
عندما انطلقت أول رصاصة..كان صدري أول من تلقّاها ..وعندما بُعثت أول حمامة ..كنت أخر من يراها !! نشأت بين الموت الأول والسلام الأخير ، وتعلّمتُ الحياة وهي مسروقة ٌ مني ، وأثناء طوافي حول فلان وفلانة وفلان بكل حب ٍ ، كانوا يطوفون حولي بالرصاص ، لست ُ ابن َ الدنيا ، ولست ابن أمي ولا أبي ، أنا ابن الهرج والمرج والملامح الغائمة .
أنا ، على أطراف القرية من ناحية اليمين ، بعض الرجال الراحلين بشيء ٍ من الشمس ، وعلى أطراف القرية من ناحية الشمال ، بعض الرجال العائدين بشيء ٍ من الظلام ، وفي داخل القرية كنت ُ نداء المؤذن للجنة بصوت ٍ متقطّع ، ونداء مالك للنار ِ بصوت ٍ مرتج !! ولدت ُ في قرية ٍ لا تترد أن تسجد َ للشيطان إن أتاها أمره ُ ، ولا تترد بالسجود ِ للرحمن إن أتاها غضبه ُ ، نشأتُ هكذا و ، عندي سجدتان.!!! كالقرية !
الذي يظن أني أحمل ُ أواني بلقيس وحُليها ، ما كان عليه أن يظن ، والذي يظن أني أحمل ُ سقاية الملك ، ما كان عليه أن يظن ، والذي يظن أني أحمل ُ بندقية و دبابة ، ما كان عليه أن يظن ، فكيف لمثلي أن يحمل شيئا ليس له .؟ !!!!! فأنا في عمق ِ الأحراش أفعى ، وفي عمق ِ الأعراف دنيا ، وفي عمق ِ الإنسان كأكياس الذهب ، وأنا الذي في أحايين ٍ كثيرة تمره الدهشة ، فيضحك عليها ، ويقول ُ: ويحك ، ويحك ، أما عرفت ِ أنني ابن العجب .!!!
أحسنت ُ بمقدمي ، وأحسنت ُ بفمي ، وأحسنت ُ بدمي ، وأحسنتُ حين تمددت ُ كالحقول ِ لكم ، وأحسنتم حين حرّقتم مساحاتي ، ومزّقتم بذراتي ، واستحللتم دمي ، أحسنتم ، ولكنكم لا تعلمون أنني ما بعثتُ للعدم ، فحقلي يُثمر روحي في كل لحظة ٍ تحرّقوني فيها ، على كل البسيطة . !! ! بسيطتكم !
لا أقول ُ أني أعرفكم ، ولا أقول ُ أني أعرفني ، ولا كان فيكم أحداً يعرفني ، ولكني أعرف ُ أن هذه المعرفة تتعرض لغيبوبة طويلة ، حتى يوقظها اليقين . !
أن تضعوا افتراضا ً ، أنني في مكان ٍ لا تصله الشمس ، و في ظلام ٍ دامس أحيا ، فذلك قرض تقرضوني إياه ، سارده لكم عند أول صفعة । !!
معرفتي بالسحر ِ لا تتعدى هاروت وماروت – إذن _ لما اُتّهم بالسحر ِ وأنا في مكان ٍ طاهر ، بخوره الصلاة ، ولما اُتّهم بأنني مارد ٌ من مردة البحار السبعة ؟ ! حسنا ، حسنا ، لكم ما شئتم ، أنا ساحر ٌ ومسحور ، والمارد الذي يسكنني قديم ، هرب من قبضة سليمان على هيئة علم ٍ لا يحل إلا في جسدي !! وسحري الذي تعلّمته لن ينقلب ُ علىّ ، فالذي علّمني قال لي : بسحرك هذا لن تستطيع العودة إلى قبرك إلا حين يبعث ُ سليمان !!
لست هدهد سليمان ، ولا ناقة صالح ، ولا بقرة موسى ، ولا كبش إسماعيل ، ولا قربان هابيل ، ولا أمتُ بصلة ٍ لبني إسرائيل أو عربائيل ، ولم أك ُ يوماً فداء ، فأنا النداء ، النداء الذي كان في أول الأمر روح ، وفي ثاني الأمر نوح ، وفي ثالث الأمر بوح ، وفي أخر الأمر مئذنة لا تعرف ُ المذهبية أو التعددية أو النرجسية ، بكل أدب ٍ وتواضع ٍ وخشوع ٍ تصيح : الصلاة قائمة يرحمكم الله . !!
أنا أشك ُ في ناتج الألفاظ ، أشك ُ في المتلقي ، وأشك في القائل ، وأشك ُ في اللغة ، وأشك ُ في نفسي إن كانت كتبت أو قالت . !!!! أشكُ في الجميع حتى أصل إلى عتبات الحقيقة !
يعيش على هذه الحياة من لا يفهمها ، وتعيش الحياة بداخل من لا تفهمه ، وأعيش أنا بين الفهم والجهل ِ كالأسطورة ، لا أنزل إلى الواقع ، حتى أبحث ، هل استطيع أن أفهمها أم أنها لا تفهمني ؟ !!
لا أحد يدرك أي غموض ٍ يكتنفني ، ولا أي وضوح ٍ يعرفني ، ولا أي سابقات إنذار ٍ تجهلني ، فالكل يعلم أني [ إما طيب أو شرير] ، -أوه- أنتم لا تعلمون كم تورطت في فهمي ؟!!!!
جميعكم تتكلمون بالمستوى نفسه ، وتعيشون رغم اختلاف طبقاتكم بالعيب نفسه ، وتأكلون رغم اختلاف أوانيكم وموائدكم الإثم نفسه ، حسناً عليكم أن لا تدمجوني معكم ، فأنا أتكلم وأعيش وأأكل : أمام المستوى، و يسار الطبقة ، و يمين الإثم .! ؟!!!
لست ُ شعاعاً شمسياً لأنكسر ، ولكني الشمس نفسها ، ولست تختاً رملياً يكسرني السحرة ضربا ، لأني السحر نفسه ، عليكم أن تتيقنون من ذلك ، وإلا لكنت مذ قديم المحطة [ كمسري ] !!
ما الذي يمنعكم أن تحرّقوا جسدي ، أو تصنعوا منه مقبرة ٍ بعيدة بُعد الشمس عن وجوهكم ، ما الذي يمنعكم أن تشحذوا جيوشكم ، أو تتوجهوا في حشد ٍ عظيم لقتلي ، ما الذي يمنعكم من قهري في يوم الزفّة ، لا أملك عصا موسى ، لأشق بها البحر عليكم ، أو أرميها كثعبان ٍ يتلقف زوركم ، ولا أملك الرياح ، لأمرها بحملكم للموت ، فما بالكم إذن لا تقتلون ؟ ألأنكم تتحركون وتهاجمون وتتعلّمون وتتزينون وتأكلون من زوايا ضيقة جداً ، أم لأنكم في الأصل لا تمشون وفق قوانين كروية الأرض ؟ ، أم لأنكم تعلمون أنني سأظل أسير إلى ما لا نهاية إلى الله ؟!! )
عندما أقول أن سرعتي تساوي صفر ، هذا لا يعني أنني قد بلغت ُ العدم ، فما على وجه البسيطة كائن تصل درجة تردد موجته إلى الصفر، إلا في علم ِ الافتراض ، ولست فرضيا ً ، لذا عليكم أن تعلموا أن سرعة صفري ستقوم بالانقلاب في أي لحظةٍ على العدم ِ والحياة !!
سألتني : من أي خلية ٍ نشأت ؟
فقلت : من خلية ٍ تكبر لتعود صغيرة ، ثم ّ تكبر لتنقسم إلى ثلاثمائة قسم ، كلها خارج المتواليات الهندسية ، لا تموت ولا تخسر ، إذ كل ما في الأمر أنها ستنام قليلا في قبر ثمَّ تبعث ُ من جديد !!!
وتقول لي من أنا : وأقول أنتي إيمان ، أو سلطان ، أو شيطان ، لا يهم من تكوني ، ما يهمني الآن أن تعرفي من أكون ؟!!!
أخيرة :
خلّوا ..!!
سبيل ,
أملي !!
هناك تعليق واحد:
خَالد . .
أنت كَينوتة لـ عَوالمٍ أخرى . .
لا يعرف مَاهِيتها مِن دُنِسَّ طِيِنُه
أو حُثي تِراب الأثم على وجه قَلبِه.
/
مُرورٌ على حَافةِ " الغضب" هُنا . .
سأعُود لبعضه لاحقا.
:
تقديري و وردة.
إرسال تعليق