
نستغرب مثل هذه الاعتراضات من عصابة منذ قامت وهي لا تعترف إلا بإبادة وتنكيل الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن ستين عاما وأكثر والى اليوم تواصل مجازرها ضد ذلك الشعب المسكين نستغرب استنكارها للرشاش الشمعدان الموجه للقسيس والمسلم وهي التي لا تتحدث معهم إلا بلغة الصاروخ والمدفع الرشاش على أرض الواقع ؟!!
ألم تبني هذه اللقيطة دولتها على جثث المسلمين في فلسطين ألم تصرعهم برصاص غدرها وهم سجدا في المجسد الاقصى ألم تحرق المسجد عليهم وهم ركعا وسجدا يسبحون لله فيه ؟!! ألم تبني تراثها المريض من تراث المسيحية والإسلام العريق والأصيل ؟!!
لماذا تعترض "اسرائيل" والمسلمون لديها في الدرك الأسفل من نارها يلحقهم المسيحيون ؟ لماذا تعترض وهي تفعل وتقول ما فعله وقاله فرعون لبني جلدتهم " أنا ربكم الأعلى " ؟!!
إذا لماذا تغضب وتعترض وهي التي بممارساتها الصهيونية الوحشية المتمثلة بقمع المصليّن خلال اقتحامها باحات المسجد الأقصى المبارك وعرقلة إطلاق مفاوضات السلام وسياسة التهويد التي تمارسها تحت عنوان 'يهودية دولة إسرائيل' وتجلّى ذلك في ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم ناهيكم عن تسجيلها أكثر من 150 موقعا اثريا وتاريخيا ودينيا من التراث المسيحي والاسلامي في قائمة التراث العالمي على أنه تراثها وبهذا تكون استحوذت على معظم معالم ورموز الأرض المقدسة إضافة الى ضمها أيضا أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس وبلدة سلوان جنوب الأقصى والتي يطلقون عليها اسم "عير دافيد" وكذلك "تلال القدس والقائمة تضم ايضا الجبال التي تقوم عليها مدينة نابلس "جبل جرزيم" و"جبل عيبال" ،إضافة إلى أشهر مروج فلسطين وهو "مرج بن عامر" الذي يمتد على شكل مثلث بين حيفا وجنين وطبريا وشملت قائمتها أيضا مدنا فلسطينية عريقة كانت قائمة قبل نزول التوراة، وعددا من القبور والمقامات الإسلامية الشهيرة في فلسطين إضافة إلى كهوف قمران غرب البحر الميت".
لماذا تغضب من هذه المنحوتة وأفعالها ما هي إلا سطو مباشر وصريح على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وعلى أثارنا ومدننا وتاريخنا العريق في هذه البلاد وإدراجها تحت ما يسمى بقائمة التراث اليهودي' ؟ فلماذا تغضب وتعترض على مثل هذه المنحوتة وهي تجسد واقعا هي تفعله وتمارسه إضافة إلى محاولاتها الحثيثة لتغيير الطابع الديمغرافي والتراثي في الأرض الفلسطينية ؟
لماذا تغضب من أن مجسم الحاخام يدوس على عاتق القسيس وسجود المسلم وهي التي منذ عام 67 تغير من واقع القدس الديموغرافي والجغرافي والسياسي وتمضي في تحويل القدس نحو التهويد فمنذ احتلال الصهاينة للقدس عام 67 وهي وجيشها وساستها وصهيونيتها لا يفعلوا شيئا غير تبديل البنية السكانية من جهة، وتغيير المعالم الجغرافية للمدينة من جهة أخرى .
ألم يقل مؤسس الدولة الإسرائيلية وهو الأب الروحي أيضا بالنسبة لها ونعني " بن غوريون " : "لا قيمة لاسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل" وهو قول عبرت عنه نزعة التدمير اليهودية عندما طلب غورن كبير حاخامات "اسرائيل" من الجنرال نركيس قائد المنطقة الوسطى عند احتلال القدس عام 1967 تدمير المسجد الأقصى. ؟؟ لماذا تغضب وتستنكر مثل هذه المنحوتة ومحاولاتها في الاعتداء و تدمير المسجد الأقصى تزيد عن عن مئة وعشر محاولات بين عامي 67 و98 منها ثلاث مذابح في الأقصى 1981 و1991 و2000.
وليت شعرنا لو أن الأمر اقتصر على مقدساتنا الإسلامية ألم تفعل مثل هذه الأفعال بالمسيحيين ؟ ألم ترافق كل هذه الأحداث جرائم بحق المقدسات المسيحية ؟ ألم تقم إسرائيل بهدم كنائس واحتلال اخرى، وحرق مراكز مسيحية، والاستيلاء على املاك كنائس، وفرض ضرائب على كنائس القدس، وهو ما ترافق مع تدخلات في أنشطة رجال الدين المسيحي، وأقرانهم من المسلمين الى حد منعهم من القيام بمهامهم الدينية. ؟؟
ألم تنشر اسرائيل المستوطنين اليهود والذين لا يقلون خطورة واجراما عنها عبر تنظيمات عديدة في القدس تزيد عن 125 جماعة يهودية موزعة في العالم تجعل هدفها تدمير الأقصى والمعالم المسيحية وبناء هيكل سليمان ؟!!
نستغرب استنكارها فعلا وهي التي فعلت بنا ما فعلت وفعلت بالمسيحيين ما فعلت ألم تجعل اسرائيل عدد المسيحيين من سكان القدس الذين كان عددهم 25 ألفاً عام 1967 يصير إلى نحو أربعة آلاف شخص حالياً رغم الزيادات السكانية التي حدثت في نحو أربعين عاماً من سنوات الاحتلال. لكن لا أبلغ من الرد عليكم إلا ما وصفكم به الراحل الكبير الشاعر نزار قباني في معرض ما قال :
يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ
عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا
فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ
والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا
فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ
هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ
قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ
موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ
موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"
من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ
من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ
نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ
ونطمسَ الحروفَ.. في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء..
http://www.zoomkw.com/zoom/Article.cfm?ArticleID=71185