الخميس، 31 مايو 2012

ثروتي بضعة كلمات




فقري ، خطام ناقتي ، شعري



إيماني ، توحيدي ، إلحادي ، كفري


ماذا أعطيك لتحبيني


وليس عندي جاه ولا مال


بذخ أو جمال


ماذا أعطيك ِ


ثروتي بضعة كلمات


أموالي بضعة كلمات


كنوزي بضعة كلمات


أشيائي بضعة كلمات


ماذا أعطيك ِ


وليس عندي شجرة واحدة مسجلة باسمي


وليس عندي لوحة واحدة مذيلة برسمي


ماذا أعطيك ِ


بحيرتي المفتعلة ، صليل صدري


عقيرتي المشتعلة، تراب قبري


مشاعري المهترئة ، أحلام عرسي


كلماتي المبتذلة، أوهام أمسي


ماذا أعطيك


وليس عندي حلم أسرقه من منامي


أو جلد أنزعه من ترف عظامي


ماذا أعطيك يا مريمي العذراء


لتبيعني نوركِ وتشتري ظلامي






لا تعشق أنثى




للشمسِ أن تسطع فوق قمم الجبال



للميتين أن يهربوا من ضغط السؤال


للقمر ِأن يسقط من سماء الخيال


ولك ِ أن تقولي ما شئت ِ من قصص ٍ عني


عن موتي الذي فر من القبر ِ


طيني الذي هرب من الرمل ِ


عن الحب ، عني


عن الطين عن الــ نوال


لك ِ ان تقولي ما شئت من قصص ٍ عني


عن خمري عن شعري


عن سني الذي هرب من عمري


عن قلبي الذي فارق صدري


عن الخيال ..


عن أعدائي أقزام النمل ، عشيقاتي حبيبات الظلال ،


عن حلفائي أسياد الرمل ، صديقاتي صديقات الرمال


للخائفين من حربي أن يستسلموا


للنائمين في حلمي أن يستيقظوا


سأملأ هذه السماء رملا


وسأكتب على الغيم ِ جُملا


عن الحرب ِ ، الحب، عني


عن فتاة ِ لبست موتي زمنا


ثم اختفت مثل الزوال






يا موتنا الذي باض على الدرب ِ


للقبيلة ِ حظ من التراب


وللتراب ِحظ من الطين الذي


أنهكه السعال


يا قلبنا الذي مات من الحبِ


للصدر حظ من العذاب


وللعذاب حظ من الألم الذي


حملته الجبال


سأملأ هذه الأرض أنثى


وأرسم على الأشجار أنثى


لي ، للمحبين ، للحالمين بحب ٍ لا يفنى


سأكتب للمنفى


عن شوقنا الذي ذاب في الجنوب


عن همنا الذي تاه في الشمال


عن الحرب ، الحب ، عني


عن فتاة ٍ نزلتني درجات


وصعدتني منازل .


طرحتني عثرات


ورفعتني زلازل


سأكتب للمنفى


عن سفر ِ حرفي في القصائد


عن سفر روحي للخيال


عن طهر قلبي في المساجد


عن شيطان شعري في السؤال


سأكتب للمنفى


عن الحب ، الحرب ، عني


عن أنثى ابحرتني مراكب


وحرمتني المرسى .


عن انثى حملتني حقائب


ومنعتني الممشى


سأكتب للمنفى


لا تعشق أنثى


لا تعشق أنثى.






الثلاثاء، 29 مايو 2012

غفرت لنخلكم المريض

قالت وهي تسحب خطام ناقة الحب نحو خرافة الصحراء وسرابها ونارها : أكره المثاليات التي دبّت في قرارك ، أكره نوايا الوحدة في ترابك ، أكره سرايا الكلام في كتابك ، أكره انصهارك في عذابي توهانك في كتابي. لا تكن مهبط اسرافيل ولا سيد العرافين لا تكن حشائش وأزهار بيضاء تنمو على صدري كن سما وحريقا وحربا إن شئت ولن أغضب فقط لا تقترب من قوافل عللي كنباح الكلاب .


فقلت : من الطين خلقت أعني من تراب ٍ لم تسمع عنه بعد بلادي ، من القلب خرجت أعني من الحب الذي لم يتسع له فؤادي ، من الحقيقة ولدت أعني من الحق الذي حاربه ترابي ، لست مثاليا أعني لست نبيا عقروا رسالاته على صخرة الوادي . تبيض بداخلي السماء ألف نبي ويحط على صدري ألف وحي ويرف رمشي بألف رسالة لم تتلبس العفاريت وردي لم تتمكن الشياطين من عرسي لم ترقص الحوريات على طرسي لم أعد أحدا بالجنة وأنا يوم القيامة ولم أمني أحدا بالنار وأنا جهنم .


لست مثاليا أعني لست نورا إزدان بعقد النبوّة ، لست شعرا خشى على الشعراء من أوزان القوة ، لست صبحا مضى حثيثا نحو المدينة ليغتصب ظلامها عنوة ، لست خالدا كاسمي لأطبع شكلي على الطرقات والجبال والبيوت ثم أخرج للناس قائلا : غفرت لنخلكم المريض الذي أساء للتمره غفرت لناركم التي خانت الجمره غفرت للماء الذي جازف بطهره .


لن أعلق عيني في الهواء وأتركها تغفو وأنا أعلم أن الرياح إذا غضبت تقشرت عن عفريت قبيح يقف كالقبيلة في الصحراء ليجبر الرمل أن يشاركه في حربه .


لست مثاليا أعني لست مدينة تحفظ العشاق ساعة الموت والاحتضار ، لست حديثا لا يأتيه الباطل ولا يجوع سنده ومتنه، لست أكثر من شكل ٍ طيني قذف السبخ أسراره للجوع ثم تركه يعاني لوثة التراب المستحيل .


قبل أن تختفي المدينة وتغرق أخشاب السفينة دعيني أخبرك كيف ستدرك الحبيبات أسرار الحب الثمينة كيف ستتجاوز العشيقات لثغات الموت ولدغات الليالي الحزينة ، دعيني أخبرك قبل أن تبكيني شيطانا أو تضحكيني ملاكا كيف سأكون عندما تتمزق أوجه المدينة وتتساقط الأقنعة القديمة ، هل أخبرك من فر من المعابد ومن تخطفته المساجد ومن أطلق النار على الحب لأنه وجده متسللا من قبله ليتجاوز الحدود ؟ هل أخبرك عمن تركت ناسك القلب ينتظرها ثم رحلت ولم تعود ؟ هل أخبرك كيف خذل الموت قلب عاشق كان ينتظره بفارغ الصبر ليلة عرس معشوقته أم أخبرك عنك عن قلبك الذي له طريقة في الحب لا تشبهك عن جسدك الذي يختلف مع قلبك ولا يشبهك عن عقلك الذي يخالف كل ما غنّته أم كلثوم عن سيرة الحب التي لا تشبهك ؟


هل أخبرك عن خلفك الذي لا يرى أمامه وعن أمامك الذي لا يرى خلفه ؟ هل أخبرتك من قبل ( مو كل شيء حلو.. صحيح .. ومو كل شيء صحيح ..حلو ) هل أخبرتك عن المثالية التي فرت من التراب بحثا عن حلم لا ينكسر وقبل أن تصل انكسر الحلم مثل بنات المدينة.


لست مثاليا أعني أنا مثلك أيضا لا ترتفع السماء بسواعدي ولن تقع إذا أنزلتها لكني لم أطعم السماء يوما دعاء مسموما ولم أزرع في أرضي يوما بستانا مظلوما لم أضحك على نفسي لم أقايض موتي بعيشة ٍ يعرف جدي في قبره أنها "عفطة عنز" لن تجيش بالحب على ترابي.



السبت، 19 مايو 2012

من يشتاقهم أو يشتاقني

حين أسمع شهقتك


وأسقط من سمائي كنجمة ٍ هدها التعب


حين تصبح أنفاسك نارا


ويصبح صدري خشب


حين تخون أشجاري العصافير


وتستوطن قلبي طيور الغضب


من سيشتاقني ؟؟


حب ما سألته يوما أتروقك كتاباتي


الشعور الذي اكتوى بحبري.. علاماتي


حرف أدميته بغفلةٍ...ألف رهن همزة


إضبارات أسكنتها اليراع وأخرى اسكنتها نجمة


من سيشتاقني ؟؟


قبر أبي ..خوف أمي..جهل أخوتي ..


صلاتي على الطريق .. عثرتي


ربما لا أحد .. ربما أيضا كلهم


ربما كثر جهلهم .. علمهم


وقد لا يهم حين تبدأ النهاية


أن أكتب من البداية


من يشتاقهم أو يشتاقني


من سيشتاقني ؟؟


أنت ِ الآن في امريكا


يشتاق إليك البيت الأبيض


والأبيض الأسود


وأنا مشتاق لتلك الطريقة


التي تشتاق للتعب الأسود


من سيشتاقني يا رفيقة


والموت أصبح جماعات


والأمل أصبح أبعد


من سيشتاقني يا صديقة


والحياة أصبحت نفايات


والقبر أصبح أجود


من سيشتاقني يا غريقه


وبحرك أصبح نهايات


ومركبي أصبح أفسد


ربما لا أحد .. ربما الأمواج كلها


ربما كثر الملح .. الزبد


وقد لا يهم حين تشربني الصخور


أن أكتب على ما تبقى من قشور


من يشتاقهم أو يشتاقني .

الثلاثاء، 15 مايو 2012

رأسٌ في السماء وقدمٌ على الأرض



لن يتغير شكلي

لن يتعرض للتحريف اسمي

لن تستطيع الألقاب ان تنتزعني مني

أو تتجرأ الأوزان وتجردني عني

رأسٌ في السماء وقدمٌ على الأرض

هكذا سأكون حين تبدأ الحرب

وعن الحرب اخبريهم حين تفر السيوف

وتركض المعارك

أني لست درعا سقط من كف فارس

اخبريهم عن الجالس على عرش يسوع

كأنه أجراس الآحاد كأنه الكنائس

أنه لا يخشى الدماء التي خبأتها اجساد الرجال

ولا يخشى الشموع التي أوقدتها العرائس

في الحزن ِ



في الحزن يفضّل أن نتلاشى

مثل سعينا الذي ضل في البلاد ِ الغريبة

في الموت يفضّل أن نتغابى

مثل الغباء الذي سكن أبيات القصيدة

في الحزن ِ تبدو الجبال خلفنا عدو

وتبدو الأرض أمامنا سلاح

في الحزن تبدو الدروب خلفنا كلاب

وتبدو المسافات أمامنا نباح

في الحزن ِ ترمي العشيقات عشقهن للعابرين

وتترك الحبيبات بكارتهن عرضة للخاطفين

في الحزن ِ ..

لا يوجد شرف لم يغتاب

لا توجد فضيلة لم تنعاب

في الحزن ِ ..

كل البلاد تسكنها الأكاذيب

كل القلوب تحركها الألاعيب

في الحزن درجات الجنة تختفي

وصفحات السماء تنطوي

ونار القصائد تنطفي

في الحزن ِ لا توجد بحار

لا مراكب ، لا أمواج ، لا سفينة

لا يوجد سمك يمزق حلم الشباك

لا يوجد عمق يخاف على كنوزه الثمينة

في الحزن ِ

يبكي النهار وتتوجع الشمس

وتصرخ الأشجار وتجوع المدينة

في الحزن ِ

ينسى الإمام صلاته على أبواب المساجد

وينسى ربه بين جدران المعابد

وتعتل روحه وتمرض فطرته

ويتحول قلبه إلى صحراء ٍ قديمة

في الحزن ِ

الكل يعشق أن يموت

الكل يحفر قبره بيده

الجائعون والمتخمون والصالحون

الكل يطلب أن يموت

ما دام الموت ربّان السفينة

...

في الحزن ِ

تغلق المنازل أبوابها في وجه الصالحين

وتسقط المنازل من درجاتها أقدام الطامحين

في الحزن لا تبصر الهموم نجوم السماء

أو شموع الغابرين

في الحزن ِ ..

ندفن اسمائنا في القوافل لتنبحها الكلاب

وندفن أرواحنا في الطريق ليسرقها التراب

في الحزن ِ تبدو الآمال كفتيات القبيلة اللائي فتشن عن ماءٍ

في وجه السراب

في الحزن ِ تشيخ السماء فجأة

وتأكل الأرض أقمارها

تنتحر الكواكب فجأة

وتفقد الدنيا أنوارها

في الحزن ِ تسقط الضحكات على الطريق

وتنفث الحسرات أبيات الحريق

تصغر المراكب في عين المضيق

وتُكبر القلوب أصوات النهيق

في الحزن ِ ..

إذا الحزن عسعس

نفقد الكلام ونفقد السلام ونفقد الحمام وننطفي

مثل الموت الذي زار أعين الأنام.

مثل الشارع الذي فجّره الزحام