أين أضع يدي الخائفة منك ، أين ألقي بحنيني الباحث عنك ، أين أرى نفسي فيك
، وكيف أراها وأنت تعاني أخطر ما فيك ، متى سأستطيع أن أقولها صراحة أيها الرجل
الذئب أني أحبك رغم شريعة الصيّاد في عينيك رغم شهوة القتل في شفتيك ، رغم أني أشعر أنك تتحين الفرصة لمهاجمتي ، متى يا عزيزي الذئب تقتنع أن دمي ليس بحاجة ٍ
لأن تهاجمه من الخلف لأنني من الأمام وهبته لك.
نظرتك الذئبة هذه تربكني تزلزلني أخاف عليك منها كما أخاف عليك مني ، أما
أنا لست أخشاك صدّقني لست أخشاك كيف أخشى روح سقطت مني ، اقترب دعني أمسح على
غريزة الغابة في داخلك دعني أروضها أحبسها أحاربها وأهزمها ، دعني أجعلك ذئبا
منتهى جرمه وقسوته أن يقبّل أصابعي ، دعني أزيل من على شعرك قطرات الدم وأنزع من
نابك أيام الهم ، دعني أجعلك تهزم الأسد وتصبح ملكا على الغابة بنابٍ لا يأكل
الضعفاء وبعواء ٍ لا يفزع الفقراء ، دعني ألون هذه النظرة التي تبحث عمّن تقتله
كالرصاص بلون الماء كي تكون يا ذئبي العزيز من أطهر الناس .
لا تستغرب مني ، لست أول من وقعت في حب ذئب ، وربما لست أخر من سيأكلها ذئب
، لكني أحاول أن أصدق الصدق وأكذّب الكذب ، أحاول أن أخبرك أن الحب الذي أحمله لك
أقوى من خوفي منك وأشجع من ريبتي وقلقي وخشيتي من أن تنقض علىّ ، أحاول أن أخبرك
أن شوقي سيظل يمد أصابعه إليك ليمسح على شعرك حتى وإن تأكدت أن أصابعي لن تعود
سأظل أفعلها وسأظل أمسح ، أحاول أن أخبرك أنك يجب أن تتخلى عن نابك وعن ذيلك وعن
النار المشتعلة في عينك ، عليك أن تفعل ذلك فعلاً لأن الحب لا يعيش بداخل غابة ،
وأنت يا ذئبي الصغير حبيبي الذي لن أسمح بأن يظل هنا بين قطرات الدم والأغصان
المتكسرة ونباح الوحوش .
يا ذئبي الصغير اقترب دعني احضن هذا الفراء دعني أعانق فيك السماء ، دعني أغسل في أرضك الدماء ، دعني ألقي في أذنيك الرحمة وأربط أعصابك بالماء ، اقترب أعلم أنك لن تؤذيني وتعلم جيدا
أني لن أوذيك ، ضع غريزتك جانبا وتقدّم نحوي لنغير تاريخ الغابة وتاريخ النساء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق