السبت، 20 فبراير 2010

سمعت لونك الأخضر فاسمعي لوني الأحمر






لست أسمعك ِ فحسب لكني أرشفك وأتناولك كما تتناول السماء أقراص النجوم كل مساء ٍ حتى لا تشعر بالوجع والصداع .

سمعت لونك الأخضر فاسمعي لوني الأحمر ماذا يقول عن حب ٍ علق في جدران ذاكرتي صارخا:


أحبك حين أقوم وبكل عظامي .. لأكتب إليكِ .. أُحبك ِ .. أُحبك ِ .. يا شموخ النخيل .. ويا شموع المتعبد .. ويا قبّة القدس .. ويا رتاج الكعبة .. أُحبك ِ قدر َ ما أخاف الله .. وأُحبك قدر َ ما أحترم الآخرين .. وقدر َ ما اشتاق للآفلين .. وقدر ما أحن ُّ للغائبين .. وقدر َ ما أخرجت الشام من حماة ٍ ومن يافا ومن عذراء يسوع الطيّبين الطاهرين ..


أُحبك ِ قدر ما قلت لك أني سأكتب ُ نشيد احترامي إليك ِ بلا وجل ٍ .. بلا عجل ٍ .. بلا مخلوق ٍ يزلزلني .. بلا كائن ٍ من كان يخوّفني .. أُحبك ِ قدرَ مساءاتي .. قدر صباحاتي .. قدر ذلك الموت الذي نساه ُ الأحياء الميّتين ْ .. قدرَ تلك الصلاة ُ التي صنعت الأحياء الصالحين ْ .. أُحبك ِ منذ صباواتي .. منذ شقاواتي .. منذ كنت ُ شقياً أعيث ُ في الحارات ِ براءة .. .. منذ كنت ُ وأنا أُحبك ِ يا سوسن الشام ْ .. وطوبى الخليج ْ ..

أُحبك ِ حين يكون اهتمامي ..هكذا
ولدٌ يركض في المدن ِ والقرى حاملاً رايات وجهك .. ناشرا ً أعباق عطرك ..
أحُبك ِ حين يكون حُلم ُ أحلامي ..أن أكون َ هكذا :

شيخ ٌ يذود عن جوفك الشيطان ..
شيخ ٌ يعلّمك كيف تقرائي القرآن ..
شيخ يُدخلك إلى بلاد ِ الله دون إذن ٍ واستئذان ْ ..
أُحبك ِ هكذا ، أغنية فيروزية الصباح ..

أُحبك ِ وأنا بلاد ٌ كل قراها تعرفك .. وكُل ُ أُناسها تعرفك .. وكُل طُرقها تحفظك ..
أٌحبك ِ وأنت ِ الدموع ُ التي أبثها دعائي إلى الله ..
وأنت ِ حمامي الزاجل المحمّل بالعمل الصالح الذي أبعثه ُ إلى الله ..
وأنت ِ الماء الذي أغتسل ُ فيه من دنس ِ التافهين .. ومن غباء القاصرين .. ومن ظلم ِ البائسين ْ ..


..

أُحبك ِ يا ذاكرتي .. قدرَ ما قالت النسوة ُ عنّي : هو أمير ٌ لكنّ على الظلام ْ ..
أحُبك ِ قدر َ ما قلت ِ لهنَّ : بل هو أمير ٌ وأمير ٌ على الحمام } ..
أُحبك ِ قدر َ ما مسحت ِ ألمي .. وقدر َ ما مشيتي مزهوة ٌ باسمي ..
وقدر َ ما أزهرتي كروما من الدفلى بدمّي .. وقدرَ ما قلت ِ لي :
أشعر ُ أني طفلتُك .. وأن بيتي الذي كبرت ُ وترعرعت ُ فيه هو " فُمك ْ " ..
أُحبك ِ قدرَ ما قلت ُ لك ِ : غداً سأمّر عليك .. وقدرَ ما قلت ُ لك ِ بالأمس ِ مررت عليك .. وقدر َ ما نمت امانينا وامتزجت .. وقدر َ ما تشابكت أيادينا واتحدت .. وقدر َ ما كبا الشعر في عينيك ِ .. وقدر َ ما نام خدّك على خدّي ..

أُحبك ِ هكذا :

سماء ٌ لا تُنزل َ المطر إلا إذا رفعت ِ يديك بالدعاء ..
وأرض ٌ لا تُخرج الزهر إلا إذا مشيتي عليها وتيممتي برمالها ..
أُحبك ِ حين أكون ُ ..وجع ٌ لا يشكي من بعد الله ِ إلا إليك ..
وحين أكون بجع ٌ لا يسبح إلا في نهر قلبك المسجورْ..

هذا أنا يا ست الدنيا هذا أنا ..
حين أكون ُ ..البلاد ُ التي ما دعيتي رجالها إلا وقالوا : " لبيك ِ "
وما دعيتي نسائها إلا وقلن َّ : " بين يديك ِ "
هذا أنا يا ست الدنيا هذا أنا .. وهذه حكاياي اليومية ..تمريها أنت ِ كيفما شئت ِ .. متى شئت ِ .. وقتما شئت ِ ..وتبسمين فيها .. وترسمين .. وتلعبين .. وتضحكين .. وتزعلين .. وتحكمين .. وتراضين ْ فيها وتفتخرين ْ ..


أيتُها الإنسانة ُ السماء صدّقيني ..أٌحبك لأني ما قلت أٌحبك إلا حين طار الحمام بحبنا..طير اليمام ..
أحبك لأني ما قلت ُ أحبك إلا حين صارت القصائد عنّدنا .. بدر التمام ْ ..
غداً يا صديقتي .. غداً .. ستميل ُ بنا الأيام .. وسنكبر أكثر من عمرنا ..
وسأظل أُحبك ِ حين أكون ُ .. خلفي وأمامي ويميني وشمالي وأنت ِ معي .. وفي وجهي .. وفي مسافاتي وفي عيني التي لا تضرب أقصى القوم إلا لتبصُرك ْْ ..
أُحبك ِ حين أقول : يالله ُ .. هذه أرضي .. هذه شامي .. هذه رمل بلادي .. هذه سماء خليجي .. هذه سحبي التي علّمتني كيف أكون ماء ْ كي أسقيها أشجارا ً لا تموت .. وأزهاراً لا تذبل ..

هل تسمعيني ؟

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

واااو على هالحب فديت هالقلب الكبير اللي شايل كل هالحب

الله يهني اللي تحبها

شذى
الكويت

غير معرف يقول...

قلبك وقلمك كبير يا استاذ