سأتقدم بإجازتي السنوية هذه المرة إلى الشعر وسأسافر عن كل القصائد
والأزهار، سأمت من السير على الماء من الرسم على الفجر، من ترميم ريش العصافير
وتزيين جناح السهر .
سامحيني مضطر أن أخرج من هذا الزمن الضيق من هذا الطين الضيق من هذا الضيق
الضيق ، تعبت من الكلمات وتعبت من الأشعار .
سامحيني لم أعد متحمساً للهجوم على جمالك ، لترويض خيالك ، للقتال عن قتالك
، تعبت من كفي ومن كتفي من صبري ومن عطفي ، من الحياة المختبئة بين حتفي ، تعبت من
كل شيء ٍ لهذا قررت أن أخذ إجازة طويلة لأتقدم إلى ساحات الإعدام أنا ويومي وأمسي
.
سامحيني فالشعر أيضاً يفقد الشعر ، والصبر أيضاً يفقد الصبر ، والسحر أيضاً
يفقد السحر ، سامحيني فعواطفي لم تعد تملك القدرة على رعاية الأزهار ورعاية العطر
وعواصفي لم تعد تملك القدرة على تحطيم بوابات القصر .
سامحيني إني أعيش حالة البيت المهجور ، وحالة الكهف المسحور ، وحالة الزجاج
المكسور ، وحالة الشريان المنحور ، وحالة النبي المغدور ، سامحيني إني أعيش حالة
المدينة التي لم تدفع الجزية ، والحرب التي ترفض الهدنة ، إني أعيش حالة المسرحية
التي تخلى عنها النقاد والجمهور ، والقصيدة التي تخلى عنها الحمام والعصفور .
سامحيني فلن أرتدي في إجازتي ملابس الشاعر ، ولن أرفع في عطلتي راية الرسام
الساحر ، سأذهب عارياً مني ومن ألواني ولوحاتي وكلماتي ، سأقاتل كي أكون وحيداً من
كل شيء ٍ ، أريد أن أرتاح منك ومني ، من صوتك المتسلل إلى دمي ومن طعمك النائم على
فمي .
هناك تعليقان (2):
:(
):
إرسال تعليق