1)
إن لم تجديني على الأرض ِ ستجديني في السماء ، إن لم تجديني في شمس النهار ، ستجديني في ضوء القمر ، إن لم تجديني على أبواب المساجد وأجراس الكنائس ستجديني على أوراق الشجر وفي عيون النهر ،لا تقلقي أنا لست جسدا ً عاش ليفنى أنا فكرة ولدت لتحيا .
2)
لا أغضب ، لا أشتعل غيرة ، لا أشرب ، لا تستفزني السيرة ، كل هذا لا يعني أنني لست مهتماً بما يدور في أفلاكك الأثيرة هذا يعني أنني احترم الحب الذي وثق بنفسه قبل غيره.
3)
تسألني : لماذا تقدّم الشوك على الورد في سباق الجمال ؟
قلت : ليس في سباق الجمال أقدّمه يا حبيبتي بل في سياق السؤال :
الورد يجعلنا أكثر جمالا ً ، الشوك يجعلنا أكثر خبرة .
أيهما أفضل ؟
4)
قالت : في الكتابة ِ متى تصبح ضعيفا ً متى تخونك القوة ؟
قلت : في الشارع ِ متى تصبح الأقدام ضعيفة وتخونها الخطوة ؟
قالت : حين تمرض
قلت : تمرض الأقدام ولا تمرض الخطوة . تموت العقول ولا تموت الفكرة
5)
كيف تستطيع أن تنقل ما نشعر به نحن معشر النساء من مشاعر ٍ واحاسيس وتناقضات بكل دقة على الورق ؟
قلت : لأنني حينها لا أكون أنا ..
قالت : إذا ً ؟ من تكون ؟
قلت : أكون أنت ِ
6)
لماذا لا يستطيع الحب أن يعيش بدون نساء ؟
لأن السماء لا تعيش بدون ملائكة ، والأرض لا تعيش بدون عمالقة
7)
ليس عندي ملهيات بعد الآن تجعلني احتسي بلقيس وأقلب العرش ، منذ اليوم سأطرد قيس من الصحراء وأدفن ليلى في الخيام وألبس الحرب .
8)
قلبي أسد من يمتطيه حار كيف ينزل عن ظهره ، صدري موت من يدخله حار كيف يخرج من قبره ، حبي صوت من يسمعه حار كيف يبعده عن سمعه .
9)
من يجرح وردة دون أن يعتذر لأوراقها أو يجرح نحلة دون أن يتأسف لعسلها لن تحترمه الخلية أو يقدّره الرحيق
10)
ليس للحب ِ أرجل لكن للشوق ِ أجنحة ، ليس للقلب أصابع لكن للروح أربعة .
11)
سألتني : كيف ترضى أن يكتب عني ، أن يغازلني دون أن تغار أن تغضب أن تحارب ؟
فسألتها : كم مرة غضبت ِ من أقدامك ؟
أجابتني : أنا لا أغضب من أقدامي
فأجبتها : إذا ً كيف أغضب من أقدامي ؟!!
كيف أغار من أقزامي .. كيف أحارب رجلاً أنا أعرف أنه ليس منافساً حقيقياً لقبيلتي وخيامي ؟
واثق الدم يمشي ملكاً .
أنا يا عزيزتي لا يهزمني إلا أنا ، لا تهزمني الرؤى ، لا تهدمني المنى ، لا يزعجني الخمر ، لا يربكني الندى ، ليس عندي قلق مؤجل أحمله في حقائب حياتي ، ليس عندي موت قادم أخشى أن يقتل ذاتي.
قلتها لك مرة وأعيدها ثانية : كل الذين عبروني احترقوا ، تنبهي من حرفي المهدور الدم ومن سطري المراق، لست نونْ لست القلم وما يسطرون ، لست قد أفلح المؤمنون ،أنا الطيش الذي قاد جند الحرف إلى سنّة الجنون ، أنا بقية نيرون على الأرض وخليفة هولاكو وبقايا هرقل وجيش رستم وغرور قارون .
12)
نصحتني صديقة قديمة قبل أيام قائلة : خالد ، توقف عن بيع صدرك على الغرباء ، بت أخشى عليك أن تنهض ذات يوم دون أن تجد ما ترميه أو تخفيه ما ترويه أو تسقيه ، بت أخشى أن يصادفك الموت في أي طريق دون أن يجد بداخلك روح ليقبضها .
قلت : صديقتي ، تعلمين جيداً أنني ميت منذ أعوام ، ميت فرّ من حياة القبور وعاش في حياة ِ الأحلام ، ميت اشتكى من رائحة الطين فمنحوه عطر الكلام .
لا تخافي علىّ ، روحي لم تفارق نبيها غريب الطبع والشكل ، ما أفعله ليس أكثر من ثورةٍ أقوم بها من عالم الموتى لأبيع على الطين ِ النور واشتري الظلام .
13)
الوهم ابن الحقيقة ، ابن المدينة العاقلة التي بناها العقل وخربّها الإنسان ابن المدينة الفاضلة التي شيّدها السهل ودنّسها الإمكان
14)
كتبت عرافة قديمة على الرمل اسمي فهاج السحاب وماج الضباب ، مسحت عرافة جديدة من الرمل اسمي فهاج الصواب وماج الخراب ، احتارت العرافة ماذا تفعل باسمي . فأجابها الرمل : اتركيه حتى يصبح بشرا من طين ٍ أو يشبه هذا السراب ، اتركيه حتى يصبح حرفا ً من طين ٍ أو يشبه هذا الكتاب ، اتركيه حتى يذوب تحت الشمس أو يدفع هذا الحساب .
15)
من يتهم نبياّ بالغباء ويتهم وحياّ بالخواء ليس جديراً أن تحط السماء على قلبه كبياض الثلج ، ليس جديراً أن نرعاه أو نهواه ، ليس جديراً أن نتذكره أو ننساه .
16)
لا امرأة تقبل أن يموت لها عشيق ، أو بحر يقبل أن يحيا فيه غريق ، الحب كما الموت يرفض دموع المعزّين وابتسامات الصديق.
17)
من أهان كرامة قلب وجرح عزّة عقل فقد أحدث ثقبا في سماء البشرية لن ترممه الأعذار ولن يداويه الأسف.
18)
الأشياء لا تعرف إلا قلّة الأدب وأما الأدب فنحن من نعلّمها عليه
19)
تبتلع الثقافة نصف عمري وأمّا عمري الآخر فتبتلعه الحكمة وأمّا الموت فلا يبتلع منّي شيء سوى ثوب الرتابة والروتين وعقارب الساعة ، وأمّا القبر فلا يأخذ منّي إلا رداء الجلد الذي لفّني لأعود آدم أخر بدون ربطة عنق وبدون بدلة وبدون أن أنتعل الأخطاء وزبد البحر
20)
أيها الصديق لست موغلا ً في الخطايا بقدر ما أنا آثم ٌ بالحب المسال على أطراف الغربة ، تبقى ولوحدك الشاهد الوحيد على طهارة وضوئي أنت وسفافيد الكباب وذلك البوّاب الذي لا يعرف عني شيئا سوى " سلام الخير " الذي يجعله يجمع كل أطفاله العراة وامرأته المقبورة بجمع المعدن ليردّوا علىّ السلام بصاعين من الحب المبتور بألم الاغتراب .
21)
حين أفكر في بعض سريالياتك أصبح مجنوناً وأنا أرى جموح لا وعيك ِ في وعيك يكتبُني في المنطق مُدرك !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق