الأربعاء، 4 أبريل 2012

أعصب رأسي الآن بقميص صدرك النور




مولاتي ، الـ شفّافة الـ ياقوتة ، أنت ِ دنيا القلب التي إذا قامت لم تقعد ، وأنت روح النبض الذي إذا طار لم يسقط ، أنت وبرغم شتائك هذا إلا أنك المعطف الوحيد الذي لا زلت أرتديه دفئا لا يمل عناقي .

مولاتي ، الـ شفّافة الـ ياقوتة ، حين يغالبني شوقي إليك ِ أقيم لفتنة عينيك مؤتمرا وأخلق لجلال طيفك معبدا ثم أطلق عساكر حنيني لتحمي مؤتمر الشوق ومعبد الغرام ببواريد ٍ من عشق .

مولاتي ، كل الأشياء الأنيقة وكل الأشياء الرثّة ، وكل الكائنات الجميلة والدميمة تعلم أنك حبيبتي ، حتى أقسام البوليس تعلم ومجلس الأمن وجامعة الفوضى العربية ، كل الناس تعلم أنك حبيبتي التي حين أشرب شيئا من المنطق معها أغدو لقمان الحكيم وحين أشرب شيئا من الجنون معها أغدو رساما يقدّم لها أذن فان غوخ المقطوعة .

مولاتي ، الـ شفّافة ، الـ ياقوتة ، أعصب رأسي الآن بقميص صدرك النور ، وأغمض عيني الآن على دنيا كل طرقاتها تأخذني إليك ِ ، أظنّك تعرفين أني الآن أمسك بسيجارتي وأدخن لأشكل من سحائب أنفاسي شكل وجهك ثم أقفز لأقبّل الدخّان ، أظنك تعلمين أيضا أني الآن أرقب وجهك المطل على ّ من السقف ثم أدعو الله أن يهشّم السقف على صدري لأحضنه لأنك فيه ، أظنّك تعلمين أن أصابعي الآن تفكر فيك ، وأن عقلي يفكر وقلبي يفكر وضلعي يفكر وجرحي يفكر وكل شيء بي يفكر أني أفكر فيك .

مولاتي ، الـ شفّافة ، الـ ياقوتة ، لست ورقة صفراء في كتاب بلاطوس العظيم ، ولست اليونان لكنك الولايات المتحدة القلبية في عمري ، أنت جامعة الدول الشعورية عندي وأنت ِ مجلس الأمن العاطفي في صدري وأنتي اللجوء السياسي الذي أهرع إليه حين تطلبني أيادي نظام الغم .




أنت ِ زوايا هذا الموروث وأبعاد هذا الوطن ولغتي العربية التي تركع لها أصابع العالمين لأن ثقافتها أقوى بكثير من ثقافة الخصر الهجين ، أنت ِ شيء يشبه امتدادي في درب التبانة يشبه هذه الأصابع العشر التي تجيد أن تخاطب التراب كما تجيد فهم الملائكة .


مولاتي ، الـ شفّافة ، فليذهب خصر لندن إلى الجحيم ولتذهب أرداف أوربا إلى سقر ولتذهب مشاعر الشوكة والسكين إلى مقاهي تل أبيب ، وليذهب الكحل إلى البادية ، لن يعنيني أبدا غيابهم وذهابهم فما دام الله قد وهبني السفر ووهبني التكوين لن أبالي يا ياقوتتي من آمن فيهم من كفر .

هناك تعليق واحد:

عِطْرٌ حَالِمْ يقول...

هذا النص مربك يا خالد . .
أي لغة تستطيع تفسير بيان هذه الأعجوبة !!
أشعر بأني أغوص في بحر ليس له بداية ولا أدري كيف دخلته!!
هذه الدهشة المتجلية هنا كافية لأن تصلبني عمرا طويلا هنا ولا أيأس بل أطلب من الله أن يهبني عمرا آخر لأتذوق هذا الجمال مرات ومرات!!
/
صديقي . . نصوصك تستلذها ذائقتي جدا.
حفظ الله لك أبجديتك منسكبة دوما بالألق.
محبتي