الثلاثاء، 2 فبراير 2010

سيدتي الكلمات


سيدتي الكلمات حين تخرج الكلمات من تحت أصابع تعرف كيف تعمل عمل المخرج والمهندس والمنتج تخرج جميلة ، رائعة ، مثالية ، والكثير الكثير يزعم بأني نعم المخرج ونعم المهندس ونعم المنتج ونعم المصمم لها ، والكثير أيضا يزعم أني أصل بلغة الجمال إلى حد الإجرام أحيانا ً وعليه اسمحي لي بأن ألقي بكلمي بدءا ً من ذلك الزعم .

سيدتي الكلمات لوقت طويل ٍ مضى كانت الكلمة لا تخرج من أطر الفكر الإقطاعي الديكتاتوري الذي يريد أن يحمل الكلمة الصواب وهي خاطئة أو يحمّلها الخطأ وهي صحيحة ليس من أجل شيء سوى أن بعض الفكر يظن أنه الجوزاء .

سيدتي الكلمات ، بعض الأبجدية تظن نفسها غير مشوشة وغير مليئة بالتناقضات وبعضها الآخر يلبس جسدا ً لفتاة ٍ لم تبلغ الحلم بعد لكنها تريد أن تنكح قصدا ً هو بالأساس ليس لها وليست له .

سيدتي الكلمات ، بعض الأبجدية الأخرى أقابلها هنا بين ممرات وأرصفة ِ المكان تتبختر وتتمشى بكل زهو ٍ وفخر وتنظر إلى الآخرين من علٍ وهي بالأساس تعاني من قصور ٍ ذهني وكتابي واضح في الطرح وفي المعنى وما ارتفاع قامتها في شيء ٍ علا في عقلها أو قلبها وإنما بسبب الكعب العالي الذي ترتديه بعض الأبجدية

سيدتي الكلمات ، بعض الأبجدية أيضا أزالت كل شيء ٍ واكتفت بنفسها وبعلمها وعقرت " فوق كل ذي علم ٍ عليم " وقتلت " اطلبوا العلم " لهذا يا سيدتي الكلمات تجدين بعض الأبجدية هذه ترتدي عقل أوربا البارد الذي يحلو لعقلي الساخن أن يشبهه بمن ترك دم الحسين وراح يطالب بدم بعوضة .

سيدتي الكلمات ، للأسف الشديد أن البعض يعاملك وكأنك ناقصة وبحاجة ٍ إلى إعادة ِ تأهيل ٍ وإلى أجندات عمل وإلى برامج تقوية والصحيح أن البعض هذا هو من يحتاج التأهيل والأجندات وبرامج العمل ، الصحيح أنك يا سيدتي مثقفة جدا ومنصفة جدا وأستاذة جدا ً فأنت ِ لا تعطين جاهلا علما ما لم يكن عقلاني ومنطقي ومبدع ومؤثر أستطاع أن يبعد عنك أسلوب التضاد والتناقض من فوق الأسطر و الفواصل وأستطاع أن يخرجك من مأزق ما ليس موجود إلى ما هو موجود وما هو مفقود إلى ما هو مولود .

سيدتي الكلمات ، بعض الأبجدية الأخرى تخرج على طريقة إعلانات التلفاز ومقدمات أغاني الفيديو كليب , وبعضها الآخر يخرج على طريقة لعبة الجولف وبعضها الآخر يخرج ضد شيء مرتبط بضد ٍ آخر في عقلها ربما كان سببه شعار ، مبدأ ، عقيدة ، جريدة لا يهم سيدتي ما يهم أن بعض الأبجدية هذه تظل نائمة مهما أعلنت عن نفسها ومهما كتبت وتظل مقدمة مهما قالت ومهما ختمت وتظل أغنية لا تتجاوز الخمس دقائق حتى يأكلها النسيان بأسنان ٍ استعارها من ثعلب .


سيدتي الكلمات ، بعض الأبجدية أخال أنها لا تقبل بصراع الفواصل ولا بقتال الأسطر ولا ترضى بعراك الهمزات ، بعضها يريد أن يصل إلى قيم ٍ مطلقة وقيم ٍ مثالية وقيم ٍ منطقية وقيم عقلائية وقيم ٍ تخرج بحق ٍ يصل إلى درجة ِ الخطر ، بعض الأبجدية لا تتعامل معك يا سيدتي كما يعاملك البعض على أساس معاملة الحدائق العامة التي تصادر عاميتها من قبل أبجدية ٍ أنانية كلا ، البعض يعاملك بخصوصيته دون أن يزعج عموميتك ويعاملك بعوميته دون أن يزعج خصوصيتك ، البعض قد يخرق قانون الحرية الشخصية العامة للأفراد والممتلكات إذا ما رأى خطأ ً يوشك أن يضل صواب .

سيدتي الكلمات ، النجار الذي يمضى في صنع ِ طاولة ٍ خشبية ٍ يمضي في صنعها بثبات ٍ ومهارة ٍ واضعا القطع فوق بعضها البعض دون تناقض ٍ أو شذوذ لأنه خلق قطعا متسقة ومتوافقة توضع بوضعية ٍ متسقة ومتوافقة تعطيه في الأخير ِ ناتجا ً اسمه " طاولة " هكذا أنت ِ سيدتي حين يمسك بأدواتك أديبا ً يمضي بثبات ٍ ومهارة ٍ في خلق ِ أبجدية ٍ متسقة ومتوافقة توضع ركائزها بوضعية ٍ متسقة ومتوافقة بعيدة ً كل البعد ِ عن التناقض والشذوذ لتعطيه في الأخير ِ ناتجا ً اسمه " الإبداع ، البناء ، المنطق ، الحكمة ، الابتكار ، ... الخ" من مفردات ِ الإيجابية .

أخيرة :
سيدتي الكلمات ، أنا آسف بشأن الكثير من الأبجديات التي تمارس صنعة زائفة والتي تحاول أن تحترف حرفة زائفة والتي تحاول أن تصنع طاولة فتصنع إزميل والتي تحاول أن تخلق بحيرة فتخلق مستنقع .

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

لا تتاسف لان خيرة من يمسك القلم والكلمات ان كان لها سيد فانت سيدها


ودي

ندى

غير معرف يقول...

بوركت يا ملك الكلمات

اخوك

ايهاب المصري