الأحد، 17 يونيو 2012

تدللي وتقدّسي



تدللي ، لأنقل السماء أمام قصيدتي ، وأدفن الأرض خلف مدينتي ، تدللي لأعشو الدنيا كأنني النار المقدسة أو كأنني اسطورة من قصص ِ الفؤاد .

تدللي ، لأسوق أمامك الحب على ريش حمامتي ، وأسوق أمامك الشوق في خطام ناقتي ، وأسوق أمامك الحنين كغيمة ٍ أمطرت على صدرك .

تدللي ، لأرمي ليالي القدر في العشر الأواخر من رمضانك ، لأحيي ليالي السحر في أرجائك ، لأقبض على الشياطين ، لأفك سراح المساكين ، لأجعل أيامك المباركة كعبة للحب ِ ووريثة للسجدة .

تدللي ، أيتها الرحيق ، يا حديقتي ، يا خليلة البستان يا حبيبتي ، يا أيام التوحيد يا ليالي الردّة ، تفتحي مثل الكروم مثل أغاني فيروز مثل الحرب في صعدة .

تقدّسي، يا تراب الأرض يا نبض الفؤاد ، يا طير السهل في عين ِ الرعاة ، يا نار الجبل في سهم ِ الرماة ، يا صدق العمل في هذي الحياة .

تقدّسي ، لأكون مفترق الطريق إلى أناك ِ ، مدي جناحك لأركب الريح في ريش مداك ، انشري سحرك لأتشح باشجارك وأكون أخضرا كالطبيعة وتكوني زرقاء كموج ِ السماء .

تقدّسي باسم قدوس بني إسرائيل لأغرف بعض الزبور من عينيك وأزرع بعض التوراة بين شفتيك لأصبح مثل ذاك الذي لم يخن شريعة موسى ولم يتّبع عجل السامري .

تقدّسي ، كي أعاقب يهوذا ، كي أشفي آلام المسيح ، كي أصبح كنسية ، كي تصبحي مريم العذراء، تقدّسي ، كي أنمو على أحزان الكنائس ، كي أسمو على جراح المنابر ، كي أصبح نقشاً كوفياً على جدار ٍ في البصرة أو أصبح زلزالا ً في الصين .

تدللي ، سأقطف من السماء غيمة ، سأسرق من البحر موجه ، سأدس القمر في ظفرك وأخبئ الشمس في طهرك ، تدللي ، سأغير عقارب الساعة ، سأثور على التوقيت سأصبح زمانا ً بلا أيام ومكانا ً بلا عنوان .

تدللي ، سأكون حبا لا يفهم، سأكون حرباً لا ترحم، سأكون ظلما لا يحكم ، سأكون سلما ً لا يسلم ، ، تدللي سأعتنق الدين الجديد أو سأبقى على الدين ِ الأقدم .

تدللي ، ليس في قلبي أعداء ، ليس في صدري رصاص ، ليس في مدني كلاب ، ليس في حزني عذاب ، تدللي ليس على جبلي رماة أو في أوديتي رعاة ، ليس في سمائي نسور أو في أوعيتي ممات .

تقدّسي ، الأثر ضيّعته المنازل ، تقدسي الأوزان دنستها المحافل ، تقدّسي ، يفضح البحر أسرار الغريق ، تقدّسي ، مثل العذاب المؤجل ، تقدّسي ، مثل صلاة الشهيق .

تقدسي ، لتبتسم السماء القديمة ، لتضحك الأرض البدينة ، لتشفى القلاع السقيمة ، لتكتب الحصون العظيمة ، تقدّسي ، يا منسأتي ، يا هدهد سليمان ، يا قلق بلقيس ، يا خوف سبأ ، تقدّسي لأصبح حرباً على أورشليم أو أصبح مزمارا ً لداوود .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

رهيييييييييب يا خالد