السبت، 23 يناير 2010

شاذا كالأخطاء النحوية وغريبا كإعراب العلاقات





أعترف أني خذلتك حين بلغ مني اليأس مبلغ الشيطان وحين لعب أبو جهل بداخلي لعب الصبيان وحين تسامر الشيطان مع نفسي الإمارة باللاة والعزى ، نعم أعترف أنني كنت أسعى فوق حبي الذي أحببتك إياه أن لا ينتهي عمري وأنا مجرد هراء أخرق ، صدقيني ربما فعلت ما فعلت لأني بسيط لدرجة الفضيحة وربما لأن أفئدتي كلها رغم أنها تشهد لك بالحب إلا أنها كذلك تؤمن بأن من يقف على جبل ٍ من جبال الضياع دون أن يجد له مخرج يكون أشبه بمن خرج للناس والنبي يرتل القرآن ليقول لهم : " سمعنا وعصينا ".

صدقيني أحبك .. وسأظل أحبك .. ولحبك عندي طرائق مختلفة لا تنتهي وإني حيث أسعى أجدك حثيثة في روحي وإني وجدت فيك ما لم أجده في أفئدة الناس ممن حولي وجدت فيك قلبا لا يعرف البغضاء وروحا لا تعرف إلا السمو وإني والله حين أذكر قول عنترة لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب أتذكرك أنت ِ وأجد أن من واجبي مهما تقدمت في العمر ومها أسرفت في الأخطاء تجاهك أني أتوب لمحياك ولو على شق كلمة .

حبيبة القلب .. قد أكون اخترت لنفسي أو قد يكون الله من أختار لي هذا النصيب وهذه القسمة إلا أني والله لم أختر قسمة ونصيبا لي غيرك وما انعزالي عنك إلا تأكيدا لحبي وما بعدي عنك ِ إلا إيماني بتواصلي الروحي الدائم معك وما ارتباطي بحياة أخرى أعيشها مع واحدة غيرك إلا تأكيدا على أن هذا الجسد من حقه أن يسكن كما أمره الله مع من قدر له لكن تبقى الروح حرة لا تسكن إلا مع من كانت توأما لهذه الروح ولهذا العقل وإني والله لم ألمس فيك ِ كبرياءً لأني أعلم الناس بأن كبريائك لم يبنى على باطل ولم أخدش فيك ِ جرحاً لأني أعرف أن جروحك بنيت على الحب ولعمر الله أني لو أفنيت كل أعماري في ألف حياة والله ما ارتاح قلبي ولا روحي إلا بحياة ٍ أنت ِ فيها وحياة تطلي على منها ولو عن طريق رسالة أو بسمة .


كل عمري أفنيته وأنت ِ تعلمين أني أفنيته في زراعة ثنايا العمر بالحقيقة التي تخرج عن طريق المألوف لتأتي باللا مألوف فتفيد الناس ، وأني لم أفكر في نفسي يوما إلا حين قلتي أفلا تتفكرون ، أفلا تتدبرون ؟ فتأملت وتدبرت وفعلت .

لا تلوميني لأني حاولت أن أغطي سوءة عمري الذي وجدته محاصرا بين جدران الضياع وشواطئ اليأس لا تلوميني لأني اخترت أن أغرق في نهر ٍ أموت فيه لكن مع بقاء اسمي خارج النهر محمولا على ظهر ولد يخرج من ظهري.

لا تلوميني لأني اقترفت خطأ شرعي يحميني ويحميك من الأخطاء اللا شرعية لا تلوميني لأني نفضت عني العجز وتوكأت أملا ضئيلا جعل لحياتي همزة وصل بين السماء والأرض .

أعلم أننا ربما لن نجتمع سوية تحت سقف ٍ واحد ٍ كما تعلمين وأعلم أن البعد والمسافة والظروف حكمت علينا أن نعيش مبعدين ومحبوسين لكن من يحبس الروح ومن يمنعها صدقيني رغم حبسي وحبسك وبعدي وبعدك لا زلت أشعر أن روحي مستقرة بين ضلعيك ولا زلت أشعر أنك معي في كل لحظة حتى أن بدأ لك أني لست كذلك وإني واثق أنك تعلمين كل شيء وتعرفين أخباري وإن بدت لك بعيدة لكني سعيد أنك كذلك رغم كل شيء ورغم إحساسي بالذنب لكن لا أخالك أنك كنت ِ ترضين أن أفني عمري كالنهر الأحمق الذي يخرج من البحر ليصب في البحر لا أخال أنك كنت ترضين أن افني ذاتي ذائبا في ذوات الآخرين دون أن أفترض لحياتي معنى يساعدني أن أستمر في هذه الحياة حتى بعد أن أفنى وادفن في قبر بالكاد يغطي سوءة حبري .

نعم ربما كنت مخطئ حين أقدمت على ما أقدمت عليه لكني لا أتصور أنك كنت ِ ترضين أن أستمر في ارتداء اليأس والموت دون أن تدعيني أعمل عملا وإن بدأ مجرما في عينيك إلا أنه يجعلني استمد من حبك حب الحياة وحب العائلة وحب الاستقرار وحب التوبة وحب الصراط المستقيم وحب الطريق إلى الله .

وإني أشهد أني لم استدل على كل هذه الطرق لولا مساعدتك ولولا وقوفك إلى جنبي فلا تبخلي على بمثل هذا الوقوف حتى من البعيد فوا الله وحده يعلم أني أحببتك بالنقاء والصفاء وبالاستقامة وإني لا أريد منك أي شيء سوى الرضا والمغفرة والحب

ايا ً كان , فأنا لا أريد منك أيضاً أن تحملي على ّ وأن تغضبي مني وأن تبعدي عني لأني بنيت لحوافي وانحداري جدار أمان يقيني شر الزمن وشر الوحدة وشر اليأس فالله المثل الأعلى يا حبيبتي لله المثل الأعلى.

في صدري ألف حديث أريد أن أحدثك إياه عن ينوء به صدري ولأعزيك على كل ما تشعرين به من كمد وأسى وليتك تعلمين أني أتتبع أخبارك دائما وأعلم مدى الحزن الذي يلم بك منذ وقت طويل أعلم بكل شيء ولا يسعني مع علمي هذا إلا أن أقدم لك الحب والود حتى إن بدأ حبي وودي شاذا كالأخطاء النحوية وغريبا كإعراب العلاقات التي تبدو بمصطلح الناس العاميين تفضي إلى الجحيم لكنها والله لم تفضي إلا إلى الفردوس لو أمعنت ِ النظر فيها حقا ولا تنسي أني من فصيل الأرض لست إلها ً لست يسوعاً لست قرآنا ولا إنجيلا ليمضي بي العمر دون أن أجتر جريرة الأرض .

ماذا أخبرك بعد .. آه ٍ نعم .. اليوم مثلا أحرقت حزني من شدة الفرحة وقلت لخوالدي : ( حرقوا أحزانكم وانصروا إلهكم السعادة ) سعدت لأني أعلم بطيبتك وبنقائك وبفطرتك الطيبة سعدت لأني أكيد أن قلبك لا يحمل بداخله أي طيلسان منحرف الفطرة سعدت لأني أعلم علم اليقين أنك تدوسين على كل آلامك وتحملي نفسك ما لا طاقة لها به وتكتبي وترسلي سعدت لأني أعلم أنك اليد البيضاء التي لا تكف عن منح البسمة لغيرها حتى لو كلفتها تلك السعادة عمرها سعدت لأنك أنت ِ هي من أحببت وأنت ِ هي من راهنت عليها ملائكة السماء وملائكة الأرض أنها ستبقى إلى جنبي ولو على شق بضع كلمات تأتيني من البعيد إلى البعيد .

أتمنى عليك أن لا تبقي هذه المسافة تزداد وأن تكوني هنا بين فترة وفترة أن تعينيني على نفسي وأن تثبتيني على الطريق الذي كنت تحبين أن تريني فيه وأن تجعليني لا أفكر في نفسي إلا وأنا ممتد مني إليك ومنك إلى ّ أن أبقى سامقا لتبقي وأن أبقى عزيزا لتبقي فإننا رغم "الاثنين "واحد. رغم الطين "يد واحدة "لا تفرقها أصابع خمس بمفاصلها .

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

ابكيتني والله سافرت بين احرفك كما لم اسافر من قبل

صدرك مثقل بالابداع رغم حزنه الواضح هنا واقول لها يجب أن تغفري لمن يحمل قلبا مثل قلبه وروح مثل روحه
ولو كنت مكانها لفعلت

ودي لك

ملائكية

غير معرف يقول...

مبهور بكل هذه الاحاسيس التي خرجت من القلب للقلب وما اجمل حديث القلب خصوصا ان جاء منك يا صاحبي الجميل

علي موسى

غير معرف يقول...

لن اعلق على شيئ هنا لأن ما كتبت كان مؤثرا ومؤلما بحق بقدر ما كان رائعا كذلك

لجين