الأحد، 1 يوليو 2012

يا آرتميس



يا ربة البرتقال .. يا آرتميس. أطلبك أن تزرعيني من جديد ؟
يا ربة الربيع والزهور والكروم ..
يا فلورا.. ازرعيني كوردة ثم اطلبي من إله الرياح أن يأخذ عبقي إليها .
هل بدأت ثورة التمازج ؟ قال في نفسه .
لم أستطع قبول فكرة أن يغيب صوتها عني ولو لليلة واحدة ؟
لم تنقذني الفلسفة ، لم ينقذني ارسطو ، لم تنقذني كل النظريات والفلسفات التي عاثت وعاشت طويلا بعقلي.
لم ينقذني شيئا من اسطورتها لا التصدي لنذور الآلهة ولا قتال العماليق بداخلي .

ها هي ربة الحب والجمال فينوس تهزم سقراط بداخلي وتحطم قلاع افلاطون وتفتح باب الليل أمامي لترميني قربانا لليليت آلهة الليليين العائدة من منفاها لتجعلني أذوق الويلات والحسرات وأجر الآهات الليلية وأضيع في متاهات السماء وارثا كل أحزان وحرمان وأنات عشاق الأرض.

أين عقلي ؟ فكري ؟ الفلاسفة بداخلي ؟ مالي لا أراهم يأتون ليخرجوني من هذا الخيال الإسطوري ويخبروني أني أحلم وأن ما أراه لا يتعدى كونه فلسفة أشكال رمزية تحاول خداعي وإبعادي عن حجر الفلاسفة الذي أسعى خلفه؟

من هي سليني ؟ وما هو شكلها الآخر الذي لم أره ؟ هل هي أرض خصبة أم امرأة وقحة أم قصة أسطورية مضحكة مبنية على أنماط الترميز ؟ هل تقصد شيء يحاول أن يملي سيادته علىّ من الخارج أم شيء يسيطر علىّ من الداخل ، هل تشير إلى شيء حقيقي فعلا أم تحاول إيهامي بوجودها وتختلق لأجلها أحداثا وكلاما لأصدق أنها موجودة فعلا ؟ هل تقصد تلك الآلهة الأسطورية فعلا أم تقصد .. يا إلهي لقد فهمت .تلك الماكرة ما كان على أن أستهين بقدراتها

أين سأنعطف الآن .. وأمامي كل هذه المفترقات .

أين سأجر كل هذه الأبعاد الخرافية التي خلفتها في عقلي بعد فشل الفلاسفة في انقاذي هل أجرها ناحية الدين أم أكون إغريقيا واسوقها ناحية الخيال والعاطفة ؟

كيف استطاعت أن تحطم أسواري المنيعة وأن تزرع بداخلي تاريخا لاساطيرها وتجعلني منساقا خلف قصصها كما ينساق صانع الحكايات خلف خيالاته المتعددة .

شعر بالغضب . دون أن يعرف من الذي غضب بداخله فعلا الفلسفة أم العاطفة حين فكّر أن عليه أن يعود لقراءة مغامرات هيراقليس من جديد.

ليست هناك تعليقات: