الأحد، 26 أغسطس 2012

زهرة استولت على حديقتي


كان يختار لي فساتيني
وألوان غرفتي وبساتيني
كان يختار لي الوقت الذي فيه
أفتح دكاكيني
والوقت الذي فيه أغلق شراييني
كان يأخذني كل صباح تحت إبطه كأني جريدته
و يقرأني على وجه مكتبه كأني قصيدته
و يحفظني من التزوير والتخريب كأني مدينته
كان يعلقني كالمصباح ِ في غرفته
يضعني كالبرواز على لوحته
يحفظني كالمال في ثروته
يشكرني كالرب على نعمته
كان يراني كالخبز في أفواه الفقراء
كالحب في أقلام الشعراء
كان يراني حبيبته وزوجته وصديقته وابنته
كان يراني نبيته
التي من عينيها بدأ الوحي في إعلان ثورته
كان يراني محبّة ، رحيمة ، عطوفة
على تاريخه وسلالته
كان يراني زهرة تمادت في عبقها
حتى استولت على حديقته

ليست هناك تعليقات: