فنان المجاميع الإنسانية

البشر المزدحمون على سطح اللوحة دلالة على أن المشكلة ليست فردية بل تعبير عن الفردي والجماعي.

محمود أشكناني فنان تشكيلي كويتي استطاع ببراعته الفنية أن يترجم العديد من المشاكل الإنسانية بجميع خرائطها النفسية والتعبيرية على سطح اللوحة، فحين تنظر إلى المجاميع البشرية على سطح لوحاته تشعر كأنك واقف أمام مدينة تعج بالناس وبالهموم وبالتعابير وبالرؤى والآمال المعبرة عن حالة سكان المدينة. كما استطاع من خلال ألوانه الجذابة أن يجعل من تلك المدينة حية للمتلقي والمشاهد، تأخذك من خلال تناسقها وتمازجها إلى كل اجزاء المدينة عبر مشاهد فردية وجماعية ممتدة في الكتلة الرسمية داخل محيط اللوحة.

المعرض الفردي

خرج إلينا أشكناني، بعد قرابة الأربعين عاما من ممارسة الفن التشكيلي وتجريب العديد من المدارس الفنية كالواقعية والتكعيبية ليعرض لنا حصيلة تلك السنوات الطويلة من الجهد المتواصل في عالم الفن التشكيلي، بمعرضه الفردي الأول

دروب اللون

الفنان محمود أشكناني، من خلال معرضه الفردي الأول الذي لم يجعل له عنوانا محددا، أشار إلى أنه أراد من ذلك أن يفسح لخيال وعقل وذوق المتلقي مجالا واسعا من الخيارات للاسماء والعناوين، خصوصا أن الفن التجريدي يجعل كل فرد منا ينظر بطريقة مختلفة الى الصورة والى زاويتها والى الأشكال التي في داخلها، وتجعله يستنتج لها قصة وعنوانا وزمانا ومكانا ومدينة، كل حسب تذوقه ورؤيته للوحة التي أمامه.

وأكد لي أشكناني أن اللوحة يجب أن تكون مريحة لعين المتلقي من خلال الوصول إلى حبكة في اللون تريح البصر حتى يستطيع المتلقي المشاهد ان يتواصل مع خطوطها وألوانها وسكانها ومدنها، وكي يتمكن من الغوص فيها بكل ما يملك من ذوق ومعرفة، وأيضا لكي ينجذب الى الكتلة ككل داخل محيط اللوحة.

قفزة نوعية

وقال إن المعرض حصيلة عمل سنوات عديدة، مشيرا إلى أن اللوحات تتحدث وتعبر عن كل المشاكل التي يواجهها العالم اليوم ايا تكون المشكلة، ففي اللوحات سترى البشر مزدحمين على سطح اللوحة، وهذا يعني أن المشكلة ليست فردية رغم وجود حيز وهدف لكل جزئية، فهي تعبر عن ثيمين فردي وجماعي. وأكد اشكناني ان الفن التشكيلي في الكويت شهد قفزة نوعية، مشيرا إلى أنه وصل الى مستويات عالية من خلال مشاركة الفنانين التشكيليين من الكويت في الكثير من الانشطة على المستويات الخليجي والعربي والعالمي، مشيدا بجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت بدعمه الفنانين التشكيليين من خلال البرامج والانشطة التي يقيمها من فترة الى اخرى على المستويين المحلي والخليجي.

جوائز ومشاركات

يذكر أن اشكناني حصل على العديد من الجوائز والدروع وشهادت التقدير، منها جائزتي مهرجان القرين 13 في عام 2006 ومهرجان القرين 14 في عام 2007، اضافة الى جائزة معرض الشهداء الاول في عام 2005 وجائزة المعرض الاول للمعلمين. وشارك ايضا في العديد من المعارض، ومنها بينالي بنغلاديش الدولي في عام 2008 ومهرجان القرين الثقافي لعامي 2006 و2007، اضافة الى بينالي الخرافي الدولي للفن العربي المعاصر في عام 2006 وبينالي القاهرة الدولي العاشر في عام 2006 وغيرها من المعارض.

تقرير

خالد العلوي