الثلاثاء، 24 أبريل 2012

غرغرة الطين وشهقة الأثافي


لولا أني أخشى أن احرّق وأن أصادر لكنت كتبت جوع كل العشيرة ولكنت ذرفت أخطاء كل البلاد الحقيرة ولكنت وضعت أمام الأمام غرغرة الطين وشهقة الأثافي ، كنت أخرجت كل العجاف من يابسات السنابل ، كنت شرحت كل المخضرّات من فاتحات العنادل ، كنت ألقيت بترسي وركبت فرسي وغزوت مدن التجهش والأقاحي ، لكنني سأمد المشارب على وجهين وسأعلق الفجائع على أمرين حتى يبين ما يضمر اليراع وحتى يلوح ما يخفيه الذراع .



1( مشهد غير نظيف ...)





ماذا أقول وقد تعثرت النخيل بظلها وقد تعثر النهر المسافر بالعداد وقد ضجّت الأرض بالحصاد وقد قضّت كل صور الدهشة على عجائب الدنيا السبع في مصر وفي بغداد .



لا تسألين يا صديقة لماذا يسهد ألمي ولماذا يؤرق بالشقاء ِ قلمي ولماذا يخط الجوى التنهد على قسمي ، لا تسألين فأنا شيخ ٌ يحفّه التابوت ويقتفي أثره الطاغوت وتلاحقه مخافر التطرّف في اللاهوت ، أنا شيخ ٌ محمول على حلْـمَة ٍ بفم ِ معاق ٍ لا يجد كلمة يتعكّز عليها أو يمسك بيديه لغة انعتاق ..!!



أنا شيخ ٌ لم يبع البلح في مكّة ولم يتاجر بأكباد العذارى في عكّا ولم يشتري فاحشة الصبايا في أب ، حتى الصبايا الفقيرات لم أبعهن فرح المواسم أو قات اليمن لأحطم أساطيرهن فلماذا إذن يقطّعن كُل شيء ٍ مقابل أن يبعن أعضائهن الأليفة لدنيا لا تعطي إلا الألم المعقود بالبكاء الطويل المسافة ..!!



يا بنات الموضة ويا صبايا الشعر القصير ويا نساء الباروكة والمانيكير والله لا لشيء ٍ ستبُعث دارفور أخرى لتسكن المقل في نشيد الحداد مع خمسين مدفع ودبابة ، لا لشي ٍ ستأتي كربلاء من جديد ٍ لتعيد جز رأس الحسين ، لا لشيء ٍ ستعيد الأرض دورتها حول من شدت ضفيرتها لتمنع عن السبط التمر والماء ..!





لا لشيء ٍ يا بنات ابن زياد لا لشيء ٍ سوى أن هذا الحدث هو الحدث المكرور المعادْ .. لا لشيء ٍ سوى أنه شتّان بين من تربّى على العدّة والعتاد وبين من تربّى على الشبّاك والباب والتلفون ومحلات الكنتاكي !!





الصبايا لا يقعدن إلا ليحرّقن التمور ولا يتحدّثن إلا عن فتنة العطور ولا يلبسن إلا سحنة السفور والله ليس في أكثرهن إصبع لا يحب ارتداء القناع وليس في عقلهنّ فكرة لا تحب السير خلف القطيع وذئب الضياع ، ألا فأنثرن ما تبقى من عراء ٍ ولتحجنّ نحو كذاب أهل مفاسيخ الذمم ولتعبدنّ تيوس الأمم فأنتن لم تعرفن بعد أي فرق بين حبر الحقيقة وبين دم الندم .



حين سيمضي العمر يا قاصرات الهمم ويحفظ الوجه الكئيب سحنة انقلاب الأمم وحين يسافر الشباب المعيب عن حقارة الرمم ستعرفن ّ أي معنى في أن يكون للحياء ِ دم ْ ، أي معنى في أن يكون للحرف عَلم وأي معنى في أن يكون للعلم ِ قلم وأي معنى في أن تصبحن كتابا ً لا يمسّه أهل التهم ."!!

ليست هناك تعليقات: