السبت، 23 يونيو 2012

للمستشفياتِ أن تَغضب مني



كشّر الألم عن قباحته ، وأظهر الإعياء أضراس أذاه ، وكل شيء ٍ يحمل ناباً ومخلباً من موت ٍ أتى ، قد ترك كُلَّ قلوبِ " الأمّة " ليستقر في قلب ٍ حمُولته سبع سماواتٍ من خيرٍ وسبع أراضٍ من عشب ٍ أخضرْ .

عن أي قلب ٍ تتحدثون ، عن قلوب ٍ لا أخال أنها استطاعت أن تمُزّق هذا الجدار العازل بين أن يموتَ العالم وبين أن يعيشْ ، لكنيّ أتحدث عن قلب ٍ حين يَسعل تُصبح الكرة الأرضية خارج المجرّة ، وعن قلب ٍ حين يَكُح يُصاب العالم بدوارْ .

عن أي حب ٍ تكتبون ، عن حب ٍ لا أخال أنه استطاع أن يغلق كل هذه الأطنان من القنابل التي تحبل بها الأرض لتموت ، لكني أتحدث عن حب ٍ أغلق باصبعه الكرة الأرضية كلها بوجه ظفره وهزم هذه القنابل كلها بوجهِ سلّمةٍ واحدةٍ من سلالم ِ إبهامه .

عن أي أمراض القلوب تكتبون ، عن مرض ٍ لا يكفي حتى لـ غسل العار الذي أنتم فيه ، ولا يكفي أن يكون سكينا تقطع أمراض قلب الأمة المزمنة ، لكنّي أتكلم عن مرض ٍ " ربّاني " لو حطّ في جسدِ كُلَّ الحكوماتِ العربية لأصبحت " راهبة " ولو حطّ حمله في سابع " إبليس " لأصبح ابن سينا ، أتحدث عن مرض ٍ صحي وعذري لهذه الصحة المسجّلة في سجلاتكم الطبيّة الكاذبة ، أتحدث عن مرضِ جنة ٍ أدخلتكم كل بساتينها وأعطتكم كل كوثرها وكل خمرها وكل مائها ورددتم إليها العطاء باسم " صحة يهوذا " ، أتحدث عن مرض ٍ أصاب قلب حبيبتي وجسد حبيبتي وروح حبيبتي فعضّت كل المستشفيات الأرضية على شفتيها ومزّقت كل البيانات الصحية أوصالها.

للمستشفياتِ أن تَغضب مني ، للعالمِ كُلّه أن يَلعنَ ظفري ، للدنيا كُلَّها أن تَشتُمَ باطن كفّي ، للشياطينِ كُلَّهم أن يستغفروا ظاهر وجهي ، للملائكة ِكلهم أن يشتموا طهر ظهري ، للناس ِكُلَّها أنَّ تكرهني وتكره قولي وفعلي ، لكن ليسَ للسماءِ نفسها أن تَسحب مني هذا " الدم المريضُ الجنّةْ " وَتمنحني تأشيرة " تمرّغْ " في قلوبٍ تُقاس صحتها بمقدارِ درجتها من الجحيمْ .

شيخة القلب علّقي الأسماء أين تريدينْ ، وعلّقي العالم أينَ ما شئت ِ ، علّقي كل شيء ٍ لا ينتخبك " كُونتيسة القلوبْ " مثلي على شمّاعاتِ – المقاطعة _ وأمّا إعياء القلبْ فَدعيه فإني أريد أنَّ أرّكُلَ " حفّاظته " بقدم ٍ واحدة ٍ مِنْ قدم ِ العشق إلى أقرب " حضانة " .

شيخة القلب .. سآتيك ولو على شقِ " جمرة ٍ" لأغلق هذه – الحنفيّة _ من السمومِ التي فتحها الناطقون بلغة الغراب – في قلبك .

وسآتيك ولو كُنتُ إغماء ً – إذ لا يَصِح إلا الصحيحْ _ لأستعيد من عودة صحوك " صحوي " الذي سيختم كُلَّ هذه الوعثاء بالشمعِ الأحمر .

شيخة القلب .. هذا قلبي يسوق أسفه " الصحي " فأمرضيهِ إنَّ شئت ِ أو خلّي سَبيله للصحةِ لأقهر العالمين باسم رضاك .

ليست هناك تعليقات: