الاثنين، 19 أكتوبر 2009

ردود ومداخلات على موضوع ( قناع التأسلم ) الكويت أنموذجا

ردود ومداخلات على الحارة العمانية حوار حول ( قناع التأسلم الكويت أنموذجا )
مقتطفات من المداخلات والردود
مداخلة إدارة الحارة العمانية :
يقال أن انتشار موجة الإسلامي السياسي في الشرق الأوسط تم في السبعينات، في سبيل مواجهة المد الشيوعي.كانت الكويت إحدى أهم مراكز الإشعاع التنويري في إقليم الخليج العربي، وعلى مستوى الدول العربية سابقاً من خلال نظامها التعليمي المتطور حينها، وسخاءها الكبير في مجال نشر الثقافة والمعرفة من خلال مجلة العربي، وسلسلة عالم المعرفة، ومجلس الكويت للثقافة والعلوم -إن لم أكن مخطئا في الاسم-.نسأل الكاتب خالد العلوي، ماذا حصل في الكويت لنرى الإسلام السياسي يشوش العملية السياسية في ذلك البلد؟وهل حقا فقدوا الكثير من رصيدهم الشعبي في الانتخابات السابقة؟
لك الشكر والتقدير
رد : خالد العلوي
مرحبا بالإدارة الفاضلة ،، ماذا حصل في الكويت ؟
سأحاول أن اختصر قدر استطاعتي لأن الحديث يطول فيما حدث وما يحدث وما سيحدث .ما حدث في الماضي وفي الستينيات والسبعينيات تحديدا أن الحكومة الكويتية كانت حكومة مبادرات وليست كما هي اليوم حكومة " ردود أفعال " فقد كانت في الماضي تستشف هموم الشارع وتتلمس قضاياه وتستشعر ما يريده المجتمع وتسارع بالقيام به لذا مرت الكويت بفترات ازدهار على كافة المستويات في الماضي لأسباب عديدة ساهمت في رقيها أهمها ما ذكرت أن الحكومة كانت تدفع بالمجتمع إلى أعلى وتبادر إلى تحقيق ما يتمناه ويريده الشعب أما اليوم فالحكومة أصبحت لا تبادر ولا تتحرك أصلا إلا إذا رأت أن هناك ضغطا شعبيا عليها أو رأت الكويت ستقع في أزمة تستدعي منها التدخل .أما ما يحدث الآن يا عزيزتي (( الإدارة )) هو أن أغلبية التيارات الإسلامية السياسية التي تتاجر بورقة الدين وتتمسح به أكثر من ممارسته تنظر إلى العملية الديمقراطية على أنها مستوردة من الخارج " كلعبة الجولف " لذا هي ترى أن هذه العملية لا تصلح للعالم الإسلامي ولا تصلح للكويت لذا فهي تحاول أن تقوض هذه الديمقراطية وأن تنفذ مكانها أجندة خاصة تنادي بأسلمة القوانين وإحلال خلافة إسلامية هي أقرب لمعقتد محمد عبد الوهاب في الخلافة الإسلامية من معتقد محمد بن عبدالله النبي الأكرم وقد قاموا بتلك المحاولات فعلا عندما تقدموا في عام 81 بطلب تعديل على المادة الثانية من الدستور ليكون الحكم إسلاميا مفصلا على مقاس أجنداتهم وعندما لم يتحقق ذلك بدأو في سياسة أخرى وهي أسلمة القوانين و اللحى والشوارب والدشاديش والمدارس والحضانات والمراكز الثقافية كما قاموا بالفصل بين الطالبات والطلبة في المعاهد والكليات والجامعات وسعوا ولا زالوا بالمطالبة بأمور لا تمت للواقع الاجتماعي الكويتي والسياسي والاقتصادي بصلة وما يمكنهم من الاستمرار في مطالبهم هو تواجدهم تحت قبة البرلمان فالتيارات الإسلامية في الكويت أكثر تنظيما من غيرها رغم أن تواجدهم في هذا المجلس أصبح قليلا مقارنة بالمجالس السابقة والسبب يعود إلى الاقتتال الذي حدث بين الحركات السياسة المتأسلمة والانقسام والطعن الذي أزاح الأقنعة عن الوجوه وجعل من الشعب الكويتي يتلمس حقيقة هذه الحركات ويرى أن أكثرها كاذبة ومخادعة أو تطوع الدين لمصالحها الخاصة والضيقة .
هذا من جانب الحركات المتأسلمة ناهيك ِ عن أن الحكومة أيضا تتوجس خيفة من الديمقراطية وترى أن الدستور كان سقطة تاريخية لعبدالله السالم مؤسس الدستور فهي تخاف أن تنقلب هذه الديمقراطية عليها .على الجانب الآخر أيضا نجد أن هناك حرب ضروس بين مشروع بناء الدولة الحديثة ( دولة المؤسسات ) وفق دستور 62 ومشروع الحكم الذي كان يفترض أن يتوافق مع مشروع بناء الدولة الحديثة لذا بتنا نرى أن مشروع الحكم والحفاظ عليه والتسابق من أجله أصبح مقدما في الكويت على مشروع الدولة الحديثة لهذا أهمل مشروع بناء الدولة وتعزز نهج الانفراد بالسلطة والاستئثار بها الأمر الذي أدى إلى تعارض بين المشروعين النتيجة ؟أن هذه المشاكل صبّت في صالح الإسلام السياسي وحركاته فهذه البيئة الموبوءة جعلت من الحكومة وأقصد أعلى سلطة سياسية فيها تنشغل باقتتالها الداخلي بين لواءات وجناحات الأسرة والحفاظ على مشروع الحكم إزاء بناء الدولة الحديثة كما ذكرت سابقا الأمر الذي أبعد عين الرقيب عن هذه التيارات المتأسلمة التي أتيحت لها الفرصة ان تتغلغل داخل طيات المجتمع وتقوم بجمع الأموال بلا رقيب أو حسيب من خلال الهيئات الخيرية ولجان الأعمال الخيرية التي تجد أنها منتشرة أكثر من "التاكسي الجوال " ليس في كل منطقة بل في كل رأس عائلة أو "فريج " أو شارع الأمر الذي ساهم في نمو هذه الحركات وجعلها تنشط وتكبر تحت اسم الدين وهناك حقيقة لابد من ذكرها أن الحركات المتأسلمة تصل إلى النساء أكثر من الرجال فهي تستهدف النساء بصورة أكثر كون أن النساء يتعاطفن أكثر من الرجال مع أي شيء ديني حتى وإن كان خارج من بطن المخيال الاجتماعي أو ( الميثولوجيا ) التي لا تقرب الدين من قريب أو بعيد لذا تجد حتى في المجتمعات الغربية وليس العربية فقط أن معظم النساء يصوتن للتيارات المحافظة والدينية أكثر من التيارات التقدمية .
لكن ما يشع بالأمل أن التيارات التقدمية لا زالت تناضل ولا زالت تقف في وجه كل من يريد أن يعيد الكويت خطوة للخلف بكل جهدها وقد لاحظنا في الانتخابات الأخيرة أن الشعب الكويتي جدد ثقته بالتيار الوطني والليبرالي والتقدمي الذي يؤمن بالتعددية السياسية والحريات الدينية والثقافية بانتخابه ولأول مرة أربع نساء أغلبهن محسوبات على التيار الليبرالي كما أن الشعب بدا أكثر بعدا عن الحركات المتأسلمة وأكثر تصدي لها ولمحاولاتها والدليل تراجع تمثيل الحركات المتأسلمة في البرلمان الكويتي الحالي
مداخلة ابن بركة :
مقال جميل ورائع أيها الأخ المبدع دائما، خالد العلوي...-فحينما يرى المسلم المتدين أو المتأسلم المتشدد بأنه الأصلح والأجدر والمخلص لهموم مجتمعه، فلن يدخر جهدا لأجل أن يقود القاطرة، فتلك هي القيادة... ومع ذلك سترى رماح وسهام معارضيه تمطر عليه بغزارة، ويساء الظن فيه، حتى يتهم بأنه يخدم نفسه ومصلحته السياسية...وكذلك الحال لدى العلماني لن يدخر جهدا لأجل قيادة القاطرة، إن كان يرى ويثق بأنه الاجدر والاصلح من غيره... فهناك سترى نفس الرماح والسهام تنهال عليه كالمطر، ولكن من قبل من كان يرميهم بالأمس، حتى يساء الظن به ويخدم نفسه ومصلحته السياسية... كل هذه التهم يتم التراشق بها بين التيارات، وكأن لسان حال المجتمع وأفراده (التي تحاول التيارات استقطابه)يقول: فخار يكسر بعضه بعض.
مداخلة دراوسي :
كأنك تعني أن الديمقراطية هي نوع من التدافع الحاصل في البلد؛؛ ولكن هنالك اختلاف بين تدافع وآخر فالسياسة أغلبها أوتار حساسة وكل موقف تستتبعه مواقف وفي حالة بعض الأحزاب فإنهم كثيرا ما يخفون ‏برامجهم خلف برامج انتخابية وهمية تغري الناخب ‏ ‏لتتبعها عواقب مؤلمة بعد انتخابهم ،، اذا المشكلة بشكل عام تكمن في ‏أرضية التدافع وهي هنا الديمقراطية ، فهذا المصطلح ‏المقدس لدى الكثير من السياسيين ومنهم المتأسلمين تحوم حوله الكثير ‏من الأسئلة ‏اللتي تجعله عرضة للنقد والامتحان..
رد خالد العلوي :
ابن بركة ، درواسي .. الحبيبان ..
في حديثكما كثير من المنطق السليم ..
دعونا نوضح الصورة أكثر عن الديمقراطية نحن نقول أن الديمقراطية في الكويت تحديدا لأنها الوحيدة التي تمارس هذا النهج الفريد حتى الآن في الخليج العربي تظل حتى الآن في نطاق التجربة وتحتاج إلى المزيد من الوعي حتى تصل إلى مرحلة شبيهه بما يجري في الغرب من حياة ديمقراطية راقية .
نحن نطرح هذه التجربة حتى نتثقف ونعرف عنها في حال ما عشناها في يوم ما وكما قلتم أيها الأحبة دائما سنجد في الطرف الآخر من يعادي ثقافة الآخر ومن يحارب نهجه فإن كان خير الخلق حورب وقوتل فما بالنا بمن هم دونه نحن نقول أن هناك مشاكل جمة تواجه العملية الديمقراطية وتؤثر في مسيرتها وفي عملية الحراك الديمقراطي كما أن هناك بالتأكيد ثقافة إن لم تكن معادية للديمقراطية فهي غير مرحبة بها وتتوجس منها وتخاف منها وأغلبية التيارات الإسلامية تقوم بذلك وتحارب الديمقراطية .
وتأكيدا على حديثكما أقول أن الكتل البرلمانية داخل مجلس الأمة الكويتي متباينة الأداء وكل كتلة لديها مشروعها السياسي الخاص ( فخار يكسر بعضه البعض ) وهذا المشروع السياسي قد لا يبدو ظاهرا للناس فالمواطن العادي لا يستطيع أن يتابع ما يجري من أحداث خلف الكواليس ولا يستطيع أن يفسر تصرفات السياسي في العادة فهم يتابعون الأحداث لكنهم يعجزون عن تحليلها كما يجب وعليه تدور هذه الكتل في حرب ضروس مع بعضها البعض حرب اقتصادية وسياسية وفكرية وهذا الصراع بالأخير يؤدي الى انتصار كتلة من الكتل سابقا كانت الكتلة الإسلامية تنتصر في الغالب أم اليوم فنرى ان الكتلة الشعبية والليبرالية هي من باتت تتقدم .
على ّ أن اذكركم أيضا وأقول أن العملية الديمقراطية ليست انتخابات فقط فهي نهج واسلوب حياة كذلك لكن ما نراه في الكويت لا يتعدى " الانتخابات " بمعنى : نعم هناك كتل سياسية وهناك حركات وهناك تجمعات لكن لا ننسى أن قانون الأحزاب لم يسن بعد وإن كانت الاحزاب متواجدة تحت مسميات اخرى كحركات وتجمعات لكني بالمجمل لا أستطيع أن اطلق عليها مسمى حركات سياسية بالمعنى الصحيح تماما لأنها تفتقر لأبسط مقومات الحركات السياسية فهي لا تمتلك برامج واضحة ومفصلة على أرض الواقع ولا نعرف شيئا عن تمويلها كما أن اسلوب عملها لا يرقى لمستوى حزب باستثناء حركة وأخرى ربما لذا أنا أرى أنه من الصواب أن نطلق عليها تجمعات انتخابية وليس حركات أو تجمعات سياسية لأنها لا تستهدف إلا الوصول إلى البرلمان
أخيرا أيضا للتذكير أقول : أن الديمقراطية حتى عند الغرب هي من أسوأ الأنظمة لكنها أقل الأنظمة سوء وهم في الغرب لا يقولون عن النظام الديمقراطي أنه نظام مثالي لذلك ترى أحيانا داخل الأغلبية أغلبية في الاغلبية وربما هي من تحكم فتعتبر أقلية بمعنى أن الأكثر نشاطا والأكثر جهدا والأكثر تأثيرا هو من يحكم بالديمقراطية .
لكما الحب

ليست هناك تعليقات: