الأربعاء، 29 فبراير 2012

إن كنت مهتماً بأن تعرف . فاعرف الآن





الوقت هو الحياة والسيطرة عليه تعني السيطرة على مجريات حياتك والسر أيها الصديق القارئ لا يتجلى في قضاء الوقت لكنه يتجلى في استثماره ، فالإنسان العادي يفكر كيف يقضي وقته فقط بينما الإنسان العظيم يفكر كيف يستثمره والإنسان الذي يتجرأ على إهدار وقته هو إنسان لا يقدر حياته ولا يقيم لها وزنا، تذكر أنك تكتب سيرة حياتك مع كل دقيقة تعيشها فالوقت هو رأس مال الإنسان إن فرط فيه ولم يحسن استغلاله ظل يعاني من الفقر طوال حياته.

إن كنت تسأل نفسك : لماذا على أن أدير ذاتي وأنظم وقتي ؟ إن كنت مهتما . فعليك أن تعرف الإجابة إذاً .

لماذا وكيف وأين ومتى ؟ كل تلك الأسئلة التي قد تخطر في بالك ستجد إجاباتها في نفسك فقط حاول أن تمنحها بعض الوقت لتشعر بقيمتها وبقيمة الأشياء من حولها ومن ثم قرر معها الآلية والكيفية الناجعة لإدارتها بما يتناسب مع أهدافك .

يقول هنري ثورو: "أن الطريقة التي ينظر بها المرء إلى نفسه هي التي تحدد أو بالاحرى تشير إلى مصيره "

كلنا يعلم أن أسباب النجاح تختلف من شخص لآخر فهناك من يقول أن أهم سبب للنجاح هو التعامل بمرونة مع البيئة المحيطة وآخر يقول أن سبب النجاح هو الكيفية التي تمت من خلالها الاستفادة من وفرة رأس المال وتطويعه بما يتناسب مع الخطط والأهداف وثالث يقول أن المهارة الفنية أهم وسيلة للنجاح ، قد تكون كل تلك العوامل من الأسباب المهمة للنجاح بلا شك لكنها ليست الأهم لأنها قد تضيع من بين يديك إن لم تحسن تنظيمها وتطويرها ولم تحسن تفهم الدوافع الملحة لضرورة انجاز أعمالك وفق جدول زمني محدد حتى لا تتضارب الأعمال والأفكار والمهارات مع بعضها البعض .

يقول هنري فوسداك :" لا يمكن لاي حياة ٍ أن تصبح عظيمة ً ما لم تركز وتُكرس وتضبط " . لا يمكن لأي حصان أن يصل إلى مكان إذا لم يتم إسراجه .

بلا شك أن لا عمل ينجز بدون أن تكون هناك حماسة عند الشخص المعني باتمام العمل فحين يسأل المرء نفسه مثلا : ما الذي يدفعني لإنجاز هذا العمل ؟ ما الذي يدفعني إلى تنظيم وقتي ؟ ما الذي يدفعني إلى التغيير ؟ عليه أن يعرف الإجابة كما أن عليه أن يجد إجابات أخرى بعيدا عن الأجر الذي سيتقاضاه فالمسألة ليس مسألة أجر فحسب بل أن المسألة تتعدى كونها واجب فالواجب شيء يلقى على كاهلك وتلتزم بفعله سواء أحببت أم كرهت ، عليك ان تجد الحب في كل عمل تقوم به وأن تجد الدافع المحفز لإنجازه وأن تجد الحماسة قبل كل شيء للقيام به والأهم هنا أن تدير ذاتك جيدا وفق الساعات اليومية لإنجاز العمل لأنك بدون تلك الإدارة وذلك التنظيم والتغيير الفعال لن تنجز شيئا حتى وأن تحفزت وتحمست وتسلحت بالأسلحة والأدوات التي تمكنك من اتمام العمل إذ كيف تتم عملا وأنت تعيش في فوضى وذهنك مشوش ومزحوم بعشرات الأفكار والأعمال ولا يكاد حبل أفكارك يكتمل حتى يأتي من يقطعه أو تقطعه بنفسك .

الشخص الناجح هو الشخص الذي يجيد تنظيم وقته جيدا ويجيد إدارة ذاته وفق ذلك السياق الزمني المتوفر لديه وإدارك النجاح يبدأ حين يبدأ المرء بإدارك العامل فالخطأ كل الخطأ أن يتجاهل المرء العامل الأساسي للنجاح وأن يقول أنه سينجز كل الأعمال دفعة واحدة دون الحاجة إلى وضع الأعمال في جدول منظم ومقسم وفق ساعات محددة ومعروفة تتلاقى فيها الأهداف والخطط والغايات .
فما الفائدة التي ستجنيها مثلا حين تريد أن تعرف المسافة التي قطعت فيها شارع معين والاتجاه الذي انتهيت إليه وأنت لا تحمل معك ساعة و خريطة و بوصلة ؟ ما الفائدة التي ستجنيها حين تجد نفسك تقود سيارة وأنت لا تعرف متى قدتها وكيف قدتها و أين تذهب ومتى تتوقف ؟

إن كنت مهتما بأن تعرف . فأعرف الآن

ليست هناك تعليقات: