الأحد، 1 أبريل 2012

الإنسان الحر..2




الإنسان الحر هو الإنسان الخلاق الذي يستطيع أن يبدع ويخلق ويبني ويشيد كل ما يريد بعد دمار الأكاذيب التي تسمى مجازا " حياة " بطريقة مثلى بطريقة خلاقة لا تكون الحياة فيها عبئا ثقيلا على الإنسان بل تكون عليه حملا خفيفا وإن لم تكن يستطيع بذاته المبدعة والخلاقة أن يجعلها تعشق عبئه الثقيل .

لا تتظاهروا بالضعف ، لا تكونوا كدودة الأرض التي تداس دون أن يكون لها حول ولا قوة في دفع الأذى عنها ، تأملوا أنفسكم ثم تأملوا ماذا قدمتم لها وماذا قدمت لكم ، أياك أيها البخيل على نفسك أن تلومها على تقصيرها معك ، هذه هي القاعدة " إن لم تقدم لي شيئا فلن أقدم لك شيء " ارتفعوا بأنفسكم عاليا لترتفع بكم إلى العلو الشاهق الذي لا يصله إلا الإنسان الحر .

لا تخجلوا من تعثركم في الارتفاع في بادئ الأمر ، اجتهدوا وثابروا ستطيرون حتما سترتفعون عليكم بالمثابرة وبالتحليق ستسقطون حتما مرة وعشرة لكنكم في الأخير ستمتلكون أجنحة ملائكة الحرية وستطيرون إلى الفضاء .

حاولوا أن تطيروا سأعلمكم الخطوة الأولى ، أجعلوا لعقلكم مسؤولية ودور في الحياة اجعلوه يفكر في مختلف الظواهر و ينتقد ويسأل ويبحث ، اجعلوه عقلا فلسفيا لا دينيا ولا سياسيا ولا تاريخيا ، فلسفيا فقط ، عقلا حرا طليقا ينطلق وراء الأسئلة كما ينطلق كلب الصيد وراء فريسته .

أعلم أن فيكم من يقول أن عقلي " كلب " ، فليقل لست أهتم يكفيني أن كلبي " العقل " أصبح حرا لأنه أنطلق وراء فريسته الأسئلة ونهش منها الإجابات ، أصبحت حرا لكني أنشد المزيد وكلبي من ورائي يحثني، هو أيضا يريد المزيد هو أيضا يريد أن يقول لكم أن نباحه أصبح حرا بعكس كلابكم المسعورة بالأكاذيب وبالخرافات وبالأوهام وبالعادات وبالموروثات المعشعشة في رؤوسكم والتي لا زالت تنبح في ذات الأقبية الخربة منذ عشرات السنين دون أن تتقدم بنباحها وهمجيتها وغبائها وحياتها ورغبتها في التطوير والتنوير خطوة إلى الأمام .

نعم كلبي يعلم جيدا مسؤولياته العقلية ويقوم بها على الأوجه الأكمل ، لكن كلابكم لا تعلم شيئا هي فقط تكتفي بهز أذنابها للآلات وللأسياد لأنها تعودت أن تُملَك ولا تَمّلُك ، هزوا أذنابكم وعيشوا مع غرائزكم الخبيثة ان قلبي ينفطر لحالكم أقول ذلك آملا أن تستطيعوا الفرار من السجون .

لا تجعلوا الأسياد يضلوكم لا تجعلوا الأيادي التي تلوي أعناقكم تقتلكم قاوموا الاستعباد ، قاوموا القتل ، من حقكم أن تعيشوا أسيادا وأحرار فهكذا ولدتم وهكذا يجب أن تموتوا ، لا تجعلوا ريحا خفيفه تخيفكم ولا تجعلوا العاصفة الشديدة تهزكم فلا شيء أقوى من إنسان هزم جيشا من الديناصورات بإرادته .

تطهروا إني أعرف الخطر المحيط بكم ، رذائلكم وشهواتكم وأكاذيبكم وعقولكم السجينة ، تحرروا فإني أعلم الطريق ، الصفاء ، كونوا ماء لتكونوا دواء ، ولن تكونوا ماءا حتى تكونوا نبلاء .

هذا زمان تحديد الوسائل وتحديد الغايات ، هذا زمان الحرب بين الإنسان الحر والإنسان العبد ، هذا زمان الترميم والإصلاح فقد تعبنا من القديم الكاذب الذي لم يدفعنا إلى الأمام خطوة والذي حبسنا في تاريخ قديم لم يتجدد ، هذا زمان العودة من السماء والهبوط على الأرض، هذا زمان يجب أن تحل فيها العقدة التي علقناها على شماعة " القضاء و القدر " عقدة الجهل والتخلف والغباء الموروث .

هناك تعليقان (2):

عِطْرٌ حَالِمْ يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
عِطْرٌ حَالِمْ يقول...

خَالد . .
أنتَ كَاتب مُنفرّد . .
أُكْبِر فِيكَ ما تَكْتُبه يا صديق.
أتعلم . . الإنسان الحُر هو الذي يُؤمن بنفسه . .
ويتبع روحَهُ و يتحرر من عُقدات المجتمع "المتخلفة" !