السبت، 13 فبراير 2010

الكويت تكتسي بالأحمر غدا ولا عزاء للإسلاميين

ترى ماذا ستفعل الحركات الاصولية تجاه الاحتفال بـ "عيد الحب " وقد أصبح أمرا واقعا ؟
البرلمان مغلق .. النواب في إجازة .. الحكومة في إجازة .. والكويت في إجازة .. والحب غدا ً ..
هل سيقطع الاصوليون إجازاتهم ؟ هل سنسمع أصواتهم بعد أن تطالعهم الصحف بعد غد بصور ٍ قد تجعلهم يغطون في غيبوبة ٍ طويلة ؟
سأدع لمن لا يعرف كيف تحتفل الكويت بعيد الحب أن يعرف بعد أن يقرأ ما ورد على ألسنة الباعة أدناه عبر صحيفة أوان :

برغم التحفظ الشديد الذي لمسناه ممن تحدثنا معهم عن يوم الحب والاحتفال بالفالنتاين، فإن واقع الحال يكشف عكس ذلك، فالذي يشاهد الكويت وقد اكتست أسواقها ومحلاتها ومطاعمها وفنادقها بزهور (الجوري) والقلوب الحمراء، يعرف أن مظاهر الاحتفال كبيرة، بل إنها في تنامٍ، بحيث أصبح الابتكار في انواع الهدايا والعروض هو سيد الموقف في جميع القطاعات الخاصة التي تتعامل مع هذه المناسبة.


وانطبق ذلك أيضا على جمهور المستهلكين، فالإقبال على شراء الورد والهدايا كبير، حيث سجلت الأسواق نشاطا غير عادي في حركتها، مدعوما بتزامن الفالنتاين مع مهرجان «هلا فبراير» وعطلة الربيع.


تجولنا في أسواق مناطق السالمية وحولي والفروانية، حيث الكثافة السكانية العالية، والتنوع في الجنسيات، للوقوف على استعداداتها لاستقبال الفالنتاين ومدى نشاط حركة البيع والإقبال على الشراء، كما رصدت آراء البعض في مبدأ الاحتفال بيوم الحب، والتي تباينت بين وجهات نظر ترى أنه تقليد غربي لا يجوز التشبّه به، وبين أخرى تراه يوماً جميلاً ومناسبة طيبة.. التفاصيل في التحقيق التالي:


لم يكتفِ محمد محمود (مسؤول معرض هدايا ومفروشات) بتقديم معروضاته من قلوب وزهور ودُمى قطنية حمراء مضيئة داخل المحل، بل افترش بمعروضاته الأماكن المحيطة به من الخارج أيضا، في ديكور مبهر وجاذب، بحيث يصعب وجود أي سلعة داخل المعرض أو خارجه بغير اللون الأحمر.



وعن استعداد المعرض لاستقبال يوم الحب، يقول محمود: «إن الفالنتاين هو موعدنا مع الابتكار كل عام، بحيث نبدأ في الاستعداد له قبل شهر من قدومه بابتكار أشكال جديدة من الهدايا، لتتناسب مع هذه المناسبة العالمية، ومن ابتكاراتنا لهذا العام الديباج الأحمر المضيء، الذي يحمل عبارات الحب والكوشيات الحمراء المضيئة».



وعن الأسعار والإقبال الشرائي يذكر محمود أن أسعار الهدايا في المحل باختلاف أنواعها تبدأ من دينارين إلى 50 ديناراً، لتتلاءم مع كل القدرات المالية للزبائن.



ويشير إلى أن الإقبال الشرائي على هذه المناسبة جيد، على الرغم من الأزمة المالية، ويزداد بشكل كبير قبل الفالنتاين بأربعة ايام، لافتاً الى أن 90 % من زبائنه كويتيون.

كلُّه أحمر



يتفنن العاملون من الجنسية الفلبينية في محلات الهدايا والشوكولا، ويجدون فرصتهم في إظهار إبداعاتهم في التصاميم الخاصة بتغليف الهدايا في مناسبة الفالنتاين.



يقول مصطفى آدم (مسؤول هدايا وشيكولاته) ان الفالنتاين يشهد تزايداً في عدد «الأوردرات» الخاصة بصواني الشيكولاته المزينة بالورد الأحمر والشموع الحمراء المشكّلة على هيئة قلوب وشفاه وعبارات الحب، لافتا إلى أن الاستعداد لهذه المناسبة يبدأ منذ دخول شهر فبراير، باستيراد أنواع خاصة من الشوكولا من بلجيكا وفرنسا ودبي.



وعن طرق التغليف لهذه المناسبة، يقول آدم إنها تختلف وفق ذوق الزبون، وتستخدم فيها شرائط الستان والشيفون والأورغانزا الحمراء وورق التغليف الأحمر الزاهي، كما ترش الهدايا بالإسبريهات البرونزية والذهبية وبالروائح العطرية الجميلة، لافتاً إلى أن سوق الهدايا والتغليف يشهد كل عام ابتكارات جديدة ورائعة في الفالنتاين.

الجوري الملك المتوّج



يبقى الورد الأحمر الطبيعي وزهور الجوري على رأس الهدايا في يوم الحب، لكن الإضافة الجديدة لهذا العام هي التداخل الذي شملته باقات الزهور بين الورد الطبيعي والصناعي، ما يضفي لمسات جمالية ويضمن لـ«باقة الزهور» حياة أطول.
وعن تأهب محلات الزهور لهذه المناسبة يقول أحمد أرشد (منسق زهور) ان الفالنتاين من أفضل مواسم البيع لمحلات الزهور، وتتضاعف فيه المبيعات والأرباح، مقارنة بكل الأعياد والمناسبات طيلة العام، موضحا أن كثيرا من الزبائن من عشاق الزهور يستمرون في شراء الزهور طيلة شهر فبراير، وليس في يوم الفالنتاين فقط، معتبرين أن هذا الشهر كله شهر حب، ففيه أيضا احتفالات الأعياد الوطنية وعيد الاستقلال.



ويشير أرشد إلى أن الاستعدادات لهذه المناسبة تبدأ قبلها بنحو أسبوع، لافتا إلى ان أسعار الزهور تتراوح بين نصف الدينار للوردة الواحدة الحمراء و50 دينارا للباقة.



ويقول أرشد إن باقات الزهور في الفالنتاين لها تصميماتها الخاصة، حيث تُستخدم فيها القلوب الحمراء والدببة الصغيرة، والأقفاص الحديدية التي توضع داخلها هدايا الحب.



أما صلاح راضي (مسؤول محل زهور) فيقول إن المحل يستورد من هولندا «المتميزة عالمياً بالجودة العالية في إنتاج وزراعة الزهور» أنواعاً خاصة لهذه المناسبة، ومنها الورود الحمراء والقرنفل والتيوليب والليليم، ليغطي الزيادة الكبيرة على الطلبيات خلال هذه المناسبة، مشيراً إلى أن معظم زبائنه من الكويتيين.




ممارسات سيئة



جاءت آراء بعض المواطنين والوافدين في مبدأ الاحتفال بمناسبة الفالنتاين متباينة، حيث يقول علاء الصادق (موظف) إنها مناسبة طيبة يعبّر فيها الناس عن مشاعرهم الطيبة، ويتبادلون فيها التهاني والتمنيات، مستدركاً بأن هناك ممارسات يقوم بها البعض، خصوصاً الشباب، تسيء الى المفهوم النبيل لهذه المناسبة، داعياً إلى التصدي لها بالتوعية الإعلامية والدينية.



وتؤيده في الرأي زوجته إيمان أحمد (معلمة) قائلة إنها تحرص على مهاتفة صديقاتها وأهلها في هذا اليوم، كما تحرص أيضا على شراء هدية لزوجها بهذه المناسبة.



وتضيف: إنها مناسبة عالمية، ولا ينبغي علينا الانفصال عنها تماما كمسلمين، لكننا نستطيع أن نكيّفها ونصبغها لتتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا ولا تخرج عنها.



الممنوع مرغوب

أما نايف الرشيدي فيرى أن كل ممنوع مرغوب، وهذا ما يدعو الناس ولاسيما الشباب الى التمسك بالاحتفال بهذه المناسبة، وهذا ينطبق على المحلات التجارية والفنادق والمطاعم التي تبالغ في مظاهر الاحتفال بهذا اليوم.



ويرى الرشيدي أن التعبير عن الحب شيء جميل، خصوصاً بين الاصدقاء والاهل والزوجين، ولكن ماعدا ذلك يعتبر خروجاً على التقاليد والشرع، لذلك فهو يشجع على الاحتفال بالحب من دون تخصيص يوم واحد في السنة، معتبراً ذلك تقليداً واحتذاء أعمى بالغرب.
وتقول أفنان العازمي (ربة منزل) إن الاسلام يدعو الى الحب والسلام، ولكن الانفلات الاخلاقي الذي يصاحب مظاهر الاحتفال بالفالنتاين، خصوصاً من المراهقين من الجنسين، أمر مرفوض، ويجب التصدي له من جانب الجهات المختصة للحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع الكويتي المحافظ.

توظيف تسويقي



وحول تزايد وتنامي الاحتفال بالفالنتاين في البلدان العربية رغم التحفظات القوية المناهضة لأي احتفالات عدا المناسبات الدينية، يؤكد سالم القحطاني (موظف في وزارة الاشغال) ان الشركات تلعب دوراً بارزاً في التسويق للمناسبات الاجتماعية والدينية المختلفة وتضخيم الاحتفال بها لأهداف ربحية.



ويشير إلى أن ذلك يظهر جليا في عيد الحب، حيث يتم توظيف اللون الأحمر ليطغى على كل السلع والهدايا وحتى المأكولات، بالإضافة الى العروض التسويقية التي تقدمها شركات المحمول والفنادق والمطاعم للاحتفال بهذه المناسبة لتحفيز الناس وتشجيعهم على الاحتفال، مستغلين التزامن السنوي بين هذه المناسبة ومهرجان هلا فبراير الذي يشهد تخفيضات وتنزيلات كبرى على السلع، وكذلك عطلة الربيع الدراسية.
ويرى أن الإعلام أيضا شريك في الترويج لهذه المناسبة من خلال البرامج التي تخصص للحديث عن هذه المناسبة وفعاليات الاحتفال بها.
ولا يجد القحطاني ضيراً من الاحتفال بهذه المناسبة طالما كانت في حدود، ولكنه تحفظ على الإكثار والمبالغة في مظاهر وصور الاحتفال.


***


المصدر


أوان

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

free kwuit

بعد شنسوي

غير معرف يقول...

free kwuit

بعد شنسوي