الأربعاء، 21 مارس 2012

صديقتي حزينة وتفتقد شهية الكلام






صديقتي حزينة وتفتقد شهية الكلام .

هل يتوجب علىّ مساعدتها ؟ هل أخرجها مما هي فيه ؟

هل أروي على مسامعها قصة الحزن الذي منذ الأزل وهو يجعل الشعب يمجد الموتى ويبجل القبور دون أن يترك للشعب مجالا أن ينقب في الأرض عن غراب يواري سوءته ؟ هل أقص عليها قصة الحزن الذي يأبى أن يفك قيد السعادة لتسجل ومضات من البسمة على واقع الشفاه التي أضناها التعب.


هل علىّ أن أذكرها أيضا بأن أثر الحزن في داخلنا كأثر الأرنب الجلي والمتشابك والذكي الذي يجعل الدروب تدخل في الدروب ؟ هل أخبرها أن الحزن صياد ماهر لا يتجول ضمن جماعات ولا يسلك طرقا متشابهة ، هل أبيّن لها أنه محتال وماكر كالبائع المتجول الذي حاول ليلة أمس أن يقنعني بأن لعبة صغيرة تستطيع أن تفعل ما يستطيع فعله المخلوق من تراب ونار ।



صديقتي حزينة وتفتقد شهية الكلام ।



هل أخبرها أن للحزن رؤوسا كثيرة تماما ككلب اسطوري بخمسين رأسا ولسانا ينبح الفرحة حتى لا تجد لها مكانا حيا في دواخلنا .
هل ألقي على مسامعها أسطورة الحزن الذي تحول إلى وحش غاضب وألقي الرعب في نفوس الأطفال والشيوخ وفي الليل يتجول مع زبانية عذابه متنكرا بزي غريب متخذا ألف هيئة وألف شكل ليضل النساء العاشقات ويغوي البطون لتنحرف وينحرف العالم مثله।

هل أؤكد لها أن كل ذلك الحزن خدعة ؟ إشاعة ؟ خرافة تلد نفسها أكثر من مرة على امتداد وجودها انطلاقا مما تخزنه الذاكرة من أوجاع وأسى حتى تجردنا من الحافز والأمل والضوء الآتي من نهاية النفق .

هل ستستطيع أن تتنفس ؟


عموما أنا في نهاية النفق يا صديقتي وسأكون بانتظارك ।




هناك تعليق واحد:

عِطْرٌ حَالِمْ يقول...

خَالد . .
http://3ter7aleem.blogspot.com/2012/03/blog-post_5002.html


:

اللهم أسعده بما يتمنى .