الثلاثاء، 24 مارس 2015

كان انفجارك ثم كانت الكائنات



النار اشتعلت في كتبي ، الكواكب سقطت على جسدي ، الشمس احترقت على كبدي ، ما هذا ؟
بنون وبالقلم وما يسطرون أني لم أعد أعرف حجم المسافة التي باتت تفصلني عن الجنون ، لم أعد أعرف بأي سلطان ٍ بعت حريتي واشتريت السجون .

ماذا يستطيع أن يقول الحب عن الأشجار التي فتنتها الغصون؟ أو تقول اللهفة عن المسافة بين الحقيقة والظنون ؟ كل شيء قبل عينك كان له معنى وكان له مغزى وكان له سند وكان له متون.

الآن .. أي طريق بعد عينك ستعشق دروبي وأي عمل صالح بعد قلبك ستتبعه عيوبي وبعدك كل هذا البحر سمكة لا تعرف السباحة وكل هذه الأرض يرقة لا تعرف كيف تتحول إلى فراشة . أما أنا فلا زلت حتى الآن حشاشة تكابد كل هذه التعاسة .

آهٍ يا سمائي يا سماء الحدائق ، يا قديمة مثل الأكاذيب والحقائق ، يا حريقتي يا شمس الصيف ويا برد الشتاء ،ٍ يا حربي يا حرب القيامة والقبور . ماذا أقول ..؟! طارت الأرض مثل ريش النسور وسقطت السماء مثل عش الطيور وأنا في مكاني لا زلت أدور وأدور والحرب في كل مكان تشتعل وترتفع وتسقط من فوق الجسور والصخور والصدور وأنا ..أنا لا زلت أنتظر سلاما يأتيني من ربّة الورد على هيئة عطور ومن ربّة الحس على هيئة شعور .

آه ٍ أيتها العافية أنا المبتلى .. أيتها الرحمة فلتكن مشيئتك على بلائي كمشيئة الحرف على هذي السطور.

آهٍ ايتها النار الحرب في سوريا وفي اليمن وفي العراق لكن الموتى يتساقطون تباعاً في دمي والشهداء يلفظون الشهادة على فمي .

كيف أقيس مساحة هذه الحرب في صدري وصدري يموت ألف مرة مثل المدنيين والجنود ويحترق ألف مرة بعيدا عن نار إبراهيم التي ذكاها النمرود ، لا صحف نفعتني أمام عينك لا توراة لا إنجيل ولا تلمود .

آهٍ يا اضطراب الشعر وجنون الموسيقى وغضب الريح على طموح الحديقة ، آهٍ يا قلبي الذي عاش على نصل السكاكين ودمي الذي طار منذ أن سكنت ِ الشرايين ، آهٍ يا عقلي الذي ضل الطريق وضل الرشاد ، آهٍ يا قلبي المؤمن بعد عينها قل لي بالله  قل لي : هل أعلنت الإلحاد ؟ كنت نبياً موعوداً لكنك خالفت الميعاد ورحت تنشر بين العالمين أن الملقى على بساط الرمل والمزروع في بستان السماء بعض سحر العين التي حسبتها شمس وحسبتها سواد.

آهٍ أيتها الصحراء خيمتي باتت تخاف من الأوتاد ، كل ناقة ٍ أحسبها مدفع كل بعرة ٍ أحسبها زناد، آهٍ يا جهاتي بت أخاف من الأبعاد كل عينٍ  أحسبها وحي وكل نظرة أحسبه عباد .

عضّي على صحرائي بـ شفتيك الماء عضّي فأنا حين تفعليها أرفع جميع واحاتي مستقبلا مواسم المطر قائلا : حي على الجهاد ، والجهات حين تفعليها تصبح في أبعادي مثل أبعاد كونك الفؤاد .

عضي على شفتيك عضي ودعي هذياني يهرطق قائلاً : في البدء ِ كان حرفك ثم كانت الكلمات ، في البدء ِ كانت قصيدتك ثم كانت المفردات ، في البدء كان انفجارك ثم كانت الكائنات.

ليست هناك تعليقات: