الاثنين، 19 أكتوبر 2009

دمع الرب يملئ الأرض

شيخة كلما تساقط المطر
ورأيت دمع الرب يملئ الأرض ساءلت نفسي
كيف تتجلى عظمته ؟
كيف تتخطى حكمته ؟
أنظر طويلا إلى هذا البكاء المستفيض
وأفيض إجابات بين نفسي ونفسي وأقول:
عظمة الرب لا تتجلى في الأشياء المخلوقة من قوته
بل في الأشياء التي تعيش على دمعته
وحكمة الرب لا تتجلى في الأشياء المخلوقة من عزته
بل في الأشياء المعلّقة على مقلته
كلما تساقط المطر
ورأيت الرب يبكي كشيخ ٍ كبير ٍ ضحى بسعادته
من أجل أسرته الطبيعة .
يزداد إيماني به وبحزنه المطر
أزداد قناعة بأن الأشياء التي يخلقها البكاء تأتي بديعة
كدمعة الرب حين تعانق فم طفل في السودان أضناه انتظار ماء البلوغ
حين تعانق انتظار نخلة في الصومال ِ برّح جذرها الخضوع والخنوع
دمعة الرب تروي الطبيعة كرواية ٍ حكتها الجدات
عن ساحر ٍ نمرود
تروي القلوب كحكاية ٍ حكاها الكهان عن إله ٍ محمود
كلما تساقط المطر
ورأيت دمعة الرب
يزداد إيماني به وبحزنه المطر
يزداد إيماني به وبالإبداع الذي يصل إلى ذروته
كلما بكى وتوجع
كلما تساقط المطر
ورأيت دمعة الرب
خالفت اعتقاد الناس
بأن الرب معتكف عنهم ببكائه
كي لا يضل الناس بلونه المخطوف
وبتسارع الأنفاس
كلما رأيت دمعة الرب ورأيت ما تصنع من إبداع ٍ حسّاس
قلت في نفسي :
قل أعوذ برب الناس
ملك الناس إله الناس
من شر الوسواس الخناس
الذي من دمعه أحيا اللؤلؤ والمرجان والألماس
الذي من بكائه أخرج التين والتفاح والأناناس

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

نص جرئ ومفاجئ لم اعتد عليك فيه لكنه رائع تحياتي لقلمك الجميل