الأربعاء، 2 يناير 2013

قلمي تثقبه الريح



لم تعد تنفع عصا موسى لصنع المعجزات ، لم تعد تنفع سفينة الخضر لثقب المحيطات ، لم تعد لحية هارون ترضي قبضة السماء أو عجل السامري يغري بني اسرائيل بجمع الذهب وعبادة الخوار ، لم تعد الألواح المقدّسة تقوي أركان الإيمان أو الكتب المقدسة تفضح البيان ، لم يعد المتنبي بحاجةٍ إلى الشعر ِ ليقتله أو بشار إلى الصراحة ليطفئوا ضوء مقلته ، لم يعد العالم بحاجةٍ لتأسيس أو تسييس بعد أن أصبح الأسف تهمة والندم تدليس ، بعد أن أصبح الحب عملية مدروسة ومدسوسة والمشاعر أصبحت عميلة وجاسوسة.

 لم يعد هناك شيء يحرك القاموس بداخلي وينقذ الشعر بداخلي ويربّت على رأس المفردات بداخلي بعد أن وصلت أخيراً إلى حقيقة لا يمكن تجاوزها هي أنني سقطت في الحب كما سقطت من مشاعري .

قبل عدّة سنوات كنت أدافع عن ضرع ناقة صالح عن غضب حوت يونس عن ألواح سفينة نوح ، كنت أسامح من قتل بقرة موسى من صعد على الجبل هربا من الطوفان ، كنت أعطف على الجن من قمقم سليمان ، كنت أخشى على الريح من عطر المكان لكنّي الآن أهشّم البنيان وأرفض البيان بعد أن استحال كل شيء إلى قابلةٍ تستولد الشيطان وتجهض الإيمان .

 كيف أعزف الكمان ؟ لحني تعب من التجوال وحيداً  دون وعد من الموسيقى بأن تظلله بالأغان ، كيف أذرف البنان ؟ قلمي تثقبه الريح ، ، سطري ينخره الكسيح ، محبرتي يكرهها الأمان.

ليست هناك تعليقات: