الأربعاء، 29 فبراير 2012

يسألني كثير من الناس؟؟ من أنت؟


عندما انطلقت أول رصاصة..كان صدري أول من تلقّاها ..وعندما بُعثت أول حمامة ..كنت أخر من يراها !! نشأت بين الموت الأول والسلام الأخير ، وتعلّمتُ الحياة وهي مسروقة ٌ مني ، وأثناء طوافي حول فلان وفلانة وفلان بكل حب ٍ ، كانوا يطوفون حولي بالرصاص ، لست ُ ابن َ الدنيا ، ولست ابن أمي ولا أبي ، أنا ابن الهرج والمرج والملامح الغائمة .

أنا ، على أطراف القرية من ناحية اليمين ، بعض الرجال الراحلين بشيء ٍ من الشمس ، وعلى أطراف القرية من ناحية الشمال ، بعض الرجال العائدين بشيء ٍ من الظلام ، وفي داخل القرية كنت ُ نداء المؤذن للجنة بصوت ٍ متقطّع ، ونداء مالك للنار ِ بصوت ٍ مرتج !! ولدت ُ في قرية ٍ لا تترد أن تسجد َ للشيطان إن أتاها أمره ُ ، ولا تترد بالسجود ِ للرحمن إن أتاها غضبه ُ ، نشأتُ هكذا و ، عندي سجدتان.!!! كالقرية !

الذي يظن أني أحمل ُ أواني بلقيس وحُليها ، ما كان عليه أن يظن ، والذي يظن أني أحمل ُ سقاية الملك ، ما كان عليه أن يظن ، والذي يظن أني أحمل ُ بندقية و دبابة ، ما كان عليه أن يظن ، فكيف لمثلي أن يحمل شيئا ليس له .؟   !!!!! فأنا في عمق ِ الأحراش أفعى ، وفي عمق ِ الأعراف دنيا ، وفي عمق ِ الإنسان كأكياس الذهب ، وأنا الذي في أحايين ٍ كثيرة تمره الدهشة ، فيضحك عليها ، ويقول ُ: ويحك ، ويحك ، أما عرفت ِ أنني ابن العجب .!!!

أحسنت ُ بمقدمي ، وأحسنت ُ بفمي ، وأحسنت ُ بدمي ، وأحسنتُ حين تمددت ُ كالحقول ِ لكم ، وأحسنتم حين حرّقتم مساحاتي ، ومزّقتم بذراتي ، واستحللتم دمي ، أحسنتم ، ولكنكم لا تعلمون أنني ما بعثتُ للعدم ، فحقلي يُثمر روحي في كل لحظة ٍ تحرّقوني فيها ، على كل البسيطة . !!   ! بسيطتكم  !

لا أقول ُ أني أعرفكم ، ولا أقول ُ أني أعرفني ، ولا كان فيكم أحداً يعرفني ، ولكني أعرف ُ أن هذه المعرفة تتعرض لغيبوبة طويلة ، حتى يوقظها اليقين . !
أن تضعوا افتراضا ً ، أنني في مكان ٍ لا تصله الشمس ، و في ظلام ٍ دامس أحيا ، فذلك قرض تقرضوني إياه ، سارده لكم عند أول صفعة । !!



معرفتي بالسحر ِ لا تتعدى هاروت وماروت – إذن _ لما اُتّهم بالسحر ِ وأنا في مكان ٍ طاهر ، بخوره الصلاة ، ولما اُتّهم بأنني مارد ٌ من مردة البحار السبعة ؟   ! حسنا ، حسنا ، لكم ما شئتم ، أنا ساحر ٌ ومسحور ، والمارد الذي يسكنني قديم ، هرب من قبضة سليمان على هيئة علم ٍ لا يحل إلا في جسدي   !! وسحري الذي تعلّمته لن ينقلب ُ علىّ ، فالذي علّمني قال لي : بسحرك هذا لن تستطيع العودة إلى قبرك إلا حين يبعث ُ سليمان   !!

لست هدهد سليمان ، ولا ناقة صالح ، ولا بقرة موسى ، ولا كبش إسماعيل ، ولا قربان هابيل ، ولا أمتُ بصلة ٍ لبني إسرائيل أو عربائيل ، ولم أك ُ يوماً فداء ، فأنا النداء ، النداء الذي كان في أول الأمر روح ، وفي ثاني الأمر نوح ، وفي ثالث الأمر بوح ، وفي أخر الأمر مئذنة لا تعرف ُ المذهبية أو التعددية أو النرجسية ، بكل أدب ٍ وتواضع ٍ وخشوع ٍ تصيح : الصلاة قائمة يرحمكم الله .   !!

أنا أشك ُ في ناتج الألفاظ ، أشك ُ في المتلقي ، وأشك في القائل ، وأشك ُ في اللغة ، وأشك ُ في نفسي إن كانت كتبت أو قالت .   !!!! أشكُ في الجميع حتى أصل إلى عتبات الحقيقة   !

يعيش على هذه الحياة من لا يفهمها ، وتعيش الحياة بداخل من لا تفهمه ، وأعيش أنا بين الفهم والجهل ِ كالأسطورة   ، لا أنزل إلى الواقع ، حتى أبحث ، هل استطيع أن أفهمها أم أنها لا تفهمني ؟   !!

لا أحد يدرك أي غموض ٍ يكتنفني ، ولا أي وضوح ٍ يعرفني ، ولا أي سابقات إنذار ٍ تجهلني ، فالكل يعلم أني [ إما طيب أو شرير] ، -أوه- أنتم لا تعلمون كم تورطت في فهمي   ؟!!!!

جميعكم تتكلمون بالمستوى نفسه ، وتعيشون رغم اختلاف طبقاتكم بالعيب نفسه ، وتأكلون رغم اختلاف أوانيكم وموائدكم الإثم نفسه ، حسناً عليكم أن لا تدمجوني معكم ، فأنا أتكلم وأعيش وأأكل : أمام المستوى، و يسار الطبقة ، و يمين الإثم .!   ؟!!!

لست ُ شعاعاً شمسياً لأنكسر ، ولكني الشمس نفسها ، ولست تختاً رملياً يكسرني السحرة ضربا ، لأني السحر نفسه ، عليكم أن تتيقنون من ذلك ، وإلا لكنت مذ قديم المحطة [ كمسري ]  !!

ما الذي يمنعكم أن تحرّقوا جسدي ، أو تصنعوا منه مقبرة ٍ بعيدة بُعد الشمس عن وجوهكم ، ما الذي يمنعكم أن تشحذوا جيوشكم ، أو تتوجهوا في حشد ٍ عظيم لقتلي ، ما الذي يمنعكم من قهري في يوم الزفّة ، لا أملك عصا موسى ، لأشق بها البحر عليكم ، أو أرميها كثعبان ٍ يتلقف زوركم ، ولا أملك الرياح ، لأمرها بحملكم للموت ، فما بالكم إذن لا تقتلون ؟ ألأنكم تتحركون وتهاجمون وتتعلّمون وتتزينون وتأكلون من زوايا ضيقة جداً ، أم لأنكم في الأصل لا تمشون وفق قوانين كروية الأرض ؟   ، أم لأنكم تعلمون أنني سأظل أسير إلى ما لا نهاية إلى الله   ؟!!  )

عندما أقول أن سرعتي تساوي صفر ، هذا لا يعني أنني قد بلغت ُ العدم ، فما على وجه البسيطة كائن تصل درجة تردد موجته إلى الصفر، إلا في علم ِ الافتراض ، ولست فرضيا ً ، لذا عليكم أن تعلموا أن سرعة صفري ستقوم بالانقلاب في أي لحظةٍ على العدم ِ والحياة   !!
سألتني : من أي خلية ٍ نشأت ؟
فقلت : من خلية ٍ تكبر لتعود صغيرة ، ثم ّ تكبر لتنقسم إلى ثلاثمائة قسم ، كلها خارج المتواليات الهندسية ، لا تموت ولا تخسر ، إذ كل ما في الأمر أنها ستنام قليلا في قبر ثمَّ تبعث ُ من جديد    !!!

وتقول لي من أنا : وأقول أنتي إيمان ، أو سلطان ، أو شيطان ، لا يهم من تكوني ، ما يهمني الآن أن تعرفي من أكون   ؟!!!
أخيرة :

خلّوا ..!!
سبيل ,
أملي !!

هناك تعليق واحد:

عِطْرٌ حَالِمْ يقول...

خَالد . .
أنت كَينوتة لـ عَوالمٍ أخرى . .
لا يعرف مَاهِيتها مِن دُنِسَّ طِيِنُه
أو حُثي تِراب الأثم على وجه قَلبِه.
/
مُرورٌ على حَافةِ " الغضب" هُنا . .
سأعُود لبعضه لاحقا.
:
تقديري و وردة.