إلى شقيقي الإنسان المهجر عن وطنه

إلى السائحين في الشرق المتوسط إلى المهجرين في شتى بلدان العالم إلى كلينغ الذي صاح قائلا " الشرق شرق ، والغرب غرب ، ولن يلتقيا " إلى الإنسان المشرذم بين أروقة الساسة ودهاليز رجال المال وتعسف السلطة الوطنية في بلده أكتب .

إلى اولئك الذين اختاروا أن يعيشوا بعيدا عن أراضيهم مثلي ، إلى الذين حوصروا بسلسلة ٍ من الغباء والأوامر العرفية وبعسكر الحاكم بأمر الله وبكتيبة ٍ من المخيال الاجتماعي الموروث أقول قد كسبنا الحرب قد كسبناها لأننا لم نكسب العالم مقابل أن نخسر أنفسنا ، لأننا اشترينا ذواتنا دون تنتهكنا ذوات الآخرين لأننا لم نبع مبادئنا كما باعها غيرنا لأننا لم نبع ديننا مقابل أن يترضى عنا عسكر السلطان .

إلى شقيقي الإنسان المهجر بغض النظر عن دينه وعرقه وطائفته ولونه أقول قد حطمنا أوثان الغباء قبل أن يحطموا ذكائنا وقد هشمنا رؤوس كفرهم قبل أن يهشموا رؤوس إيماننا ، قد نشرنا الحرية بمختلف تصنيفاتها قبل أن تصادرها المراسيم الملكية والقرارات البرلمانية .

قد كسبنا الحرب ضد التعسف في بلداننا وورثنا جميع الحضارات ورثنا بابل والهند وفارس واليونان ... الخ .. والفلسفة والفلك والرياضيات والطب والفيزياء والكيمياء والشعر والأدب والفنون قبل أن تجتث مواهبنا أصابع الرقيب في مدائن الملح وفي حوض المتوسط .

تحية أوجهها إليكم إلى ثباتكم إلى نجاحكم إلى ذكائكم إلى ثقافتكم التي عانقت آفاق الكون إلى فلسفتكم التي حركت هذا السكون إلى مبادئكم التي سيطرت على هذا الجنون . تحية إجلال وشكر أوجهها إليكم يا أصحاب السند وأصحاب المتون .