الخميس، 12 أبريل 2012

الإنسان الحر..4






أن صعوبة التفسير تجعل من المحاربين القدامى أعني المحافظين على الموروث مثيرين للشفقة وللعطف فهم بعد أن تمسكوا بأول تفسير خرج من أول صنم اكتفوا عبر قرون عدة بممارسة نفس السجدة بجوار نفس الصنم وتوارثوا السجدات والأصنام جيلا بعد جيل دون أن يحرك عقل أحدهم ساكنا ليزيح الصعوبة عن تلك النصوص أو يحاول سبر غورها ، رجل الدين لم يفسر النصوص اللاهوتية بشكل يتماشى مع العقل ومع المنطق كلا بل انه وأنا أعني ما أقول جعل التفسير يستند على بضع كلمات ورثتها المدينة عن أبيها وجدها وعلى بعض وصايا وتعاليم تناقض نفسها تصدر من عقل المخيال الاجتماعي ، هنا كان لا بد أن يأتي أحد لينصف قائل التعاليم القديم وملقي الوصايا العظيم ، ويبعد عن كاهله الأحمال التي حملوه أياها وهو ليس بحاملها ولا قائلها ، والحقيقة أني من عشاق إرجاع الأمانات إلى أهلها ، وعليه يجب أن نعيد الأصنام البشرية إلى البشرية التي خلقتها لأن رجال الدين بفضلها حولوا الناس إلى عبيد بعد أن تحولوا إلى آلهة .

إنهم يعاقبون كل فرد يخرج عن تعاليمهم وهم أنفسهم يخرجون عنها، هم يكفرون كل من يقول الحقيقة وكل من يسعى في إصلاح وترميم العطب ولأنهم جبناء يشحذون عقول الضعاف والأقوياء والفقراء والأغنياء بأكاذيبهم ليكونوا أسلحتهم حين تبدأ المعركة .لا أملك إلا الشفقة عليهم لا يقربوا الصلاة ويأمرون أتباعهم بها ، ينهون عن المنكر وأي منكر أكبر من إقناع النفس أنها أصبحت سلما سماويا درجاته مقدسة ، أي منكر أكبر من جعل الشعب يصعد على درجات الوهم ليصل إلى الجنة ليتفاجأ أنه وصل إلى الجحيم .أي منكر أكبر من إقصاء إله السماء بعيدا عن تعاليمه الحقيقية وعن صفاته الحقيقية وعن قدراته الحقيقية لتضعوا عوضا عنها تعاليم و صفات وقدرات بشرية ، تذكروا للمرة الألف واثنين أن إله السماء قال " ليس كمثلي شيء " لكنكم جعلتم أنفسكم مثله بعد أن حولتم الشعب من مؤمن بإله سماوي إلى عبد لإله أرضي خلقته الخرافة والأسطورة والخيال ثم انتصبتم واقفين على كل تلك الأكاذيب معلنين أنكم خلفائه في الأرض ولم تكتفوا بل سرقتم العبارة السماوية ثم وقفتهم على رأس الشعوب بعد أن أقنعتموهم بأنكم " ليس كمثلكم شيء " .

الحق أني أمام كل هذا الغباء وهذا الكفر لا يسعني إلا أن أكفر بإلهكم الأرضي وأكفر بالغباء البشري وأكفر بالبلادة البشرية التي تنمو وتتكاثر بسببكم ، لا يسعني إلا أن أبصق عليكم وأواصل السير مستنطقا كل سبل الحكمة والحقيقة لأفضح غشكم وكذبكم ولأنزل من السماء كل تلك الأعمال القبيحة التي ارتكبتموها لأن مكانها أرضكم ، أرض النفاق والغباء .

أيها الحالمون بالخلود الأبدي الموت أحب إليكم من الحياة فهو يأخذكم إلى خلودكم الأبدي المنشود فلماذا لا تموتوا ، لماذا لا تريحوا الأرض من أوعيتكم المليئة بالأمراض والطفيليات والحشرات الضارة ، لماذا تحافظون حتى الآن على أشد المفاتيح صدأ لتواصلوا فتح باب الحياة ، لماذا لا تذهبوا للمعارك التي بدأتموها لتستشهدوا وتنالوا الصفاء المنشود ، لماذا ؟ ألأنكم جبناء حقا أم لأنكم تخشون أن لا تعيشوا مرة أخرى ؟

سيطويكم العدم ، كما يطويكم الآن وسيأكلكم ، وستسخر منكم القبور ، الموتى سيسخرون منكم وسيقهقهون ويبصقون عليكم بشدة ولن تكونوا أكثر من تراب مريض وهالك ، لن تعودوا مجددا للحياة فأنتم تنشدون خلود بشري من إله بشري ، لكنكم ستندهشون حين سينهض جاركم الميت لمواصلة حياة الخلد مرة أخرى مستهزءا ساخرا ، سيسخر بلا شك لأنه تجاوز أكاذيبكم وسيستهزئ لأنه لم ينخدع بها وتمسك بإله عظيم " ليس كمثله شيء " فجازاه العظيم بأن جعله خالدا .


سيطويكم العدم كما جعلتم الشعب وجعلتم الأرض تعيش في عدم ، سيطويكم النسيان لأنكم جعلتم البشرية تنسى عقلها وأحلامها وأهدافها من أجل عقلكم وأحلامكم وأهدافكم الكاذبة ، سيطويكم العدم لأنكم صادرتهم كل الفضائل السامية وكل الأخلاق العظيمة من الشعب وصادرتم أمانته وسيرته وعمله الصالح لأنه لا يدين بدينكم ولأنه لا يصلي صلاتكم ولأنه لا يسير مع سيركم ، صادرتم السماوات باسمكم ، أصبحتم رعاة للحق وغيركم راع للباطل ، وأنتم الباطل يا من تسيرون بسيقان وأقدام متعجرفة ومخادعة يا من تعتقدون أن الإله جاء لكم وحدكم وأن الدين الصحيح هو دينكم وأن الأخلاق العظيمة هي أخلاقكم وأن الأفعال العظيمة هي أفعالكم وأن الخلاص الوحيد لن يكون إلا عن طريقكم .

سيطويكم الإله السماوي ، فهو الخير وأنتم الشر هو الدين وأنتم الإلحاد هو الصلاة وأنتم الكفر هو السماوات وأنتم الأرض هو الحق وأنتم الباطل هو الخلاص وأنتم الهاوية ، هو الحامي رب كل البشرية ، هو إله الإنسان الحر ، هو رب الإنسان الراقي الذي يواصل سموه عبر تقديم النفع والمعرفة لعياله " البشر " دون أن يقف عند دين وعند قبيلة وعند مذهب ، سيطويكم الإله السماوي ، وسأكون حيا حينها لأرى مصابكم لأني أعتقد مخلصا أني كنت ولا زلت طينة سماوية محبة لكل البشرية ، محبة لكل شبر أرضي لم تدنسه أقدامكم .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يا الله
حكمة
قوة
صراحة

عبرت عني

ارفع لك القبعة