الثلاثاء، 23 فبراير 2010

آن للمحارب أن يستريح





أتساءل أن كنا أبقينا للشيطان حقا ما يفعله وفينا المخادع والمداهن والمنافق والكاذب والآكل للسحت وللربا ولأموال اليتامى والمانع عن المعروف والدال على المنكر ؟ أتساءل هل بقى من أكياس السوء التي يحملها " إبليس " على ظهره شيئ ونحن في أناء الليل وأطراف النهار نرى السوء مكدسا في القلوب والوجوه والأعمال والأقوال وفي ممرات الوزارات والهيئات العامة والخاصة وفي محطات التلفاز والصحف بل أننا من شدة انتشاره بتنا نراه مكدسا حتى في عربة بائع " البوظه " وفي أدراج عامل " المصبغة " كما رأيناه في مكتب " الوزير " وقبله " النائب " ؟

آن للمحارب أن يستريح برائي أن الشيطان بات يررد هذه المقولة بعد أن أعلن أفلاسه بسبب ما وصلت إليه البشرية من تردي وانحدار وانحطاط خُلقي وخلاقي وإني لأراه يفعل ذلك في كل عمل يرى فيه فسادا وغشا وانتهاكا وعصبية وفتنة وقبلية وطائفية من هنا وهناك لم يعهدها الشيطان نفسه من قبل؟!! ألم نر الشيطان " الإنسي" يخرج علينا البارحة بوجه ملتح يدعي الالتزام والخوف على الدين وهو يخلط السم بالعسل ويريد شتاتنا وفرقتنا ؟!! فكيف سنراه إذن فيمن لا يدعون ذلك؟ !!

أنظروا حولكم جيدا وتمعنوا إلى أين أوصلنا هذا الصلصال الطيني والى أين أوصلنا ذلك المارج من نار ؟ ثم خبروني أيهم أشد جورا وعدوانا ووحشية وعصبية وطائفية وكذبا وغشا ونفاقا وقتلا من الآخر ؟ اخبروني من بات تلميذا للآخر ؟ ثم أجيبوني على سؤلي هل بتنا نحتاج للشيطان حقا ليغوينا وفينا الغواية أصبحت نهجا وسلوكا نراه في كل حين ولحظة ؟!!

بتصوري أن " إبليس" أصبح عاطلا عن العمل بعد أن تخلى عن مقولته لرب العالمين " لأقعدن لهم صراطك المستقيم " بعد أن استولينا على مقولته وعلى أعماله ولم نبق له شيئا يفعله سوى الانتحاب والبكاء على حاله الذي كان والذي لم يكن والآن إن بحثتم عنه ستجدوه إما يكتب شعرا عن أمجاده وبطولاته السابقة بجانب بعضنا ممن يتغنى بالعنتريات والزيريات والبطولات والفتوحات القديمة ويذرف دمعا مريرا عليها دون أن يأتي بجهد واحد لاستردادها وإما ستجدوه يبيع البلح في مكة بعد أن أصبح ناسكا وراهبا عابدا زاهدا تاركا إرثه الشيطاني للبشرية بعد أن رأى أن لا فائدة منه ومن وجوده وقد فاقه البشر " شطانة وخبثا " وعليه قرر " الشيطان " التوبة عوض أن يفني عمره في النفخ في صدور مليئة بما هو أكبر وأكثر من نفخاته!

أخيرة :

أيها السائل عني .. . لست بي أخبر مني
أنا إنسان برّاه الله ... في صورة جني
أنا لا أسلم من نفسي ... فمن يسلم مني ؟!!

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

مقال رائع يجسد الواقع فعلا

زامل الزامل

غير معرف يقول...

ونحن نتساءل معك لا اعتقد اننا ابقينا شيئ له :(

Unknown يقول...

لعل الضمائر تستفيق يا أصحاب لعلها