امرأة غبيّة

أنت يا سيدتي امرأة غبيّة

كالحصان ِ الذي يخشى الصهيل

كالتمرِ الذي يكره النخيل

كالخيالِ الذي يخشى المستحيل

كالطبيب الذي يكره العليل

أنت ِ يا سيدتي امرأة غبية

فلماذا ؟

لماذا تسكنين البحر َ

إن كنت ِ تكرهين البحر َ

وتكرهين الغريق ْ..

لماذا تعلنين الحربَ

إن كنت ِ تخافين العدو

وتخافين الصديق

ولماذا ؟

لماذا تُشعلين النارَ إن كنت ِ تخافين الحريقْ

لماذا تَركبين الخيلَ إن كنتِ تخافين الطريقْ

لماذا تأكلين الخبزَ إن كنت ِ تكرهين الدقيقْ

لماذا تطلبين العشقَ إن كنتِ تكرهين العشيقْ

ولماذا ؟

لماذا تطلبين أن لا يُخلق لسيفكِ بديلْ

إن كنت ِ تخشين القتل وتخشين القتيلْ

لماذا تطلبين الحب المستحيلْ

إن كنت ِ تخشين السهل وتخشين المستحيلْ

أنت ِ يا سيدتي امرأة غبية

كالشاعرِ الذي يخشى الشعر الجميل

كالحمام الذي يكره الهديل

كالذليل الذي يرفض طعام الذليل

كالفتيل الذي يكره الفتيل

أنت ِ يا سيدتي امرأة غبية ومملّة

تريد حبا مشروطا

وجنسا مشروطا

وشعرا مشروطا

ووحيا مشروطا

ونبيا مشروطا

وربا مشروطا

أنت ِ يا سيدتي امرأة غبية ومملة

تحاول أن تملك الشمسَ والقمرْ

دون أن تقدّم شيئاً أو تتحدى الخطرْ

تحاول أن تكون الحديقة والشجرْ

دون أن تزرع شيئاً أو تتحدى الثمرْ

تحاول أن تكون الرحلة والسفرْ

دون أن تحمل طريقاً أو تتحدى الأثرْ

أنت ِ يا سيدتي امرأة  لا تفهم أي شيء

في الحب ِ وفي القدر ْ

في الشعر ِ وفي المطرْ

لا تفهم ..

أن الحب ليس طريقاً مستقيماً

بل منحدرْ

ليس غصناً عقيماً

بل شجر ْ

أنت ِ يا سيدتي امرأة غبية

لا تعرف أن الحبَ ليس ضربة حظ

بل قدر ْ

ليس نوماً بل سهر ْ

ليس قطرة بل مطر ْ

ليس ورقة بل شجر ْ

ليس سمكاً بل بحر ْ

صدقيني ..

أنت ِ امرأة ستتلاشى دون أن يذكرها بشرْ

دون أن تذكرها دفاتر الشمس

أو تذكرها كراريس القمرْ

صدقيني ..

أنت ِ امرأة ستتلاشى

دون أن يذكرها قارئ ..

أو يذكرها  خبرْ