الخميس، 29 أكتوبر 2009

إني آنست نارا ً



الوحي الأول :


عند جبل الطور علقت بعض نبوءات عن إني آنست نارا ثم مشت صحراء سيناء حافية لعل الله يبارك مسيرها ببعض الكرامات ، مرت الدوحات ومرت الواحات ومرت التلال حين أضناها العطش شربت النبوءة وحين أنهكها السير شطبت الصحراء لم تكن تعرف أن الله منذ البداية قد باركها بنبوءة قلبي وأنه قد أكرمها بكرامات روحي ، لم تكن تعلم كل ذلك إلا حين رأت الغزال الذي كان مرهقا مثلها تدب في أوصاله الحياة حين مرت أقدامي على أثره ، لم تكن تعرف وهي تمر الأماكن والصحاري وتحلق بعيدا بين الجبال وبين المغارات وبين السلاسل الرملية أن هناك صفيا طينته البجع وقلبه الكروان وحديثه العنادل إلا حين ارتاح وهقها على أثري .



قالت للوحي يوما : حررني من آفاق الكون ومن منظومات البناء المنطقي ، فقال لها : سأمنحك الاعتبار العاطفي الغير مشروط وسأمنحك كونا غير مسبوق وسأمنحك مرتبات عليا من الملكات القادرة على التحليق والتحرر وسأدس في طينتك بعض الملائكة ثم سأترك لك جميع الخيارات مفتوحة للبناء وللهدم فصاحت : لكني أخاف أن تتركني وحدي ، ما كانت تعرف الحبيبة ما كانت تعرف حتى حين كانت تصيح أنت ملكي ولوحدي أنني لن أتركها أبدا وأنا كل خلاياي لا تقبل النشوء ولا الارتقاء إلا بها . كانت مسكينة تحبني أكثر مني وكنت مسكينا أحبها أكثر منها لهذا بارك الله المساكين بأن رزقهم جنة من عشق ٍ لن تؤتى لأحد ٍ بعدهم .



يقولون أنها خرجت من حزني ويقولون أني خلقت من عينيها وعند الرومان جاء في أساطيرهم أننا خرجنا من أوركيدة معلقة على شعر فينوس لكن الأكيد أننا مع كل هذه الأساطير كنا نعيش قرنا بعد قرن ونتلاقى دهر بعد دهر دون أن يرف لجناح قلبنا الملاك خيال زوال وبغض النظر عن برومثيوس الذي سرق النار المقدسة من الآلهة المقدسة ليعطيها للناس كان حبنا دافئا بيد أنه هزم النار المقدّسة .


الوحي الثاني :

قالت لنفسها : " يقولون أن يسوع المسيح حي ، ويقولون أنه لا زال يرقب عملية إنضاج الخبز ، ويقولون أنه لا زال يوقد النار ليتدفق النور إلى طرقات المدينة ، يصيح نصف حبيبتي الآن أن ثمّة نيران أخرى لم تتولد شرارتها بعد ، ولم يأذن اسم اليسوع أن يطلقها لأنه يريدها أن تمشي متئدة ناحية الاتقاد " .

ثمّة أجزاء في قلب ليال لا تؤمن أن هنالك أي معنى لكل هذه المراهقات الخارجة عن وجود الاتزان ، هي ترى أن كل إنسان يستطيع أن يجعل من نفسه سعيدا إذا جعل لحياته معنى ، وكل إنسان يدخل في الشقاء بالتأكيد لأن حياته بلا معنى ولا هدف ، وبعيدا عن نصفها الذي يؤذن بـ الله أكبر أو نصفها الذي يهتف باسم اليسوع ثمّة حادثة لا زالت تقصّها عليها الذكرى كل ليلة ٍ بأنه يحكى أن حدث جوعا في الأرض فخرج الرجل بدينه ليتغرب مع امرأته بحثا عن أدوات أخرى لجلب " المعيشة " لكنه لم يجد إلا أن يقطّع أوصال زوجته ليعيش ، عاش الرجل بعد ذلك ناقما على يسوع لأنه لم يتقدم كعادته بالخبز ، ومنذ ذلك اليوم والرجل لا يكف عن لعن اليسوع لأنه أقفل الفرن وأعلن الإفلاس . !


الوحي الثالث :


المدينة كثيرة الناس ، لكنها أصبحت في قلبي كأرملة ٍ دموعها على خدَّيها بعد أن فقدت المعزّين وفقدت الضواحي ، في تلك الليلة خرج الكهنة أحدهم أتجه إلى بني صهيون وأحدهم أتجه إلى بني يسوع وأحدهم أتجه إلى بني إسلام ، لكن الأرملة هي وحدها كانت تعلم أن كل الطرق التي سيسلكونها ليصلوا إلى المدينة عذرها ميّت، وأبوابها تنوح بمرارة ٍ بسبب الأعداء الذين استطاعوا أن يمزّقوا مدينة الرب ويحوّلوها من مدينة ٍ يعيش فيها شعب الله المختار لأرض تعيش فيها البهائم .!!

الوحي الرابع :


ذيل أورشليم ليس طاهرا ً كلّه كما يظن البعض ، وجسد مكّة لا زال يحاول أن يواري بعض عوراته ويفشل ، وأمّا الهيكل فقد أتعبته عمليات الحفر التي أزعجت سرّه ، الكل يبحث عن السر والكل يبحث أين تنام الحقيقة ، وأين تنام السبع كنائس من الإيمان أو أين تقبع السبع مساجد من العرش ليجدوه ، ليال تعرف أن الذي كان والذي سيأتي ليس إلا ذكر موت أو خيال مآتة له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين لأنه لا يستطيع حمل الحقيقة إلا بوهمه الذي يخدع الغرابيب من غزو الحقل !

الوحي الخامس :

بأم عيني رأيت الرجل وهو يضرب بكلتا يديه البحر ويأمر الحيّة التي انفلق الموج لأجلها أن تلدغ الخير ، كان الخير وقتها سيّد الجنود الذين حكموا الأرض ، لكن هذا السيّد فشل في تحقيق أمنيات الشعب ، فثار الشعب عليه وأبادوه كما أبيد بيت يعقوب من على وجه الأرض ، ثم صفقوا للسيف الذي أوزعه الفناء ثم َّ عبدوه .


الوحي السادس :

الله لم يكن معروفا بالعقل عند أهل الكنائس لكنه كان معروفا بالخرافات ، وأمّا المساجد الأولى فلم تكن تعرف شيئا عنه غير أنه جلبها من العدم إلى الوجود كما تقول الوثيقة ، ليال تعترض على مثل هذه التعريفات ، لأنها أقاصيص وإرهاصات تشبه كثيرا قصة الإله تور صاحب المطرقة الذي يضرب السماء ليزمجر الرعد والبرق . هي تقول أن الله لا يحتاج إلى كل هذه الترهات لنعرفه يكفي أن نعرفه عن طريق ذلك الهاتف الذي يتردد بداخلنا كلما شعرنا بالخوف من الظلام


الوحي السابع :

لم يكن هدف بولس الرسول أن يشفع لرذائل بني اسرائيل بل كان هدفه أن يمجدّوه ويمجدوا حقبته التاريخية المليئة بالصفاقة متخذا من كلام النبي يوئيل لبوسا للإخلاص .

ليال تقول أن الكتاب المقدّس مثل ما فيه امتيازات لبني اسرائيل فيه نفايات كثيرة تمتد منذ عهد إبراهيم الرسول إلى عهد يوحنا في إنجليه

الوحي الثامن :


مجمل اليهود أذكياء ، ومجمل العرب لا زالوا في بداية افتراض الذكاء ، أهل المسيح لازالوا في الافتراض أيضا إلا أنهم تمكنوا كما تقول " ليال " في سماع ما يسمع وفي ترك ما لا يسمع ، ليال تقول أنهم قبلوا ما يقبل وتركوا ما لا يقبل ، حتى كلمة المسيح تركوها ولم يحملوها إذا كانت الكلمة تنافي منطق الحقيقة حتى وإن جاءت في كتابهم المقدّس






الوحي التاسع :

كلهم يزعمون كما تقول ليال أنهم جاءوا بالبشارة ، لكن البشارة ضيّعت الرابط بينها وبين الإيمان ، كما ضيعته الطرق التي كانت تحاول الوصول كما تقول ليال إلى المسيح عن طريق دمشق ..!!


الوحي العاشر :

خارج عن نطاق التغطية

الوحي الحادي عشر :

نزلت من نفسها وفارقت عشيرتها وألقت مكانها في مكان ٍ غير تابع ٍ لأباخس ترفع الجل وتحمل الغل ، كانت الدماء حينها ترسل كرياتها رزدقا واحدا ً كانت تبدو وكأنها غير آمنة عليها من الأمراض والعلل لهذا قالت لدورتها الدموية إن تلقاني الموت غدا ً قطعي رواهشي قبله ..!!


الوحي الثاني عشر :

لم تكن إحدى القوابل الموكلات بحبالى بني عربائيل أو بني إسرائيل هي لم تكن صفيّة ولا نجيّة لأم موسى ، لكن حبها لله جعلها تعالج انتكاسة الأرض حين لم يزرها مثله عليه السلام ، فلما قامت الأرض وجاءت بني إسرائيل بربّها فرعون لتسرق روح موسى خرجت به قائلة بوحيي أنا لا بوحي ليلى سألقيه اليم بعد أن ألفه بخرقة ٍ وأضعه في تنور ٍ مسجور ٍ بالنار ، فخافت أمّه ، فجاءها مخاض صوت " ليال " واثقا قد جعل الله عليه النار بردا وسلاما ، فعاد عقلها .

الوحي الثالث عشر :

تعرض سحرها في مصر لهجوم ٍ عنيف بعد أن زاد عدد النشاط الشيطاني حيث قاد النشاط صاحب المحن الأليمة ولشدة إصراره على إبطال سحر وحييها قطّع أيادي كل المؤمنين بها وحين بلغ اضطهاده قلبها فرح الأوباش والرعاع ودعا قتلته طمعا في الموت الرخيص ، لم يكن يعلم أنها أقوى وأخطر من المزدكية على بلاد الفرس ولم يكن يعلم أنها أشد وطأة من ساباريم مزدك ، لهذا أشاعت حظّه يفرح قليلا بين الناس ثم أوزعته بلاد الرذائل


الوحي الرابع عشر :

انبعثت منها حركة في منتصف القرن السادس عشر سبقت حركة عنان بن داود فحين كانت تنكر التفسيرات وتنبذ الجمود الذي حط في أسفار الفرق المهددة بالتكاثر والفناء كان عنان في بطن الغيب لا يزال يفكر كيف يخرج يهوديا ليوزع ويثبّت الديانة على كل الحانات دون أن يكون لها أي قيمة .

ليال تعرف أن التمسك الحرفي بالألفاظ يعد ضربا من " حول " لهذا كانت تغوص في أعماق الزمن لتصل لبنيامين لتقول له " حين يأتي عنان ستصبح تلميذه فحذار إن تقبل تثبيت الديانة اللفظية . حذار .



الوحي الخامس عشر :


بعم شعم رجل طيّب كان في قلبه الزهد والورع والرهبنة لهذا تكاثرت حوله إشاعات " الخوارق " وتكاثر الحواريون حوله فقعدوا عليه حتى باض بهم " أسفار موسى " ، ليال دائما تقول أن البهاء والقداسة بحاجة ٍ لهذه الحرارة حتى يشعر الناس بدفء هذا الإدّعاء !!


الوحي السادس عشر :

ليال تبصق على هذا الصك الذي أعطاه بابا الفاتيكان لليهود ، تبصق بشدة ٍ على هذه البراءة التي أزالت الحاجز بينهم وبين أهل المسيح ، ليال تقول لم يكن في وقت اليسوع إلا يهوذا أو حواريه فإن لم يحاول صلبه هذا ولا ذاك فمن حاول إذن ..؟!!



الوحي السابع عشر :

يمضغ فمه الآن كحل عشتار ، وتأكل أسنانه الآن صلاة الوتر ، وبخفة ظل ٍ من لعابة استطاع أن يمزج لعابه بكل ما رمته الإلهة فلوّثها ، تعلّقت حينها على أستار المسيح دمعة تشبه قطرة دم نزلت من على مصحف عثمان ، وفوق وجع الأرض مشى شمشون ليقض أركان المعبد وليحبل بهزيمة ٍ لم تولد بعد .

يقول حزب نصارى الحزن أن النشيج أبن البكاء ويقول يهود الألم أن البكاء وليد العناء ويقول وحييها أن الجميع أبناء الغواية والنحر

الوحي الثامن عشر :

حين تأملت في حنايا يونان النبي ، رأت ما يتدلى على عين الشمس فيه ليحجبها ، كان هنالك شيء يقاوم الحدقة ، يونان حاول كثيرا أن يعرف ماهيته ، حاول صحبه ، حاول جمعه ، ففشلوا ، بنظرة واحدة من عينيها عرفت أن النصف المزري للناس سيحجب الكل المعمول عليه .


الوحي التاسع عشر :

وضع الأزمة ، مثلي كانت قديمة ، وفي معرض الذات والوجود كان المبدأ العقلي بأصعدته المختلفة لا يستطيع أن يقطع بعض التراث بالمعنى المعروف المثقف ،فحين نادت الأخيخة يا أيها الكادحون إلى ربكم كدحا لم يتقدم إلا الرازي وفي عمق تفنوت تقدم واحدا وتجلّى في كيمت بعد أن سرق قلب خونسو ، نجد أن أصحاب المواقف الذين لا يجيدون استخدام المورس تصل أعلى درجات ذكائهم في العادة إلى مستوى عال ٍ من الأصفار الفاشلة .

الإلكترونات السالبة جهدها قوي لكنه غبي لأن أذكى جهد تقوم به يجعلها في سلة ٍ غير منضبطة شرعيا ، كان مندل ذكيا حين اكتشف قانون الوراثة وكان مندليف بارعا حين اخترع الجدول لكن خونسو كان غبيا جدا حين سمع الذئب يرعوي وتركه كان عليه أن يبدل الأصوات ويعطيه العواء .

في الغربة الآن يصدح ناسان أولهم يسقي ربّه خمرا والثاني يأكل الطير من رأسه وفي الغربة الأخرى تبكي الحروف قائلة هكذا النار إذا أوقدتها اضطرمت ، الجثث العمياء كلها معدومة النظر حتى التي في جينس والتي لم تسبح في مير أو لم تأوي إلى لاهوت الاختراقات الفذة ليس شرطا أنها من عبدة الشيطان لكنها أكيد لم تعد تملك أي شيء ناجع يجعلها تردد حين تناديها زبانية العذاب رحماك يا ملك الحساب، المستقبل يمنح الفرصة ، لكن الحاضر يمنح التهديد ، الماضي أصبح عملا ربما رسمه سلفادور دالي إلا أني واثق أن هذا العمل لا يردد إلا عمل رب طارق الذي جاء على غير موعد .


الوحي 20:

صفق عاشوراء في سبعين قلب ميت من سكّان العالم الثالث الذي سجنوا خارج العهد القديم والجديد ، كما صفّقت أوربا لغياهب الجهل في القرن الأوسط ، لا شيء ينمو في القرعة إلا أدوني الذي هرب من سبعين ملكا قطعوا دابر ما تحت موائده كما فعل الله في بازق .

صفقت أيضا ليس َ في رأس المدينة ، وصفق أيضا يهوذا في آل كنعان ، لكن كف ميكال في أربع الجدب وحبرون في أربع القرى صفعت البركة فعطست الأرض بالنجو .

في التصفيق الآن شيء أكبر من الأرض وأرض أكبر من العرض وعرض أكبر من الشرف وشرف أكبر من القرف الذي يملأ من يعيش تحت خط الفقر الراقد في حضن آزر الذي يحلم باللوز ولا يجد إلا فنعمل معك عملا يأكل عشيرته بضربة جوز "خذها ولا تخف ، قد دانت أرض مصر ، وقد ساخت بلاد الشام ، وقد علت بكم الأرض سافلها بعد أن قسمت لشيطانها أن لا تحنث بدين مذابحه " لن أطرد الحنث ولأن الحنث شريكا للسحر فما عليك إلا أن تلقي عصاك وترفع غطاك وتنتفخ باسم بوكيم لتصبح منضما إلى آبائه .



الوحي 21:

حين صاح أبن آزر يا ربي ابني لي بيتا ، كان الرب قريبا جدا فبناه ، هنالك أشياء قد تتحول إلى هل أطعمت الجائع وهنالك أشياء قد تمضي إلى هل كسوت العريان ؟ لكن معظمها لم تبصم إلا كما بصم شوانغ على مؤخرته صورة لبيت ٍ مهجور عن صفّورة التي صاحت استأجره فإنه القوي الأمين ، وكما وشم غوته على أصابعه حين زاره برومثيوس سارق النار أن فلانا مات صغير وأن فلانا حجمه قصير وأن فلانا لا يصلح إلا أن يستفسر عن حوادث الدرن كما استفسر عنها مالك بن زرافة فساقه الاستفسار إلى تسمين البقرة وانتظار الثور .


في حادثة الطور ، إني قد آنست نارا ً ، أخيرا مجرى المياه القذرة قد يتغير ، ومجرى الرمال القذرة قد يصبح مداسا لنعال ٍ ملكية ، لا تأكل الملوك من موائد بعد الظهيرة وإن اضطرت للأكل سيكون أكلها صحراويا وجبليا تفزع منه أول أبيات الحب " بابا " وتهرع منه أول زبانية الحب " ماما " إلى مغارة ٍ بقرب الطور من الواضح أن المغارة لا تملك إلا خدعة صفراء خرجت من ظهراني أوراق مغبّرة ومن الواضح أن الأكيسح الأكتع لا يمكن له أن يصبح جامع الحكمتين في رواية ٍ عن الخليل بن أحمد رضوان الله عليه أنه قال :" من شتم نعالي ثم استغفر ظفري غفرت له " ، هنالك شواهد عدّة للتوضيح شهد عليها ابن عقيل ثم اقسم عليها في ألفيته ابن مالك ثم جاء بنفطويه بحديثه الشاهد على أن المغارة التي لا تجيد أن تجد أي رحابة لضيقها عليها أن تتوكأ في تشرين الثاني مقولة عادل إمام الشهيرة " ابتدائية دي إيه يا ختي بضحك وياك يا عنيّا طب خلينا في لم الورد طب خلينا في لم الورد بم بم ترررم بم بم تررم "



الوحي 22 :

من عادة الملوك إذا دخلوا إلى قرية ٍ أفسدوها ، مثال ذلك ابن مروان في$ حادثته مع المجزومين في طريق بكّة حين التفت قزما إليه فأمر بإحراقه ، الملك يقول لو كان الله يريد به خيرا لما جعله في طريقي ، إذن حين بلغت الغلة في جيب خالد العلوي 20مليون مليون فهذه غلّة صفق لها الأسكندر المقدوني وأجفل منها وعد بلفور ، هنالك أشياء أيضا في كنه الملوك تؤدي إلى ضياع الأعضاء وإلى تقاربها وتؤدي إلى حالة ٍ من الحزباء وربما تسلّم عليه بالبخق أو تدعه كالبزخ أو تجعل المرء عند موت زوجته يأخذ عزاها إلى فراش امرأة أخرى تقبل نظرية عدم وضع الفواصل بين الأشياء وعلاوة على ذلك لا يمكن لأحد أن يبلغ أو أن يمشي فوقها ، مصطلحات الملوك تفرق كثيرا عن نظام سلالة الخدم وحكمهم في الهند ونظرا لكون الملوك لا يعانوا من أي اعتلالات ولا اختلالات فإن ابسط الأشياء المتناقضة تجعل الملك مكتملا لكنها تجعل الأقزام يمضون حياتهم برفقة أحلام السيدة ملعقة


الوحي 23 :


يقال في علم الملوك أن الخردل لا يملك أبواق وإن ملكها لن يستغرق في انتاج أي معادلة غير معادلة خردل أصغر / أسفل / أكبر بقليل من النتفة الغير مكتملة في بطن حصاة ٍ يقولون أن ناتجها = موت الصغير ، كل الأشياء تتحدث صحيح ؟ حسنا فلتسقط النظرية ، إن السماء والأرض بعضها متصوف وبعضها متكلف وإني لست بحاجة للتعبير عن هذه المسألة حتى في لب سكوبي ، إذن – السؤال إذا ما كانت كل الأرقام في عرف الملوك لا تقبل القسمة على عشرين فهل تقبل القسمة على أرقام ٍ قال عنها انبادوقليس أنها أشبه بـ" الصلع " الذي عاش في قرعة " شرشبيل " ؟



خاتمة الوحي :

بدأ يغيب عنها ظل الكاهن في ستين ورقة ٍ صفراء انداح منها أكسيسو ثووس برائحة ٍ تحذّر الأرض من طوفان ٍ يأكل الحرث ويقتل النسل ، لهذا حاولت أن تبني نوحا ً تأوي إليه بعيدا عن الكائنات الميتة ، ومن على بُعد ألف ياردة من اللحم الميت والشراب الميت شاهدت ظلها الذي غاب من أعلى وهو يجوس بين اللحوم الميتة المبللة بالماء ينزل ليسرق ظل الإنس والبهائم والدواب والطيور عن وجه الأرض ثم يستثني ظلا طيبا لملامح إنسان سار إلى الله .!

منذ أن خسرت ظلها منذ ثمانين إلهٍ للزوال وهي تقض خصوبة عشتار وتطمس أنوثة فينوس وتغطي أنوثتها في طمي جدب أنكيدو ، ومنذ أن سار عنها ظل الطيب وزاحمها الهواء والسحاب وهي لا تكف عن لبس سحر هاروت وتوزيع كحل ماروت على الساكنين تحتها إذ ترميهم صباحا بخفّة العقل وترميهم ليلا ً بالغواية وأحيانا حين لا تجد البسمة طريقا إلى ثغرها توسعهم ضربا ً بنظراتها النازلة عليهم من أعلى وكأنها آلهة غضبى .

طغت بالسحرِ الأسودِ ، وخطفت كل الأرواح والقلوب وألقتها في الحزب المزري الذي بات يحكم السبع طبقات من الأرضين ، إلا أن الظل الطيب الذي سار إلى الله كان يقلق عقل بالها ، كان يقسمها إلى نصفين من لجين ٍ ومن وحل ، كان يجعلها مصلوبة في الأعلى باسم هابيل ومشنوقة في الأسفل باسم قابيل ، كان هاجسها اليومي الذي يجعلها تقفز على غيمة لتبكي المطر أو يجعلها تقفز إلى صخرة لتهشمها على غراب ٍ ينقّب في الأرض !


تنهدت سعف النخيل ، وشهقت يباس الكدر ، لبست ُسدم النار ، واستوت على الماء ، كان وجعه يمسكها ، كان خياله حين يمّر تمر سحائب السيف الذي يقيم لحدا ً لدخانها الأسود قبل أن يرتد طرف سليمان وقبل أن يأتي ببلقيس من عنده علم الكتاب ، كان الوحيد الذي يتسول فيها كل ما يشاء ، ويتجول فيها باسم عجزها عنه كل أرجاء سطوتها ، كان ظلا ً طيبا لم يلد ربّها لها غيره ، كان كاهنا ً حين يحدق فيها تشعر أن الله يستنسخ تلك العيون في رمل الأرض وفي ماء السماء لترقبها ، كان الكاهن يعلم أنه الوحيد الذي أشترى روحها وجثمانها قبل أن تلد وبعد أن تموت ، لهذا كانت تكره وتحب هذا الكاهن الظّل السيّار فيها كالتيّار الذي يشعرها أنها حية ومقتولة في ذات الوقت !

كان الكاهن يغيب لكن يعود ، وكانت في غيابه تتنزل من ملكوتها غاضبة لترمي العالم بأضغاث العرايا ، ولتلقمهم قصعة مملوءة بالسراب وببقيا مساء تثاءبت فيه الشياطين ، كانت تجمع الأخيلة حولها كاليعاسيب ثم توزعهم إلى سياط القهر ثم تركبهم مراكب إله عقابها الأمرد ثم تخر عليهم بعذق نخلة تعرج ثمّ تعرج بهم إلى الدهيماء .!

سبحان روحه كانت تحلق في جسدها المتيبس لترويه ، وجلال قلبه كان يجلجل في نبضها المريض ليشفيه ، كصليل الموت كان يأتيها ، وكفرحة العرس ، حاولت مرات عديدة أن تلقي بظله في غيّابة الجب وأكلت كل السيّارة حتى لا يلتقطوه إلا أنها كلما حاولت أن تلقيه وجدت نفسها في ضريح ٍ من العجز يصلها بباب ٍ من الضعف يصلها ببوابة ٍ من بوابات الجوع النابض بالفناء !

بدأ الكاهن يرخي على أوراقها الصفراء الظلال ، وبدأ بإلباس جذعها المأكول الشفاء ، وبدأ يغدف عليها كل ما لذ وطاب من أكسير الحياة ، بدأ يمزّق أصالة كربتها ، بدأ يفرق دخانها ويرمم الرماد ، بدأ وهي تحارب هذا المد الآتي إليها بكل ما ملكت من أوثان ٍ تصهل ، كان يعلم أنها ستفعل لذلك ألقم أوثانها حلمة إيمان وجعلها ترضع كل ما تخصّر عن الكتب المقدسة من أوطان ٍ لله تسكنها .





الكاهن يعلم أنها مملوءة بأشياء ٍ تغريها أن تترك كل ما تحت الخفاء وتلبس كل ما هو متشح بعين ٍ سبخة وبسحنة ٍ وسخة وبقلب ٍ يتنطع في سواد الزوال ، لكنه آثارها ، وأقدام الأوراد التي ترقيها الخطوات ، والذي ُينبت كل ما أكلتهن السبع العجاف فيها .

في هذه الآنية يتململ الرأس الملقى على دفة ِ كرسي في القاعة ، صدرها المخطوف يحاول أن يعود ، لثغة الفطرة تحاول أن تعود ، دموعها تحاول أن تتنهد ، نظراتها تحاول أن تكون حاسمة وأن تلقى الثبات على ظلّه وبعين ٍ محترمة / ومخرومة تحاول أن تقول سأظل أستثنيك أو لا سأ …… !!







هناك تعليقان (2):

شهد يقول...

ما أبهَآك والله وحُري بي أن أخرج بصمتٍ خآجل

طبت وسلآماً عليك ياقدير

Unknown يقول...

شهد سيغدو مستحيلا في عالم ٍ كعالم اليوم التي تحاصر كل زواياه قطعان " البهائم " ومافيا " السلطة " وحظائر " البقاء للأقوى " أن يجد المثقل مثلي زاوية يستطيع أن يسحب فيها السيفون على كل الأشياء ليوقعها إلى الأسفل ليرتاح ، لكن سأقول مجازا أني وجدت هذه الزاوية " لأنها كما سأزعم تخفف عني بعض الكثير الذي بداخلي ..

الشكر على تشريفك

اخوك