون الحاقدين ، يا وجه الخير الذي يدعو إلى الله ِ أُحبك .



أيتُها الطفلة التي تركض في عقلي وفي قلبي وفي شرياني ووعائي ودمي ولحمي وعظمي ، أيتها الممتزجة مع جيناتي الوراثية أيتها المتحدة مع ذرّاتي أُحبك ِ .




حبيبتي ، احمليني في حقيبتك الذهبية ، اخفيني بين نقودك وبين أدوات الزينة خاصتك ، امزجيني مع ماكياجك ، أفعلي بشعري وبشكلي وبقافيتي وبنثري ما تشائين ، أو دعيني معلقا في أناملك كخاتم ٍ عليه نقش قبلاتك .



يا سحر الخليج ويا فتنة قرطبة ويا فلسفة اليونان ويا ثقافة الإنسان ، تسلّقيني بعيدا عن قنوات أوربا ، تسلّقيني بعيدا عن أناجيل لوقا ومرقص ، تسلّقيني على طريقة المنار والأنوار والدين وبراءة الصغار ْ ، تسلّقيني كالحلم ِ ريثما تحضرين .



أغنيتي الحبيبة ، يخرج الصوت من بين شفيتك موسيقيا ً عبقريا ً أكثر من موزارت وتشيكوفسكي ، ويخرج اسمي من فمك كطفل ٍ سقط على الأرض من فرط الحلاوة .



حبيبتي ، الفقراء مثلي لا ينتحلون صيغ الحب حتى يمثلّون بها أدوار البطولة ، لأنهم في الأصل ِ لا ينتحلون ، وأنا واحد ٌ بين آلاف الفقراء مثلي ، ولكن مثلي كنز ٌ ثمين ، فأنا لا أنتحل الصيغ ، ولا أمثّل الأدوار ، ولا أصطنع التراكيب لأني الرؤى والمستحيلات والحزن والفرح والجرح والانعتاق والإنسان الذي لم يدخل نص إلا وأنت ِ فيه ومعه .



أنا يا حبيبتي لم أستأجر الريح لتحملك شهرا وتنزلك شهر ، بل حملتك على قلبي حد الخلود دون ملل ٍ ولا كلل ، أنا لم أكتب مع التعب ميثاق أن يفكّني من قيدك إذا تعبت ، لأني واحد ٌ شقيت ُ كثيرا ومثلي لا يفرط بشقائه من أجل تعب ْ .



أنا الأوطان ُ كلّها التي حملتك ، أنا الكثيرون كلهم الذين أحبوك ، أنا الفيزياء كلّها التي تنتظرك ، وأنا التاريخ والعلوم وحصص الفلسفة وعلم النفس ، أنا كيمياء الحب أنا المستوحش في غيابك ...



حبيبتي كل المساكين وابن السبيل واليتامى وأبناء رد الجميل بداخي يتقدمون إليك ِ بالإخلاص والولاء والحب العمر كلّه يا حبيبتي كلّه ، فو الله ِ يا فاتحة الصباح ويا أنجيل النجاح أنني ما أحببت ُ أحداً سواك ِ ولن ، وأن دمعك ذاك الذي يتساقط عند دعائك لي كقطرات الندى يحمله قلبي ليصنع منه قلادة من دعوات أبثها لله لك ْ .



حبيبتي أُحبك وأقسم ُ أنك يا أرضي الأنثى تمرين خيالي كعصافير ٍصغيرة تحط على كتفي الشجرة .

أُحبك ِ وأقسم أنك ِ يا صوت الثواني ويا دقّات الساعة أجمل ُ من سكن أيامي ، وأشهى من طرق بيباني وأرق من قلّب أحزاني ، وأنعم من زرع الفلّ على طريقي وعنواني .



أُحبك ِ أكثر ممّا يتصوّر الخيال نفسه ، والدهشة نفسها ، والسحر نفسه ، والذروة نفسها ، أُحبك ِ أكثر من الشعر وأكثر من القلوب المثقوبة بسهام الحب ، وأكثر من أحبار السطور ، وأكثر من أخبار العصور ، وأكثر من الراحلين على تلك الجسور ، وأكثر من القادمين من وجع النفور ، أُحبك ِ يا حُلم دمّي ، ويا ضحكة عمري ، ويا طفلة صدري أكثر من الشعراء الذين بنوا لحبيباتهم على القمر ِ أشجاراً وطيور ، أُحبك أكثر من الأدباء الذين كتبوا في قصصهم عن أنوثة الخصر الطويل وعن ثقافة الثغر الأصيل ، وعن ذكاء الأصبع الجميل ، أُحبك ِ أكثر من الانتحار من فوق البنايات ، وأكثر من الحياة على سطح عمارة ، وأكثر من عرقي النازف من وعثاء ِ شوقي إليك ِ ، أُحبك ِ أكثر من الغربة والتيه والعودة إلى الوطن ، والنوم في حضن سرب من الحمام ، أو الخروج في رفقة ثلة من العصافير .
أُحبك ِ .

السبت، 28 أبريل 2012

شرّطية قلبي



شرّطية قلبي ... لم أخالف القانون ..



وقانون مروري .. لم يتغير ..


وكل نظامي كما كان ...


علام َ تخالفيني شرّطيتي ..


ومخالفتي الوحيدة أني تجاوزت حبكِ ...!


جائع أكل نور الأولياء



أنا كل ما سكن الحبر

وكل ما حمله السطر

وكل ما كتب وشطب عن قوة الشعر

أنا السحر الذي نام على ظهر الألف

أنا الدجل الذي خرج من بطن الهاء

أنا النون التي احتلت نصف يونس

والحوت الذي أكل دعاء الأنبياء

....

أنا بطل يعيش على الورق

يأكل ، يتنفس ، يمارس الحب

على الورق.

أنا بطل ورقي ..برأسين كآلهة الإغريق

وبقدمين كأوهام الشعراء وأحلام اليتامى

أنا بطل في مسلسلات الكتابة فقط

وفي دراما الحبر وسيناريوهات الرواية

أنا لا شيء ..

لست أكثر من كلمة ٍ جاءت في البدء

على شكل ِ علامة

ونار اشعلها البدو ليحرقوا بداخلها

خيانة

لم أكن يوماً بطولة حكاها الأجداد للميتمين

أو أسطورة روتها الأجدات عن المخلّدين

أنا لا شيء ..

لست أكثر من هزيمةٍ داستها الجياد في منتصف الطريق

واسم مهجور لفظه الجراد قبل أن يلفظه الصديق

****

أنا ظل هرب من الأرض

وحرف فر من المعنى

وموت خرج من القبر

وروح سكنت في منفى

أنا قوة لم تسكن عضلات الرجال

وضعف لم يأوي إلى أنوثة امرأة

أنا معارك شنّت هجماتها على الورق

ونام جنودها في قلب الأرق

أنا سماء لا تسمع دعاء المصلين

ولا تستجيب لمن سألها الودق

أنا ورقٌ ..يكره الورق

وشفقٌ يكره الشفق

أنا جائع أكل نور الأولياء

كما أكل ظلام النفق


أين الطريق إلى الشبع ..؟





نخرج من ليل ٍ جائع لنقع في ليلٍ أكثر جوعا

أين الطريق إلى الشبع ..؟

والجوع قتل أشجار الفردوس

واغتال أحلام الشجر

تقولين : نرحل إلى بلاد ٍ أخرى لا تضيق بخطيئة آدم وتفاحة حواء

وأقول : كل الأشعار ضاقت بفتياتها القصائد

كل الطعام هربت منه بأقدامها الموائد

كل المدن فرت من أرجائها الخرائط

لن تجدي بعد اليوم طعاما ولا شعرا ملقى في الطريق

بعد أن جاعت خطيئة آدم مجددا ..

وأكلت تفاحة حواء .

.....

من دفاتر الجوع أجيء إليك ِ

من مذكرات الدموع

من رسائل الشموع

من صفحات الجبال وأورق الربوع

من دم ٍ نساه نوح فوق السفينة

ومن أسى نساه الثلج قبل أن يذوب جليده

من مطويات الحدود التي ماتت في صدور المهجرين

من بنادق الجنود التي قصفت قلوب المعذبين

أجي إليك ِ وأنا قلب ذاب حبه

كما ذابت رؤاه

وأنا موسى الذي ألتهم الجوع وحيه

كما التهم عصاه

وأنا بشر

التهمت الخطيئة أرضه

كما التهمت ثراه

أجيء وفوقي النجوم تحتضر على حدود المساء

وتحتي البطولات تهزم على أيدي الرماة

أجيء وخلفي الغيوم تبكي على أحزان السماء

وأمامي الأغنيات تموت في ناي الرعاة

أجيء ..وأنا آدم الذي جاعت خطيئته

فأكل تفاحتك متعمدا ليقوده أذاه ..

إلى شبع ٍ يأكلك كما شاء جوعه

وشاء هواه .



الثلاثاء، 24 أبريل 2012

إضاءة









رسم قلبا على اللوحة ..

الفرشاة غضبت..

رسمت خنجرا على قلبه ..

لترتاح .؟ّّ
كتب اسمه على حائط ...
غضب الحائط ..
صبغ نفسه من جديد ..
ليرتاح ..
كل رسوماته وكتاباته مهددة بالأكل ..
والجائعون كثر ..
لهذا أكل نفسه واستراح !
حين تناوشه الخواء ..
أكتشف أن الخلود يسكن الفناء
فتش فيما حوله ..
لم يعثر على ضوء ..
عثر على بقايا دماء ؟ّّ!

في خفايا اللاوعي

كانت دائما تنتظرني في خفايا اللاوعي وتصر أن تبقى في أوعيتي الدموية اليوم باتت ترفض أن تتحد مع قطرات دمي وأن تضع جبهتها على أرض قلبي وتصلّي .. اليوم وكأنها تتبع متاهة تتجول في النية لا تمكنها من إنجاز أي مهمة بشكل متقن ..!!!





كانت عندما يبدأ قلبي بالعرض والتمثيل والتجسد والتلقائية تقف في أول الطابور لتراني وأنا أقول كل أقوال السمو واصرّح بكل تصريحات النمو في الحب .. اليوم باتت لا تتمعن في أدائي ولا يلفت نظرها مستوى حبي الجنوني .. وكأنها سمكة بلهاء لا تحسن السباحة ولا تحسن استخدام الخياشيم مثلي ...!



كانت عندما أتحول إلى قطار ... تتحوّل إلى محطات لتستقبلني ... وكانت حين أحمل حقيبتي تفرض نفسها كقفل على الحقيبة .. واليوم بت أتنقل من محطة إلى محطة ولا أجدها ..وأحمل حقيبتي ولا أقفلها ... وأبحث عنها ولا أجدها إلا في طابور المودّعين الأخير .. وكأنها تريد من فكرة إلغاء العالم أن تهاجمني ...؟!!





كانت تتزلج في جبالي الصدريّة كل حين وكل لحظة .. وكنت أجدها عند كل مسام ٍ وشريان .. اليوم صارت تتزلج بأسلوب يفتقد التركيز ويفتقد الثبات .. وبت أشعر في كثير ٍ من الأحيان أنني لست في حالتي الصحيحة ولست في مستواي المعهود وليست هذه هي من كانت تنشر الطبيعة بداخلي .. وتنشر الأشجار والعصافير ورذاذ الأمواج .. هنالك شيء قد ضاع بيننا ..وهذا الشيء هو من يجعلني الشعر أنني بت نائيا ...!





كانت تتخذ مني صومعة تلجأ إليها هي ونفسها وأنا ... وكانت تحتفظ بمفتاح الصومعة عندي ... اليوم لم تعد تسمح لأحد بدخول الصومعة ,, ولا تسمح لأحد أن يحفظ المفتاح ... باتت الصومعة اليوم مخصصة لها وحدها دون أن أكون رمزا فيها ولا نقش ...!!!





كانت تخفيني في قلبها ورحمها ودمّها وتصفني بالشيخ الباذخ الطفولة ... وبأني أبنها وحبيبها وبطنها وسطحها .. اليوم بت أشعر وكأن الوصف يريد أن يقول لي أنني بت أشبه المصابيح القديمة .. والحارات القديمة .. والشيخ الباذخ بالكهولة والخشب ...!!



كانت ترسمني على كل الجدران .. على جدار القلب .. والشريان .. والضلع ... والأوردة .. والأربطة ... وكانت تعتكف ساعات طوال لتشاهد صورتي المرسومة .. اليوم باتت تلطخ الصورة بألوان رخيصة .. ولا تهتم بأن تشاهدها وتراها ... وباتت مشغولة بهيئتها دون هيئتي .. وبنفسها دون نفسي وجعلتني لوحدي على الجدران أشبه صورتي البائسة التي أخذت هيئة من لا هيئة له ... والتي تنتظر خلاص من لا خلاص له ...!





كانت تحملني في قلبها وتجدني في كل مكان .. وكنت أتجول فيها غابات وجبال ووديان وسهول وواحات .. وكنت أشعر وهي معي أنني ملاك ٌ وقع من السماء .. أو وردة بيضاء سقطت من الجنة ... اليوم بت أشعر أنني انتهيت في شكل صخرة سوداء .. أو بت كقربان ٍ لنار حبي التي تأكلني كل لحظة ...!







كانت تنقشني على يديها .. وتتحنّا باسمي .. وتنحت اسمي على ورقة القلب .. كانت تعطيني الانطباع الكامل بالحنان والحب والاهتمام ... كانت تجعلني شعارها وحياتها ومبدأها وجوهرها ... ومسؤوليتها البحتة .. اليوم بت في الوضع الفرد ... لوحدي ... بعيدا عن النقش والحنّا والنحت والانطباع والمسؤولية ... وبت أشعر كما لو أنني موجود ولكن في قبر ....!!!







كانت هي التعويض عن سنين الألم .. وسنين الحرمان .. وسنين الجوع .. وسنين الذل ... وكانت النعمة الربانية التي جعلتني أحفر لأحزاني خندق وأرميها فيه .. اليوم بت أشعر وكأن التعويض فاتني ... وأن القطار فاتني ... وأن النعمة الربّانية صعدت إلى السماء مرة أخرى ....!!





كانت هي البلدة الوحيدة التي أحببتها .. وهي المحطة الوحيدة التي وقفت عليها .. وهي القصيدة الوحيدة التي ما سأمت من كتابتها وحفظها .. وكانت دائما تجعلني أشعر أنني الأمير والسيد والرجل الوحيد الذي قطع دابر الأيام والساعات والدقائق والثواني والضجر ... كانت دائما ما تجعلني أشعر أنني أساس المجتمع وأساس الأسرة وأساس الإنسانية وأساس عالم أكثر إبداع وجمالية .. اليوم بت أشعر وكأنها تحاول أن تجعل بيني وبينها ألف حجاب ... لتجعلني أرتد بسرعة إلى عدة قرون وأخرج من حالتي الفطرية ...!





كانت خالية من كل ليلة قديمة ,, وخالية من كل موجات ٍ سقيمة .. وخالية من كل صحراء ٍ لئيمة ... وكنت أتراكض إليها كل يوم ٍ بكل حب وكل عطش وكل شوق وكل سماء لأروي حبي واسقي عطشي واسكن سمائي ... اليوم بت أشعر وكأنني تزاحمت بالجمال والبغال والبهائم وكأني بت أنافس الحمير في النهيق ...........!!!





كانت تنقلني كيفما شاءت من بلاد الاغريق إلى بلادها .. وتسافر بي على متن حبها إلى عالم ٍ أكثر فطرة مما عليه نحن الآن ... اليوم بت أشعر أني لا أسافر إلى إلا الصيدليات والليالي الموحشة ودموع اليتامى ...ونباح الكلاب .........!





كانت تنبت بداخلي بوفرة ٍ وخضرة ... وتوزع نوافيرها وينابيعها بداخلي بوفرة لتسقي واحاتي الماء .. وكنت أشعر أني أكبر وأتحول إلى أشجار خوخ ومشمش وتين ..وكانت ترفرف بداخلي بجميع طيورها حتى للحظة أتصور أني بت مدينة طيور كلها تلبس الريش الأبيض والأحمر لون السلام والحب ... اليوم بت أشعر أنها تتهيأ لتبني بداخلي سكة حديد لتسافر منّي على أول قطار ........!!!!



كانت تعوضني عن فقدان الجاذبية وعن فقدان الاتزان وعن الطائرات والصواريخ والسفن والنقص .. وكانت تدق الطبول من أجلي وترقص على وقعها من أجلي وتحمل الحب وتطلقه بصوتها الموسيقي من أجلي وكانت تصرخ بشراسة من أجلي ... وتجعل نبضاتها ترقص من أجلي .. وتجعل دمّها يغنّي من أجلي ... وكانت تتكسر كالزجاج من أجلي .. وتنساب كالماء من أجلي .. اليوم باتت تهديني المشاهد القصيرة .. والكلمات القصيرة والأوقات القصيرة والمكالمات القصيرة ... لتجعلني أشبه قلعة محاطة بكثافة ٍ هائلة الألم والنحيب ....!!!





كانت تحفر قلبي حفرا لتلقي فيه اسمها ... و تبني لنفسها قصرا لتلقي فيه نبضها .. كانت تنام في رمشي .. وتستحم في دمّي ... وتأكل من عشب صدري ... وتتسلى بوعائي الدموي ... وتركض في ساحات عمقي كغزال شارد .. كانت تؤذن بالحب في مسامي .. وتصلّي عند باب شرياني ... وتدعي الله أن نلتقي بلساني ... كانت تأخذ شكل فمي حين تريد أن تتكلم ...! اليوم بت أشعر أنني غرفة فسيحة الظلام ... وثيرة الحزن ... باذخة الوحدة ... وكأنها تدفعني أن أدفع نفسي من على قمة قلب لأسقط في نبض ٍ ميت ....!!!




كانت تتزايد حبا وتتزايد شوقا وتتزايد حنانا عند كل خاطر ٍ يحملني إليها ... وكانت تشعر أني ملخص تجربتها العاطفية .. وأني أسوار حبها .. ولحظات شوقها ... وأطفال حنانها ... كانت مدينة عربية باذخة الكرم .. تعرف كيف تستقبل هذا العربي الذي لجأ إليها ... وكنت أشعر بقيمة أن أغرس في سهلها الفسيح بساتين من أوركيدة .., كنت أشعر بقيمة أن أحيط بوابتها العظيمة بأربعة أعوام من الإنسانية والحب ... اليوم بت أشعر أن المدينة تخلّت عن عاداتها القديمة ... وبدلت الكرم بالبخل وبدلت الأوركيد بالشوك وبدلت اعوام الإنسانية والحب بالتهاب في المعدة والأمعاء ...

...!!

كانت دائما تعيش بين عواطفي وأحاسيسي ودفاتري وتاريخي ... وكانت لا تتحرك ولا تنساق وراء شيء ليس فيه أنا ... اليوم باتت تسقط تحت كل تأثير ... وتذهب مع كل كتاب ... وتعيش بين أي شعور ... وتهتم في أي تاريخ ... اليوم بت أشعر كأني أرقد في لا مبالاتها ورحت في سبات ٍ عميق ....!!!



كانت تظل راكضة عبر كل الحواجز لتصل إلى ّ ... وكانت .... كانت تعرفني بما فيه الكفاية .. أكثر من الحكومة .. وأكثر من المخابرات .. وأكثر من مراصد أمريكا ... اليوم بت أشعر أني أصبحت عاديا جدا ... لم أعد أشعر أني يوليوس قيصر .. ولم أعد أشعر أني روميو ولم أشعر أني قارة جديدة تستحق الكشف والبحث والتمحيص والرصد .. لم أشعر أني بحاجة إلى كولومبوس ليكتشفني .. فبعد أن أصبحت وحيدا بين هذه الجبال والبحار... أصبحت أقبل فكرة تهشيم الجبال والقارات والعالم ....!!!




خاتمة : سأبدأ بتسلق الممر الضيق لعلّي ألقاك صدفة .... مثلي ....!

غرغرة الطين وشهقة الأثافي


لولا أني أخشى أن احرّق وأن أصادر لكنت كتبت جوع كل العشيرة ولكنت ذرفت أخطاء كل البلاد الحقيرة ولكنت وضعت أمام الأمام غرغرة الطين وشهقة الأثافي ، كنت أخرجت كل العجاف من يابسات السنابل ، كنت شرحت كل المخضرّات من فاتحات العنادل ، كنت ألقيت بترسي وركبت فرسي وغزوت مدن التجهش والأقاحي ، لكنني سأمد المشارب على وجهين وسأعلق الفجائع على أمرين حتى يبين ما يضمر اليراع وحتى يلوح ما يخفيه الذراع .



1( مشهد غير نظيف ...)





ماذا أقول وقد تعثرت النخيل بظلها وقد تعثر النهر المسافر بالعداد وقد ضجّت الأرض بالحصاد وقد قضّت كل صور الدهشة على عجائب الدنيا السبع في مصر وفي بغداد .



لا تسألين يا صديقة لماذا يسهد ألمي ولماذا يؤرق بالشقاء ِ قلمي ولماذا يخط الجوى التنهد على قسمي ، لا تسألين فأنا شيخ ٌ يحفّه التابوت ويقتفي أثره الطاغوت وتلاحقه مخافر التطرّف في اللاهوت ، أنا شيخ ٌ محمول على حلْـمَة ٍ بفم ِ معاق ٍ لا يجد كلمة يتعكّز عليها أو يمسك بيديه لغة انعتاق ..!!



أنا شيخ ٌ لم يبع البلح في مكّة ولم يتاجر بأكباد العذارى في عكّا ولم يشتري فاحشة الصبايا في أب ، حتى الصبايا الفقيرات لم أبعهن فرح المواسم أو قات اليمن لأحطم أساطيرهن فلماذا إذن يقطّعن كُل شيء ٍ مقابل أن يبعن أعضائهن الأليفة لدنيا لا تعطي إلا الألم المعقود بالبكاء الطويل المسافة ..!!



يا بنات الموضة ويا صبايا الشعر القصير ويا نساء الباروكة والمانيكير والله لا لشيء ٍ ستبُعث دارفور أخرى لتسكن المقل في نشيد الحداد مع خمسين مدفع ودبابة ، لا لشي ٍ ستأتي كربلاء من جديد ٍ لتعيد جز رأس الحسين ، لا لشيء ٍ ستعيد الأرض دورتها حول من شدت ضفيرتها لتمنع عن السبط التمر والماء ..!





لا لشيء ٍ يا بنات ابن زياد لا لشيء ٍ سوى أن هذا الحدث هو الحدث المكرور المعادْ .. لا لشيء ٍ سوى أنه شتّان بين من تربّى على العدّة والعتاد وبين من تربّى على الشبّاك والباب والتلفون ومحلات الكنتاكي !!





الصبايا لا يقعدن إلا ليحرّقن التمور ولا يتحدّثن إلا عن فتنة العطور ولا يلبسن إلا سحنة السفور والله ليس في أكثرهن إصبع لا يحب ارتداء القناع وليس في عقلهنّ فكرة لا تحب السير خلف القطيع وذئب الضياع ، ألا فأنثرن ما تبقى من عراء ٍ ولتحجنّ نحو كذاب أهل مفاسيخ الذمم ولتعبدنّ تيوس الأمم فأنتن لم تعرفن بعد أي فرق بين حبر الحقيقة وبين دم الندم .



حين سيمضي العمر يا قاصرات الهمم ويحفظ الوجه الكئيب سحنة انقلاب الأمم وحين يسافر الشباب المعيب عن حقارة الرمم ستعرفن ّ أي معنى في أن يكون للحياء ِ دم ْ ، أي معنى في أن يكون للحرف عَلم وأي معنى في أن يكون للعلم ِ قلم وأي معنى في أن تصبحن كتابا ً لا يمسّه أهل التهم ."!!

الخميس، 19 أبريل 2012

التاسعة بعد فنجان القهوة


الساعة الآن التاسعة بعد فنجان القهوة : ) وقلبك طليق الضوء ، وقلبي حبيس الظلام ، وهذه اللعبة التي يفرضها الواقع علينا ، هذه المهزلة الكبرى التي تبقى معلّقة على فم الفنجان كانت على قاب قوسين أو أدنى من شفاة المرارة .. وأنت ِ لا زلت ِ يا حلمي كالفصول الأربعة ، والأيام السبعة ، وانتظار الساعي والبريد ، والأقزام السبعة ، واحتضار الذكريات ، وشموع الأماني ، والبرد ، والمطر ، والطين ، وحقول القمح ، والأمهات في أكواخهن ، والسنابل ، وعصافير الكروان ، وأيام العطل ، وطبول الأعراس ، وأوقات العمل ، ستظلين تلك القهوة التي لم انتهي منها بعد ، و ذلك الفنجان الذي يسرقني دائما من قسوة المرارة ..

نفس ٌ أخرى تجيء كالحلم وتستطيع أن تمسح بيديها الماضي الرهيب .. وتجلب المستقبل إلى الحاضر .. أرى أرضك تتشقق عن صوت ٍ يقول " سأعيد آدم إلى الفردوس التي خرج منها " أرى زاوية فيك تتغيّر من الشحوب إلى الأمل ثلاثمائة وستين درجة ، وأرى أن الدرجة ستصبح عالما ً أنت ِ حياته ، وأرى أن الثلاثمائة مع عددها ستصبح جنة ً أنت ِ وردها أيضا ً أرى أنه هناك في الشارع البعيد رقم " 7" من زاوية المرارة شيئا من الحلو ينتظرك ، وأرى أنه هناك خلف الستارة الساكنة في غرفة ٍ تبدو " مملكة من الرومانسية " شيئاً من الحب الذي سيخرج ليقدّم لك القلب والفردة الأخرى والمملكة الحقيقية .

تتجمع الصور والتراكيب في رأسي على شكل مجموعة .. وأحيانا على شكل مجموعات بيد أن تلك الصور والتراكيب تعمل عمل المنجل على عنقي .. لا تتركني ألقط أنفاسي إلا حين أصب جام الدماغ على الورق . .. ليس صحيحا أن الكاتب يستطيع أن يصب كل شيء على الورق ..فما يتبقى في فمه وذاكرته وفنجانه أكثر مما يكتب وأكبر مما يُحس ..!! كل ذي أصبع أصبح يخالف أصبعه.. وكل ذي كوب أصبح يخالف كوبه .. فالقهوة تبشّر بالحرارة ونجد الفنجان يحبل بالبرد



غواص ٌ أنا أحب الغوص في أعماق الآخرين وفي فناجين قهوتهم لأكتشف غور الفنجان .. أحب أن أرى ماهية القهوة بأم أصبعي .. ألمس اللزوجة .. المرارة .. الحلاوة .. أي شيء .. المهم أن أنظر بعيني إلى ما وراء الكلمة وما وراء العبارة وما وراء الشاشة التي تقبع خلفها امرأة مثلك تحادثني عزيزتي أنا لست ميالاً لوضعية بحث الأمور على طريقة المطارق لا أحب أن أكسّر الأشياء ولكنّي أحب أن أمتزج بها وأتكاثف حتى المناطق التي تؤدي إلى العطب إلا أني لا أعطب لأني لا أتعامل بردود الأفعال .. ولا أفكر تفكير الأطفال .. والناس رجلان : رجل عينه في عقله وأخر عقله في عينه ... وأنا الأول
عزيزتي ،،بعض الفناجين تحمل مرارة الفأس والتهشيم .. وبعضها الآخر تتحدث بحروف نقية لدرجة السذاجة .. وبعضها الآخر لا يملك الميزة ..إلا أني أعلم دائما ً أن الدفعات الجديدة من القهوة .. خاصة قهوتك تحمل لي كل الأشياء دفعة واحدة ، الحنين / الأمس / الغد / الفلسفة / علم المنطق / علم الاجتماع / علم الكلام / علم الرجال / علم النساء / الإنسانية / الأمكنة ، ورغم أن الاقتراب من جميع الأشياء يثير العديد من التساؤلات والمخاوف في نفسي إلا أني أجيب وأواجه بكل شجاعة ما دام الفنجان الذي أمامي " أنت ِ صاحبته "الآن سأشرب قهوتك ففيها الكثير من خالد

أصبحت سكرا ً يا عشقي والقهوة لا تعرف شيئاً عن السكر إلا حين نشربها لا تعرف شيئاً عن الآخرين ، عن ذائقتهم ، عن عدد القطع التي يريدونها ، عن الكمية ، عن استشهاد الحجم فيها ، عن مقياس المرارة والحلاوة التي يريدونها .القهوة لا تعلم شيئا ً إلا حين نطعمها ، هي لا تستطيع أن تتذوق لا مجازا ولا حقيقة أفكارنا وأقدارنا وطعمنا وكلماتنا التي تنمو في الفم واللسان إلا حين نومئ بلساننا فيها.القهوة التي أمامي الآن لا تسمع الأخبار .. رغم أن صوت التلفاز على آخره ، ولا تسمع مقطوعة تشايكوفسكي التي سمعتها قبل قليل حتى تقطّعت أذني ، هي لا تعلم أني وأنا أشربها أقول " يا صبر أيوب على بلاوه " : ) لا تعلم شيئا لذا أنا أعذرها وأغفر لها مراراتها، وأخفف عنها بأن أسكبني فيها ... لا تنسي أني أصبحت سكّرا.القهوة لا تعلم أن مجالسنا تضم أناسا لا يعرفون في الشهامة شيء ولا في الأخلاق شيء ولا في البلاد المصابة بالرذيلة شيء ، هي لا تعرف أن كل ذي شيء أصبح يخالف شيئه ، هي لا تعرف أن الأقدام التي كانت تسعى للخير زمان أصبحت اليوم تسعى للدسائس : ) القهوة لا تعرف عن مدى مرارتنا شيء ، وتغطي جهلها السافر بأن تصطنع المرارة لتدّعي أنها مثلنا مشمئزة ومتواضعة وطيبة لتنطلي علينا الحيلة ونشربها . أيضا لا أعتقد أن القهوة سمعت بأناس وقفت معهم كثيرا حتى ماتت أقدامي ودافعت عنهم كثيرا حتى انتحرت سهامي ، القهوة لا تعرف شيئاً عنهم ، القهوة أخطأت حين فكّرت أني أحبذ النفخ في القراب المقطوعة ، ولا أعتقد أن ثقافتها أهلتها لتعرف أني أحب في الله واكره في الله ، ثقافتها لم تؤهلها أن تعرف أن أسباب الخلاف حين تزول تزول معها أحقادي ومواقفي .القهوة أصبحت مترفة التمثيل والمرارة هذه الأيام أصطدم ببعض الفناجين الغارقة بلذة اللسع ولذة الشيطان ولذة الكبر شتّان يا حبيبتي شتان بين قهوتنا وقهوتهم ، بين من تقول له كل الفناجين " يا الله " وبين ما تقول له الفناجين " يا ثقلك " أنا أفتخر بأني أنا أنا وبأن قهوتي هي أنا وبأن قهوتك هي أنت ِ أنا أفتخر أننا لا نخالف عرف المبدأ ولا عرف الفكرة ولا عرف القرار ، أنا أفتخر بكل شيء إلا بالكاذبين والخائنين والآكلين السحت ، والتابعين لمبدأ " لا نريد ان نتعلم " . أنا أفتخر جدا أننا نشرب نفس نوع القهوة مع اختلاف حجم الفنجان.

وبعد ...
عندما أنوي أن أسلّم قهوتي لأي لسان ٍ كان فهذا يعني أن أقوم برميه من على مرارة ٍ ذات سبعين طابقا دون أن أعلم هل سيحفظ اللسان مرارتي أم سيقتلها ؟صعب أن تشرب القهوة مع إنسان يخاطبك من وراء الوراء : ) أو أصبح معرضاً للوضوح السافر ، صعب أن تشربها وأنت لست متيقن من سيكسب المصارعة الحرّة ( الحرارة أم البرودة) ؟ الدفء أم الصقيع ॥؟ صعب قهوتي تحتاج للمزيد من السكر يا ملاكي । في السبعينات كان رخيصا ونقيا ً ॥ وفي أواخر التسعينات عاد إلى الحياة بصورة لا ترضيني صورة تشبه الأوضاع الداخلية في لبنان الآن ।ومع هذا أواصل شرب الأوضاع قبل أن تبرد ... ॥سأشربها بين سحّاب الأدخنة والسيجار المحترق ... । على صورة ِ محارب من الطراز القديم।ما زالت تتسرب منه رائحة القهوة ..........أتعلمين ......ملاكي ॥ لم أقع في غيبوبة رغم أن القهوة لاذعة ، ودخولك الملائكي هذا يضفي على القهوة طعم الصحوة التي تحتويني الآن ।أيضا لا أحب شرب القهوة على طريقة التيك آوي ॥ لذا نفضت الوقت جانبا وجلست ارشفها بهدوء ومرارة ..........


للقهوة تتمة