السبت، 23 يونيو 2012

أيها الدرويش شيخة رحلت

توطئة : أنا درويش خان الجنة ، أنا ريش انقلب على بياض الجناح .

أيها الدرويش ..خسرت أصابعك النرد ، ليس لديك الحق بعد الآن في أن ترميه أو تخفيه ، المقامرة انتهت ، سعرك لن يرتفع بعد الموت ، شعرك لن يسبق نبرات الصوت ، لم يعد النصر ينام بين ذراعك أو يستقيظ الصبح من يراعك ، المغامرة انتهت.

أيها الريش .. لن ترعاك الريح بعد اليوم ، لن تحميك من الأعلى لن ترحمك في الأسفل ، لن يملك بساطك السحري القدرة على تجاوز العواصف أو خداع الريح بحوريات العواطف ، لن تتمكن من التصالح مع غضب الطبيعة بعد أن تعلّمت الميتافزيقيا أسرار اللعبة .

أيها التعيس.. لن تنفعك الطبقية لن تنقذك الدونية ، هل رأيت صورتك في المرآة مؤخرا ، وجهك أصبح كدود الكلأ وكالدور التي باعتها المدينة للصدأ ، ماتت تقاسيمك ، انتهت مراسيمك ، أصبحت مياه غير صالحة للشرب وقصائد غير صالحة للحب ومشاعر غير صالحة للقلب .

أيها الدرويش ،، احترق القصيد واشتعل النبأ ، حكمة سليمان أكلت بلقيس وأكلت سبأ ، جاء دورك فاستعد لأن تكون عجلا له خوار يعبده الضياع ويصلّيه القذى .

أيها الدرويش، شيخة رحلت ، مثل البلاد المهاجرة مثل الجبال المسافرة مثل الشمس المغادرة تركتك حيث يجب أن تكون مع عجائز الليل وأقمار الظلام بين ركائز الضياع وأقزام الكلام .

أيها الدرويش ، علام تبكي ؟ ألست من قال لها سأطعمك الحب حتى لو غرقت الأرض في البحر حتى لو انطفأت القصائد في الصدر واشتعلت تحت الصخر ؟

علام تبكي إن كنت أنت من أغرقت الأرض وطمرت البحر ! إن كنت أنت من حطّم القصائد وفتت الصخر ! علام تبكي وعلام تبتاع أدعية تطلب من الرب فيها أن يردها عليك وأنت الذي جعلتها تموت دون أن تهتز فيك رقبة ؟!

أيها الدرويش ، ستظل ملعونا في كل زمان ٍ وكل مكان ، كل الذين سيمرون عليك سيلعنون صدرك وسيشتمون اسمك ستظل معلقا على باب مدينتها دون أن تسامحك المفاتيح أو تصفح عنك الشوارع أو ترحمك المنازل أو تنقذك الشموع .

أيها الدرويش ، ادفن اسمك ، خسرت أرواحك النرد ، لست كاتبا أنت كاذب لست عاشقا أنت فاسق لست جسدا يستحق أن ينام قرير عين بعد أن تركتها ساهرة في الموت وعشت بعيدا عنها .

ليست هناك تعليقات: